1
لما الدهشة
أمضيت عشرين حولا معي
ولازلت كالطفل
تخاف أن يحل الظلام
لما الدهشة
فقلبي مليء بالحنان
وكرسي قلبي النابض
لك كالمهد
يهتز حتى تنام
بين أضلعي وأحسن مقام
لما الدهشة
إن كنت أميا في مدرسة عشقي
وتنسى حقيبتك
على قارعة الايام
لما الدهشة
إن كنت لا تعيرني أي إهتمام
وتنسى مواعيدي
ولون قميصي
وشذر الخاتم المغروس
في ذاكرتي لازالت تشتاق
للمسة منك
وشفاهي تنتظر السلام.
غربة قنبر
2
من سمح لك؟
أن تستحوذ على كنوز قلبي لوحدك
أن تطرق باب احلامي المؤجلة
أن تسطو على خزانة مجوهراتي
والدر المكنون لديك
و تملأ جيوبك بضحكاتي
والإبتسامة في شفتيك
من سمح لك؟؟
أن توزع همهمات روحي على الباعة المتجولين
وأرصفة الاماني تشتعل نارا لديك
من سمح لك ؟؟
ببتر ساق مهرجاناتي
والفرح ينهمر من بين اصابع يديك
أن تربط عيني بعصابة
وأنت النظر لعيناي وعينيك
من سمح لك ؟؟
أن تهدي النوارس أغاني الموج ولهفة خدي
بنهب حقول القمح وسنابلها الصفر
في ظفائري
وبيادر الصيف تنتظر ساعديك
من سمح لك؟؟
بجني عناقيد الكروم
وسرقة أغاني الحصاد
وثوب عرسي
الا تبت يديك.
غربة قنبر
3
على نهج اسيادك لن أسير
فقد خلعت عن ذاكرتي
عباءة التقليد السوداء
لن أرضى بتكميم حروفي
وسجن العبير
دروبي مستقيمة تأبى نهايات
كنهاية المتاهات
انا أحسنت الاختيار
مذ أن نسجت مناديل حرير
من أفكاري
ووقفت بوجه التيار
صغت من أصداف الحقيقة
قلادة وسوار
وأطلقت للريح صرختي
بوجه كل جبار
وكملت المسير
أنا حشرجة أمراة ذبحت
من الجاهلية
وأدت من عصر التتار
صوتي ماكان عورة
ولاكلماتي بدون دثار
قصيدة حب شدت
في ثغر جميل ومهيار
روضة غناء أحرفي
ومرآة دون إنكسار
صلبة كالصخر
أعشق الأرض
وملايين الاقمار
أترنح كالعش المتهادي
ولن أصحو إلا مع الأغيار.
غربة قنبر
4
ليتني أقدر
أن أعيد بكارة البراري
وأعيد هدوء الليل
من ضجيج مزقت قبة السماء
ليتني أعيد أصابعك
النابتة كبراعم على يدي
وأنتشل صوتك المذبوح داخلي
أستعيد مهدي الذي تبرعت به امي لجارتنا مع هدهداتي
وأغاني الصيف الذي
يبثها مذياع أبي
وأسافر على متن الحب
إلى مدن لم يطأه أقدام الغزاة
وأتوج الكبرياء ملكا على عرشي
وأعلن عن تنحي الشوق
وأستقالة الوله
ومصادرة كل المناصب الذي يعتليه قلبك الدكتاتور
وأبني وطنا أسكنه بأختياري
وأعلن استقلال ذاتي.
غربة قنبر
5
وَأُلْقِي الْقَبْضِ عَلَى الْقَصِيدَة
كَانَت نَائِمَةٌ فِي بَيْتِ شِعْرٍ
تَحَلَّم بالحبيبة
تَبْحَث عَنْهَا فِي ثَنَايَا الْوَرْد
تُكْتَب لَهَا أُغْنِيَّةٌ جَدِيدَةٌ
تَخيط لَهَا ثَوْبًا
تطرزها بشذر مَاسٌّ
تنمق الْكَلِمَات
تحيك لَهَا كَنْزُه شَتْوِيَّة
حِين داهمو مخدعها
فَزِعَت مِنْ هَوْلِ الضَّوْضَاء
وَصَوْت الْمُخْبِرِين
فَقَالَت مابالكم
مَاذَا فَعَلْت كَي تكمموا فَم الْقَصِيدَة
أَنَا هُنَا أغْزل ثَوْبًا مِنْ الْكَلِمَاتِ وَالْيَاسَمِين
لحبيبتي وعشاق الْحَيَاة
عَلَى مَرِّ السِّنِينَ .
غربة قنبر
6
فلتقذفني أمواج
الشوق اليك
أو يحملني ساحر
على بساط ريح
فيكون لقاءي بك
أسطورة يزين
تاريخ زنديك
أو أن يخبرني العراف
بان لقاء في الحلم ربما
يكون دروبها
خطوط راحة يديك
فيكون التخلي
عن عرشي
أجمل هبة
أقدمها قربانا
كي أنال
كرم نظرة من
عينيك
غربة قنبر
7
أواري أحزاني
في ثرى الظلام
وأشرق من جديد
من تحت الركام
أنعي القمر في خسوفه
أمني النفس بالصبر والسلوان
أعزي الأشجار لو تعرت
من أوراقها
أبتهج لرعد السماء
محملا بالأمطار
وبسحابة ندية مثل شفتيك
أتمايل مع المد والجزر
وهيجان البحر
مثل مراجل قلبي
الغاضبة
وأساير تقلبات الطقس
وتقلبات مزاجك
بلفتة حانية
سئمت احصائيات الحروب
والتقارير الصباحية عن أعداد
الموتى
أبحث عن موقع
تبث أخبار قادمة
من شارع الموكب
وبوابة عشتار
وشقائق نعمان
نابتة في باحة دارنا وجلنار
لا أريد فجرا رماديا"مشوبا"بالاهوال
أطمع في صبح نقي صافي
متفتح الازهار.
غربة قنبر
8
إعطوني مدادا وورقا
كي أملىء أجوائكم فرح
فكل حرف عندي له قدسية
وألوان القزح
رحلة مخاض في الكتابة أعاني
وولادة القصيدة عندي في ثواني
تزخر ذاكرة قلمي
بذكريات وأماني
طفولتي كانت في أرجوحة الكتابة
اكتب حرفا بكل رتابة
اغزل من الحروف دثاري
أتعطر برحيق الشعر
بيت القصيدة سكني
ما أجملها لوقضيت فيها العمر
اعطوني حبرا وقرطاسا
كي ازخرف وجه الورق
كعروس مخضب بالحناء
عند الشفق
انحت بالقلم كلمات تذوب في الحلق
كقطعة حلوى
ماعاد جيوبي يتسع للسيل الجارف
الهادر من احاديث الجوى
لليل لنجوى.
غربة قنبر
9
كم يلهمني حروفك
انا الطفلة العنيدة
التي لاتريد ان تعترف
بانها هي التي كسرت
انية الزهور الثمينة
التي احتوت يوما ما
اجمل زهور
جمعناها سوية
من حديقة كتاباتك
حروفك وطني
كلماتك تنسيني غربتي
تجعلني مواطن
من الدرجة الاولى
في عرش كتبك.
ياعطر الخزامى
المزروع في جسدي.
كم تمنيت البكاء
على اعتاب صومعتك
يوم تركتني في الفلاة
بدون ماوى وبدون دثار .
وانا اعلم بمدى ضعفك
وشرودك من دوني
لكنك فضلت الصمت
على الثرثرة
كي تشبع غرورك.
غربة قنبر
10
تمتم همسك
عبر أثير أيامي
فأنا أعشق السكوت
إن كان عتابا
فالعتاب في حضرة جمالك
سجود
تمتم كلماتك
ففي أذني لها
وقع سمفونية
وعزف عود
تمتم بوحك
كالرعد والبرق
كي تمطر ذهبا
في سماء الوجود
تمتم بصخب
وزمجر
إياك أن تقطع خلوتي
وتبعثر أوراقي ودواتي
ومكحلة الشعر
كل يوم كفي تلد
حروفا جديدة
في أبجدية بعيدة
لا يفك معناه
إلا تمتماتك مابين الأسطر.
غربة قنبر
11
كل ما أحتاجه الليلة
قافلة من الشجن
تسير إلى مدن أحزاني
تسقيني ملئ مساماتي
تنبش جراح الغد
تداوي وفاء وعهد
ومطرا تعطر درب الجفاف
وزوادة تشبع جياع الفرح
كل ما احتاجه الليلة
قبضة حناء
أنقش به
كف العناء
وأخضب به شعر
عروسة أيامي
كل ما احتاجه الليلة
قهقهة وهمس ودلال
على أعتاب المحال
وأمنيات في متناول اليد
طويلة الجيد والقد
تزين ساحات أحزاني.
غربة قنبر
12
تعانق يدان
في ارتباك وسؤال
وحرج وذهول
تعانق يدان
حينما أشتد البرد
حينما اعتصرهما الالم
تعانق يدان
يد أم تداعب طفلها
ويد اشتد به الالم
يد عاشق التزم بالوعد
وزين بخاتم وعبير أصبع
يد ابتهل
ويد تعانق يد مرحب
تعانق يدان
بعد غياب الانجم والشهب
خوف وتأهب
الم
فرح
برد
حب
شوق
واليدان متعانقان
غربة قنبر
13
ما اجمل المشهد
إن لم يكن مؤكد
والشك احيانا
احلى من المؤكد
يتجلى فيه الجمال
بين الحقيقة والخيال
والفوضى أراه وصال
في ترتيب ايامك والمآل
تلوح كالفجر
في ليل طويل يتجدد
الجمر والصقيع سيان عندي
مادام صمتي سؤال
وجلالة الملوك عندي
في حضورك هزال
فاعلم ان الحيرة واللوعة
تتجلى لو سافرت في دهاليز الزمن
ستنال الرد المؤكد.
غربة قنبر
14
متى يعلم سماسرة الحروب
ٱن حروبي معك لاتحتاج الى أسلحة ؟؟
أحتمي بك بدل الدروع
وأحمل وردة إليك ولن أجوع
أسافر إليك بدون أجنحة
والنصر تزهو في محياي
إن حاصر يداك يداي
وألتف حول الخاصرة
ولن أجنح للسلم
مادامت هدنتي معك عناق
وحرب خاسرة.
غربة قنبر
15
عتمة الدرب تنزاح كالستائر
حينما يأتي قادما
من مدن الشروق
بلا مظلات
وحزمة الضوء
كمفرق الشيب
غير قابل للاخفاء
ينافس الضياء
ما أقساك حينما تعاملني كطفلة
تهدم بنائي الجميل
وتريد أن أعيد ترتيب مكعبات
المشاعر!!!
غربة قنبر
16
بلا مبالاة
يرمي سهمه في الأعالي
لايعلم إن صاب قلبي ولايداري
بعينين صافيتين
كأنهما نجم في ليل الدجى
والشفاه من نبيذ أرجوان
ماهمه عليل أو مصاب
طريح فراش الغربة
وفؤادي مابي داري
أروم القرب منه
وهو دائما الترحال
يهوى الرماية في ساحة الغواني
علو هامه ما تدنى لي
حين رآني مخضب بحناء سهم
أصابني وتغلغل في أحشائي
يا قاتلي والموت قربك حياة
لمن هام بحبك
وغزاك في عقر الدار.
غربة قنبر
17
المقعد الذي
شهد لقاءنا الاول
تحول الى تحفة أثرية
في معبد قلبي
حتى رقائق كلماتك المقلية
كانت لها طعم مغاير
كطعم ماء لم يألفه ذائقتي
وعطر شجرة الرمان
المترامية الأطراف
وزهرة الإقحوان
أبت أن تزهر
في ذكرى فراقنا السنوي
وعودة نيسان
غربة قنبر
18
رغم الوجع
مازلت أحتفظ بوجهك
في طيات كتب الشعر
كزهرة مجففة
رغم الوجع
مازلت أتقاسم معك فطور الصباح
أجلس على شرفة ذكرياتك
وقت الضجر
رغم الوجع
أحنط ذكرياتي
أرتدي ثوب الغجر
أقبل زهور وجنتيك
وأدور كالقمر
رغم الوجع
آراك مثل سارية علم
تطل بقامتك المزدهرة
على أرصفة الشعر
وأزقة بيت القصيد
رغم الوجع
تتسلق سلالم مشاعري
وتحتل أعلى نقطة
في مواكب وجدي
وقافلة عمري تسير
الى حيث المصير.
غربة قنبر
19
منذ أن هجرتني
وأنا أتعاطى حبوب
منع النسيان
وأنجب أطفال غير شرعيين
بلا أفواه بلا عنوان
وأرصدة السعادة تتضآل
في بنوك عمري
منذ أن هجرتني
مالامس شعري مشط كفك
ولا قبلت وجهي مرايا الصباح
منذ أن هجرتني
كل الطيور
تسافر جنوبا
والأسماك تبحر عكس التيار في الخلجان
منذ أن هجرتني
ولون عيناي
كل يوم يتغيران
وكتفي وسادة فارقت
نجمات رتبك
وسكتت لساني عن الهذيان
غربة قنبر
20
على غفلة مني تمر
كثعلب ماكر يسرق ويفر
أجمل الايام
برد وحلو ومر
وفجأة يهطل الشيب
بغزارة مطر الربيع
فيكسر إناء الشباب ويندثر
رباه ماأقسى ثقل الكبر!!؟؟
وما أقصر سويعات العمر!!؟؟
شريط ذكرياتي
حقيبتي المدرسية
خاتم عرسي
صدقة جارية
طفولتي المتأرجحة
كلها فدى أيام العمر
غربة قنبر
21
على مرأى من الناس
ينبت بذور وجدك
على يدي
ويزهر القمر
على مرأى من الناس
أحدد مسار أيامي
ووجهة أشرعة كلامي
وحديث السهر
أخبىء لك
وردا من بستان وجنتي وقبل
على مرأى من الناس
أصرخ ملئ حنجرة الصمت
وأقدح الشرر
وأشهر صولجاني
بوجه كل من يخشى
صراخي تحت المطر
على مرأى من الناس
أتوجك ملكا
على عرش الياسمين
ولن أهاب الخطر.
غربة قنبر
22
كوني كالصاروخ
الصيني
لك رهبة وهيبة
والناس تعمل لك الف حساب
لو زار طيفك مخيلتهم
قدومك كالزلزال
وبقاؤك في السماء
يقلق مضاجعهم
تدخلين الرعب
في قلوب الناس
حتى حينما تسقطين
يراقب الناس
جنوحك
فيطمئن قلوبهم
غربة قنبر
23
(بضع خطوات)
يفصلني عنك بضع خطوات
كالليل كالاشتياق
أرنو إلى احتوائه
كالفرض في الصلوات
مسار عيني تهتدي بدربك
وتناجي الآهات
أحلق بعيدا
في سماء الشعر
ألتف حول خاصرة الايام
وأنبثاق فجر الاحلام
تترك في دروب عمري ندبا
وجروح ذو سيرة
على بعد بضع خطوات
حائرة أنا من الولادة العسيرة
لأبتساماتي
وتعنت القبيلة
وشموخ لا تجاري رياح الهجر
وضحكات أسيرة
على بعد بضع خطوات
اكمم ثغر القصيدة
مباهية بك ألسنة النار
وصوت الاحرار
منذ أن خذلتني ذلك الصباح
أكرر اعتذاري لخطواتي البعيدة.
غربة قنبر
24
كنا ننتظر الباص القادم
ساق الانتظار شلت
ومازالت عيني على الدرب
دراهم معدودة في راحة يدي
أغافل نفسي بها
من أشراقة وجهك
وأمطار الشوق تهطل
كأسئلة طفل
لمعرفة المجهول في دقيقة
أختلق الأعذار
لتأخر باص المدينة
وأبادر بالسؤال
إلى أين وجهتي القادمة!!؟؟
غربة قنبر
25
(لو أن)
وددت لو إن يديك
تنتشل جثة كلماتي
العائمة في بحور الشعر
الغارقة في بحر عينيك
والمعلق كخرزة زرقاء
في عنق مهر
وددت لو أن عيناك
تكتبني مع كل رفة جفن
أغرودة لصبية ريفية
ومنهل شعر
وددت لو اني أقبل وجنتا الورد
عند الصباح
طمعا في الثغر.
غربة قنبر
26
لن أغفر للفراق
يوم حل ضيفا ثقيل الظل علينا
ونشر عباءته السوداء
على ساحة قلبينا فغدونا
كأموات
ينتظرون الدفن
بكل إشتياق
سأقلع عن ذكر إسمك
وأنسى حروفها
وأرجع إليها مدمنا
أكثر من الاول
كمن أقلع عن التدخين
غربة قنبر
27
بزهو وأمان
يشرق شمسك
على صباحاتي
أطل على شرفة عينيك
أفتح نوافذ الهمس
أكدس الغزل
في مسمعك كبيادر الحصاد
خطى عينيك يمر
بخطوط متوازية
إلى عيني
مثل خطوط سكة قديمة
يحمل معه
أحلام الطفولة
يملىء أجواء وجهي
فراشات وندى
من رطب القبلات
وعذب الهمسات
أغدو كالاميرات
في قصص العشق
وجنية تزورني كل يوم
ولا أخشى الخرافات
أنا في حيرة
بين وجهك وشمسي
أيهما يشرق أولا
أخبرني !!؟؟
غربة قنبر
28
(غمائم الشوق)
جوانحي مبتلة
بندى الشوق
والحنين يغزو مهجتي
قلبي مدجج بالخوف
من هجرك والتصدي
ما أحلى إطلالتك
من نافذة الوجد
تعطر عتبة أحرفي
بماء الورد والزهر
إن أقبلت علي فجرا
أو في عز الظهيرة والغد
تنقر برفق على بوابة قلبي
فأزهو بمقدمك والتجلي
أعطر وسادتي بخميلة
من ثغرك وأنفاسك العذب
فأغدوا ملكة في عرشها
وإن كان بساطي حصير أو
بعض من القصب.
غربة قنبر
29
(وجهك )
وليل وجهك غائم
بين المسا والصباح هائم
انتظرت طلوع صبحك
بين هدبي والبراح
تأتي إلي بلحظة
فتلم بعضي والجراح
بثغرك روحك تبتسم
أحلى من الزهر
أجدى من الراح
ليل البنفسج فيك ألف قصيدة
ونغمتي عزف الرياح
اباهي النفس لما تأتني
ما بين جد ومزاح
ألوك لهفة خاطري
وسنين هذا العمر
والأحزان والأفراح
إن كنت تسأل ما هواك فإنني
نشواي في عشقي دم الأتراح
غربة قنبر
30
عليك أن ترتب
أيامك الفوضوية معي
تهديني رذاذ البنفسج
وتحكي للزوابع
عن خصلات شعري
المتناثرة على الاسيج
توصف للاطفال
لقاءنا الاول
تحت المطر وكأنه حلم سرمدي
سأهديك
شهادة فخرية بالوفاء مدجج
والاضراب عن طيشي الابدي لتناول حبات
منع انجاب سلالة نادرة
من الفرح وخيل بلا سرج
يرفع قائمتيه
ممنوع الصهيل في بلادي.
غربة قنبر
31
(طفولة ورد)
تتوجني مثل وردة
في عروة بدلتك السوداء
تطمئن بين حين وآخر
على قامتها الممشوقة
كي لا تذبل
ترسمني شمسا في كشكولك المدرسي
ورغيف كفك أشتهي
شعاع الموسيقى
المنبعث من صوتك
كأغنية غجرية
واغرودة صيغت
مثل قلادة صبية
في ليلة العرس
تجربها آلاف المرات
ولاترتوي منها
اني انتظرتك تنسدل
بهدوء ستائر شفيفة
لتكون ظلا أحتمي بها
غربة قنبر
32
غادرت رحم الشقاء
رجوتك أن لاتتبعني
ففي حبك البقاء
ذرت للرياح أحزاني
بنيت من صرح عنفوانك خلجاني
فتحت باب مخيلتي
كي تسافر بلا ربان
أودعت كفك خزائن حلم
كان نديمي وهذياني
اخفي وجه توبتي
بين يدي شموخك
كي تمحي عنه هفوات لهفتي
وطبعه الصبياني
أمحو خجلا
أبكي وجلا
يتربص لايامي النسيان
أترنح في أرجوحة القدر
بين التلاشي وصمود الخذلان
أغزل من الحقيقة ثوبا
وسبيكة من الغفران.
غربة قنبر
33
(شمس وجهك )
ياشمس قلبي أشرقي
على صباحات حجرته
وشرفة يومه
داعبي عينيه المثقلتين
بالنوم الابدي
ازرعي في سماءه شعاعك
وزيني الحقول والغابات
بوجهك وخيوط الكلمات
شعاعك الذهبي يرسل
فيض من الغزل
لمدن النايات
ويحتضن زهرة عباد الشمس
بتويجها الاصفر
نحو معاقل الاهات
يازهرتي اختصري
دروب دلالك
وحكايات عشقك للشمس
فقد اختصر ميلك لوجهها
كل الحكايات.
غربة قنبر
34
كلما خمدت
نار الاشواق
في قلبي
جاءني صوتك
كريح عاتية
توقد الجمر الخامد
لتأخذني في دوامة
ليس لها نهاية
لأدور في حلقة فارغة.
غربة قنبر
35
(لعبة القدر)
لعبة انا بيد القدر
ابتهال امرأة ثكلى
سكبت من يدها
الدعاء
شتلة حناء
تمايلت مع الاعصار
تأبى الانكسار
أرجوحة تواكب الريح
تطارد فراشات ربيع اللهفة
طاحونة هواء
أنقطع عني الماء
راحت تنأى عني السماء
في رحلة أطول من الدهر
من غياهب الليل
أسير
مع دفقة عبير
من فم الصبح
بدون ارتواء.
غربة قنبر
36
يا أيامي المرمية
في غياهب السجن
يافرحتي المعتقلة
في زنزانة الصبر
امنياتي اخضرت كالاغصان
على شجرة الشجن
والكلمات جفت
على شفاه الصمت
أريد وطننا بمساحة الحزن
أفترش على ضفافه
ثوبي الاخضر
وأجمع أصداف تعبي
وأبني قصور احلامي
ومزرعة أمنياتي
ياقميص الحزن
لو ترمى على بصري
أستعيد بصر الوطن
ولو بآهاتي.
غربة قنبر
37
أتدري !!؟؟
كم بيت شعر
تلوت على صدرك
كم نرجسة أزهرت على ثغرك
بل كم فراشة
رفرفت في سماء مملكتي
حينما قبلتك ؟؟
أنا أتذكر !!!
كانت بعدد قبلات
أرتشفتها من منهلك
حذاريك وأبدأ العد
في المرة القادمة
، إن أتى دورك.
غربة قنبر
38
(عطار الحزن )
عطار أبيع الحزن
من يشتري؟
بضاعتي كسدت
وأنت لم تدري
يفوح منها رائحة أيامي
معطر بهم لم ينجلي
أحمله في قلبي
أينما حللت
والناس تبتعد عني
كحامل النتن
عطار جمعت حزني
من عشب همك
أداوي علتي ومن كان مثلي
عيناك دائي والدواء عندك
وأن اوهمت نفسي بزيف العطر
عطار أنا أحمل شوقي ولهفتي
في زوادة للقياك والصد.
غربة قنبر
39
لا تقطع خلوتي
فالتفكير بك حرفتي
الوحيدة التي أتقنها
أيها النقي
لا تغادر خطوط كف يدي
فقد وجدوك في بصمتي
لاتعاود الغياب
لا تعيد الكرة
فهذه المرة
لا أظن تسلم الجرة
لا أتوسل بك من أجل البقاء
بل هي الامل أن تحظر حفل التأبين بعد العشاء
هي الرجاء
لأن خافقي دونك
دم وكومة أنسجة
ومحض هراء
غربة قنبر
40
(قدوم)
تقبل علي كوهج السنا
تزيح غمة الظلام
عن أيامي وعن ذرى الأحلام
رفيف أجنحتك
يلامس أحرفي
تحيلها شعرا ووجدا وهيام
تعطر زندي حين الاحتضان
ببنفسج ومرافئ وحمام
سنا قدومك
أنار فنارات حزني
رمم مابي من أسى وحطام
تستولي على عرش نبضي
ودقات القلب وحروف الكلام
كم مكثت في قلبي؟؟
يوما وحيدا بينما في القلب عام
قدومك ثوب عيد لطفل يتيم
أبهجني ، غير أني دون أنت
أبيت ليلي مسهدا
وعيناي في بعد الاحبة لاتنام.
غربة قنبر
41
منذ أن أقترف
قلبي النبض
وكفرت عيني
بأثم النظر إليك
أختلت ساعة الزمان
وبعدت عن الاوطان
منذ تلك الساعة
لا أهنىء بنوم
على وسادة من الريش
ولا أنعم برغيد العيش
منذ أن غاب صوتك في سماي
أحيل أوراقها إلى دار الإفتاء
وحكم على جفناي
أن تطبق بدون رؤياك
مادمت حي.
غربة قنبر
42
آه لو كنت تعلم
منذ رحيلك وأنا أتألم
تركت زرعك الاخضر
في مفترق الطريق
بدون رفيق
وأنياب الذئب تفترس
لحمي الرخو
آه لو كنت تعلم
أمهرت ثغري بآخر قبلة
من بعدك
ونزفت من عيني الدم
حينما تخلت العصافير
أن تأكل من قمح غربتي
وأختارت أن ترفرف
على كتفك
والقمم
منذأن خارت قواي وأنا
أناجي طيفك الأبكم
آه لو كنت تعلم
سكاكر أصابعي فقدت حلاوتها
بعد آخر لمسة من يدك والفم
مالك غير مكترث بحلاوة
الوعد المقبل ولقاءنا
تحت مطر العدم
مالك تعير وجهك للقمر
واهل بيتك على باب الحوائج
يستجدي نضرة من وجهك الاشم
آه لو تعلم
عيناي بعدك لاتفارقهما الدمع
رغم كل ذلك أبتسم.
غربة قنبر
43
وكان تقرير
الطب الشرعي
إن أحد أسباب وفاتي
هو إبتلائي بك خير إبتلاء
ومن الظواهر الكونية
الذي لا يتكرر
الا كل مئة عام
هو حضورك بعد الجلاء
ومن أسباب هبوط
ضغط دمي المزمن
انخفاض منسوب المشاعر والجفاء
وحينما نويت
إقامة مجلس عزاء
وحضور الحفل التأبيني
لموت المشاعر
كانت جائحة كورونا
بالمرصاد
منعتني من إقامة
مراسيم العزاء
غربة قنبر
44
الليلة بعدما
أسدل الليل خماره
ونهش الظلام
في لحاء جسدي
كل سراق بيت المال
أختفوا من لائحة الوطن
وأختفت النجمات
في أروقة الزمن
أيها الظلام الدامس
رحماك
كل الطرق لاتؤدي إلى روما
متى أنتشل أشلاء الجرحى
من أرض الحرام
متى أخيط بدلة عرس
تليق بست الحسن
هل حين ينتهي نقاشنا عن كروية الارض؟؟
أم بعد الخلود إلى القهر
والناس في أوج الشجن؟؟
لو تفسر لي أبتسامة موناليزا المبهمة
أو تعيد لفان كوخ أذنه المبتورة
سأقيم وليمة للفرح
وأدعوا إليه كل السجناء
وأدعوا تشي جيفارا
ومحرر العبيد
ونتفق على تمزيق الكفن
غربة قنبر
45
(لن )
على نهج أسيادك
لن أسير
فقد خلعت عن ذاكرتي
عباءة التقليد السوداء
لن أرضى بتكميم حروفي
وسجن العبير
دروبي مستقيمة تأبى نهايات
كنهاية المتاهات
انا أحسنت الاختيار
مذ أن نسجت مناديل حرير
من أفكاري
ووقفت بوجه التيار
صغت من أصداف الحقيقة
قلادة وسوار
وأطلقت للريح صرختي
بوجه كل جبار
وكملت المسير
أنا حشرجة أمراة ذبحت
من الجاهلية
وأدت من عصر التتار
صوتي ماكان عورة
ولاكلماتي بدون دثار
قصيدة حب شدت
في ثغر جميل ومهيار
روضة غناء أحرفي
ومرآة دون إنكسار
صلبة كالصخر
أعشق الأرض
وملايين الاقمار
أترنح كالعش المتهادي
ولن أصحو إلا مع الأغيار.
غربة قنبر
46
أوآه ياقلبي
وظننت إن قلبي
مغلق لأغراض الصيانة!!!!
من ذا الذي يصلح قلبي
ويصونه غيرك؟
من يعتلي صهوة جياد منبره
من يقدر أن يفك
رمز طلاسمه ويهتدي
إلى كلمة مروره
من بعدك ينتشي العطر
من ثغر فؤادي
ويداوي غربة الروح
وعطر هواك كل صباح
مع النسائم يفوح
ويخشى أن يبوح
لعلك لم تهتدي
إلى أشواقي
والدر المكنون في مسامه
من تخيلاتي
لترتق ثقب قلبي المذبوح
ترمم قلبي بلقاءك والحضور
وتجوب في سهول قلبي
والبحور
تحل ضيفا على آخر معاقله
وتنشر نبضا
وحرفا وتفتح شرايين قلبي
وتجري الصيانة
على قلب لم يغلق يوما
بوجهك
ولم يعرف الخيانة.
غربة قنبر
47
هذا المساء
قرأت صفحة وجهك الغراء
أخذت قيلولة تحت شجرة
التين
وغابات الزيتون في عينيك الخضراء
شربت من منهل ثغرك الماء
وأطلت النظر أبتهل بالدعاء
وأرجو من السماء
أن يمنحني ما أعطاك من نقاء
في صحن وجهك أرغب الفناء
وأسرح بكل خيلاء
في وجهك القمر محاقا كان أو بدرا
ابتغي الوصال واللقاء
هذا المساء
يؤرقني إطلالة الدخلاء
على معبد وجهك السمراء
حروف وجهك وكشكول قصائدي
يحملني إلى عالم الرتابة
يجبرني على الكتابة
فأحضر حساء الشعر
وأطبخه على نار هادئة
ريثما يستوي القصيدة
وأعلن العفو العام على جميع الحروف الحبيسة
في زنزانة حنجرتي
وأطلق ساقها للريح
كي تكتب عنك احلى تعويذة.
غربة قنبر
48
﴿ذكرى﴾
نشيج آهات
تملأ باحة فؤادي
وأنت القاطن في حارة النسيان
تجتر حروف العشق
تمضغ ألياف الغربة في مدن لاتعرف غير الدمع في الاجفان
أسرح في بقايا الأوطان
انا أغرودة أم ثكلى
مفجوعة بموت وحيدها
وغدر الزمان
أنا قارب عشق تلعب به
ريح الصمت
والاعاصير تدك مسامير خيمتي المهترئة
أسميتها مجازا قيثارة وألحان
جعلت من صفير الريح
سمفونية عشق
أوهمت نفسي بسعادة زائفة
شبهت النار الذي يكوي أضلع حيرتي
ببرتقالة الغروب
غازلت وجهك الطروب
فلم يمنحني غير الخذلان
برد الغربة يلسعني
يبعثر شتاتي المنكوب
أستجمع شضايا لمساتك
المتناثرة على نحري
ومنكبي المكلوم
كم وددت
في بحر حبك أن أعوم
ولم أكن سوى فراشة حطت مجبرة على كتفك المصلوب.
غربة قنبر
49
آخر سمر
سامرني وأبقى معي
كي نتقاسم ضوء القمر
ونصوغ خاتما فضيا
من ضوءها المنسدل
على أكتاف الليل
سامرني وأعبث بالنجوم
المزروعة في قبة السماء
وأحسب على عددها اللقاء
سامرني وأهطل على ذاكرتي
كزخات لقاء
أجعل من عتمة الليل
خيمة يأوينا
من تلصص الاغبياء
تدثر بنسمة يلحفنا
من برد الشتاء
بأبتسامة من ثغرك الغناء
وأجعل من جدائلي أرجوحة
لطفل قلبك السمراء
غربة قنبر
50
لا تعتذر
لاتعتذر مثل كل مرة
فتخطأ وتعيد الكرة
أنا الآن قوية رغم ماكان
أقف على رجلين من الاقحوان
زدت صلابة بأنكسار قلبي
ولا أخشى طبول الجبان
كل مرة تعيد الكرة
فأقبل أعتذارك
وأصنع منك غابة أرجوان
تعاود تجريحي
وتعاود تلقين خطبك الفارغة
والأسئلة الهاربة
من معاقل الخذلان
كل مرة لا يسلم الجرة
وتفشل في أحتواء قلبي المزجج
فتأتيني بسلاح مدجج
وتنتهك عذرية الاجفان
بالدمع الرخيص
تروق لك دمعي الذارف كالخلجان
وتحيطني بقلادة العتاب
وجيدي صاغر للعناق
فألعن الشيطان
الذي يوسوس لي كي أسامحك
وأعود إلى الاوطان.
غربة قنبر
51
أريدك مختلفا"
ليس مثل كل الرجال
لا تقبل يدي كلما لك مآل
لاتهديني وردا"
ولاباقة سؤال
أريدك رجلا" دون حاجتي لك
رغم الاهمال
تزيح عن أيامي غمة السؤال
وتروي لي قصصا"
كالاطفال
وتلبسني ساعة عندما أنجح
ولايستهويك الخلخال
انا أمراة ذاقت مرارة الهجر
وترعرت في حقل الصمت
زاخرة أيامي بالسكوت
وحزني مكتوب على طرف شال
انا أمرأة ممزوجة بالكبرياء
يفرحني منك قضمة سرور
أو همسة طازجة كالبرتقال
أريدك مختلفا"
كي أباهي بك نساء حارتنا
وكل الجوار
فأتفرد بينهم وأتفاخر
وأتحدى المحال.
غربة قنبر
52
لاتمت للواقع بصلة
أنت رجل خرافي
تغزل من الشمس قصيدة
وحصيرا"
كي يغفو جفن الشعر
على عتبة ناظريك
تتوه في عالم الغيب
وتسطر سمفونية الوجع
مع كل نبرة صوت حينما تناديني
أنت رجل من الزمن البعيد
تستفيق على صوت حفيف الشجر
ورفيف أجنحة القمر
حين تغازل هالة أحاطت بها
فتخالط بين القمر وأختها
وبين جمال وجنتي
ووهج الشمس الخافت
وقت الاصيل
تداعب برتقالة أبت أن ترحل
دون أن تلوح لي بكفها الزهر.
غربة قنبر
53
نعم صغيرتي
جدو انكسر
بعدما اتعبه السفر
في دنيا هي تذكرة ذهاب
من غير إياب
كم خائن هذا الدهر !!؟؟
كسيل جارف
يلملم كل ما يعترك طريقه
بقلب نازف
الان يحط جدك رحاله
في دار الراحة
لا تعب بعد اليوم
ولا شمس يداهم سنحتك الوضاحة
البرد القارس خجل
كيف كان ينال من جسدك بكل وقاحة
صغيرتي
جدك لم ينكسر
بل استراح
طاحونة أشبعنا خبز
وحين اطمئن من كفافها
فاح عطرا وقداحا
غربة قنبر
54
(تأملات)
هذا الفجر الرمادي
ينبعث من دروب عينيك
منيرا"ساحات أيامي
كبارق سيف
يصارع نور الشمس
هذه الشفاه
كأنها قطعة جمر
أو فتافيت سكر
تسكر كالخمر
تصيبنى بالحمى
والدوار دون أن أعثر
أسمر
كما الشاي
يذيب قطعة السكر
تصيبني بنوبة جنون وسهر
أتمايل مع السنابل
شموخا وكبرياء"
عند ضفاف عينيك أثمل
والقامة السامقة
كل يوم حينما علي يطل
أزهو به شوقا
وحينا" أتأمل
وحلو كلامك دون اتساق
أفتخر به وأتجمل.
غربة قنبر
55
كلما ألتقيك
يكون العتاب حاضرا"
أليس للعتاب دار او عتبة أو مستقر!!؟؟
أريدك صامتا حينما تحضر
كي أرسم لوحة سريالية
على شفاهك من السكر
وأجرد لسانك من الكلام
كي لا تجلدني الحروف واكتب المحضر
كلما وضعت رجلك عتبة الباب
تخونني الذاكرة
هل كان لونك قميصك أصفر؟
أم زهرة ندية في عروة قميصك
الاخضر
سلب ذاكرتي ؟؟
إلى يوم المحشر
فلم أعد أميز الاصفر من الاخضر
ولم يعد بمقدوري النوم
على أريكتي وأقلب الدفتر
فأنسى ما أكتب
وأصيب بعمى الالوان
حينما تحظر.
غربة قنبر
56
لي عندك رجاء
أن لا تنظر ألي بدلال
تزرع بدر وأقمار
في ثنايا الروح
وتغتال اجمل الاعمار
مظلة خضراء عيناك
كساحة الاحرار
أستريح في التأمل إليهما
فيلاحقني الاشرار
تارة انا فيهما ضائعة
وتارة يجرفني التيار
أمواجه المتلاطمة تخبرني
أن أتجنب الإبحار
فالغور فيهما غير آمن
مثل بستان ورد ملغوم
يشتتني لو أدمنت الأنظار
لا تنظر إلي بدلال
كفى نظرة عند الاصيل
من تحت الخمار
او نظرة عن قرب
وقت الأسحار.
غربة قنبر
57
بمأمن عن عينيك
أتشضى
أسترق السمع
إلى أنات قلبك
المغرم بي
من قمة شوقي
إلى أخمص الروح
ممتلئة أنا بك
مثل سنابل
موسم الوفرة
بمأمن عن بركة عينيك
الغادرتان
سأعوم
وإن كانت خبرتي خجلة
سأصل إلى مرفأ الامان
غربة قنبر
58
(لقاء لم يتم)
ليت لقاءا
على وثير عشب ندي
كلقاءي الأول بك
حينما أرتجفت يدي
خجلا كعصفور منزوع الريش
في يوم صيفي
فما كان مني إلا أن أختبأ
في حنايا سترتك الرمادي
كي تمنحني دفئك المعهود
وألقي برأسي
المثقل
على أريكة كتفك المخملي
وأنال قيلولة صيفية
في حجر قلبك
وأنام نومي ألابدي
غربة قنبر
59
(قلبي لوحة تصويب)
مثل لوح تصويب أبكم
أرمى بسفافيد
أصوب من الحادق
والأصم
في كل مرة لا أجيب
كم هلل مصوب
حين أصاب
وكم عاد مندحرا مخيب
ليتك كنت تعلم
أن خافقي مصيب
وأزدت طعنا حينما كان هدفك التصويب
سفافيد جارحة تغرس بنهم
لوح قلبي وما من مجيب
ليتك تعلم أيها الحبيب
بجروحي تصيب وتتعلم
غربة قنبر
60
بشيء من الترف
أتذكر قساوة يديك
حين الوداع
حين كسرت إناء الخزف
وجعلت ذلك الطفل اللقيط
يصرخ بشغف
ويتودد اليك
تبا" لقلبي الذي
يأوي مشاعر غير شرعية
في ردهاته وينتظر منك
الاعتراف بأبوته وبنوته
وانا مازلت أهذي بأسمك
المكتوب على هوامش قصائدي
وانا اجري الاختبار الجيني
لأرجحية بنوة قلبي الذي ينبض
بأحرف أسمك.
غربة قنبر
61
(شجن)
تشابكت على العرافة
الاحرف
لم تعد تقرأ فنجاني
الممتلئة بك
وفيض أحزاني
فراشة حطت
على بعد رفتين من زندي
تداعب أمنياتي الخجلى
كي تعانق كفيك
فيتكور الأرض
وتبتسم القمر
وسيل الحرف
من أناملي أنهمر
شفاهي الصفراء
تنبت عليها قبل مبجلة
ردهات قلبي الشريدة
كطفل لقيط
يعاود الصراخ
مستسلملا لنوم
على أرصفة الانتظار.
غربة قنبر
61
حلمت أمس
بأيام مرصعة بك
تخرج من نخر الزمن
الموبوءة بالحزن
كالمنخل الذي يصفي
أيامي
يداك تستوطن كتفاي كملاك خير
تشهد على لقائنا الاول
عناقيد من القهقهات
تعلو عرش فمي
تسخر من حزني
يدك الرابضة بكتفي
جيش قادم من عهد ولى
يسترجع ايام مجده
حينما كان صبي
ولم أستفق من الحلم
إلا حينما لمست يدك
وكان حنونا كيد أبي.
غربة قنبر
62
أرميك بسجيل كلماتي
يا أصحاب القلب الصخر
جعلتني كالعصف المأكول
كقشة تحت المطر
أتراني كنت في تضليل؟
حين علمتك التقبيل
وحجارة السجيل أدمت قلبي
والطير الابابيل
ماعادت تسكن الشجر
غربة قنبر
63
(أسئلة محيرة)
في مفترق الطريق
سألتني
أي الدربين أختار
هل أسير معك؟؟
أم أنجرف مع التيار
في عتمة الليل
أيقظتني
هل أساير ضوء النهار؟
أنا مكبل بك
مثل القمر بأنبهار
تحرك بحوري
أقتات على حزني
وغرسك النامي في احشاءي
يقيدني
كنبتة صبار
لا أريد التحرر منك
رغم رسالات الثوار
عشقك يداهمني
يسلبني أصابعي
في دهاليز صعب الأغوار
أمكث في ليل شعرك برهة
وأستريح مدى العمر
على كتفك كالاقمار.
غربة قنبر
64
(حيرة)
هل كان لابد
أن أستوي
على نار هادئة؟؟
أم أرمي نرد الحظ لامبالية
وابل الحيرة
تجتاحني
كأي طفل يخير
في متجر لعب ولا يقدر أن يختار
ونفسي المتربص لي
أن أختار قدري
في الرقعة الخاطئة
زخات من الفرح
تمطر علي
في غير أوانه
هل أفرح غير نادمة؟؟
أم أستجمع قواي
بكل صلابة
وعين حالمة
وأنتظر وجبة الشعور القادمة
لتسديد فاتورة الامنيات.
غربة قنبر
65
(أسئلة متكررة)
وما الداعي إلى السؤال!!!
في كل مرة تسألني
هل إشتقت إلي؟؟
هل أعني لك شيئا؟
ترمقني بنظرة
كلها إبتهال
وتعاود السؤال
هل لي أن أرى
كنوز الشوق
وأنبش في حقيبة الخيال
إن كان يحتويني
أم أضعتني في الترحال
أنا منذ ولدت
في مهد حبك أغتال
وأنزوي في ذلك الركن
المعتم من فؤادك
الصعب المنال
وأراهن على عدم نسيانك
وإن طال المطال
فلا تعاود تكرار السؤال
ففي قلبي منزل لك
جاورت في يوم الاقمار
غربة قنبر
66
كرسي الاعتراف
......................
على كرسي الاعتراف
مصلوبة أنا
يتداول الجناة
التناوب في السؤال
لمن تكتبين الشعر؟
بمن تتغزلين؟
رد الكرسي بكل وقار
اتركوها وشأنها
ولا تجلدوا الحرف
ولاتعلقوا مشانق للكلمة
سأحدثكم عن نفسي
منذ أن كنت غصنا لشجرة تفاح
قطعوني بمنشار خشبا
كنت أزهو بجمال
صنعوا من جسدي كرسيا
بقوائم أربعة لا تحمل همي
ولذا لا أحتمل أراكم
تجرون الجلد بسوط الأسئلة
فأنا مصنوع لأريح الجالس فوقي
من ليل الخذلان
مازلت أفكر
من اي النسل أنا ؟
من غابة الريح والأنواء
تتصدى للطوفان
مازال أشقائي الأشجار
لم يمتهم فأس غدر
ووهم حطاب
مازال النجل الأصغر لأبي
يتمنى أن يكون
كرسي حاكم شرقي أو سلطان
فلا تطلبوا منها الاعتراف
فقد منحتني سرها
وتخالف الاعراف
فقد همست
لي قائلة:
رغم المسامير التي تربط جسدك
مازال عندك حلاوة الإنصاف
غربة قنبر
67
كرقعة شطرنج
يتناوب السواد والبياض
في داخلي
يجوب كل ألاركان
يمحو ماكتب على الرمل
ويزداد رونقا ماكتب على الصخر
كتاريخ البلدان
آه يا نفسي!!!!
كم أروم إلى راحة الشطآن
ومهدي الاول يتأرجح فرحة
جيئة وذهابا
يحسب الفراشات والألوان
أتكور في رحم الأيام
أنتظر ولادة
في غير أوآنه
مستلسمة كي تأتيني
محملا بالبخور والحرير
كقوافل غابر الأزمان
أمزق شرنقتي
وأتحرر من قيودي
وأقود حملة
برايات سوداء وبيضاء كرقعة الشطرنج
يكون فيها الرخ والبيدق سيان
وأثور على الملك القابع في رقعته
البطيئة
ليطلق ساقه للريح كحصان.
غربة قنبر
68
كلما أمطرت السماء
دوت في مسامعي نحيبها
وكأنها سمفونية رثاء
أقترب من بابها
يعلو صوت النحيب
ويعتصر قلبي المساء
كبرتقالة الغروب
تبدو أجمل كلما داهمها الظلام يختفي ضياء سنحتها السمراء
لاتكف جارتي عن البكاء
لو أعلم سر بكائها
كلما هطل المطر!!
كنت غفرت لها قلق مضجعي
وقررت الرحيل
أواه
ماعدت أقوى على سماع دوي
جحافلك المدججة بالضجر
التي تقتحم نفائس السكوت في ممرات قلبي السرية دون وجل
جارتي العجوزة المفجوعة بفقد أبنها في الحرب
تذكرها دوما المطر
يوم ألقى الجناة تابوتا أخرس
وأجزاء من هشيم جسد غض
على بابها تجدد في نفسها
ذكراه كلما هطل المطر.
غربة قنبر
69
وحدك لاتقرأ لي
أو لست بقارىء
لك أكتب
من حروفي تهرب
لا منجي لك
من بحر كلماتي
حروفي تصتك ببعضها
خجلة من عنفوان صدك
يهيم في سماء فكرك
كذرة غبار أراقبها
من خرم مفتاح قلبي
تأبى أن تستقر
غير راضية
تحوم بلا هوادة
تقاوم السقوط
غربة قنبر
70
فجأة
ومن غير سابق إنذار
أضغط على زر ذاكرتي
ينبهني الخيال
قد كنت نسيتني
أو تناسيت
ماذا كنت أعني لك يوما ؟؟
أقلب صفحات وأوراق مهترئة
طغى الخريف
بسنحته الصفراء على مآلي
حينما كشر النسيان أنيابه
وعجزت عن السؤال عنك
فجأة
ظهر على شاشة الخيال
المحتوى الذي تبحث عنه
تمت إزالته
او لم يعد موجودا
غربة قنبر
71
أخرج عن المألوف
وتحزم
حينما أكتب قصيدتي
جيش من نمل كلماتك
يجتاح مدني الآمنة
وأنا في محراب اللغة
مازلت أتعلم
هل كان بقاءي في ذاكرتك
أضعف الايمان!!؟؟
أم كنت تحاول أن تغير قدرا بيديك
كتب علي
فكان قلبك ضحية
أطاع ما أمر به
فكان قربانا لكلانا
فلم تحتمل وزر ما ألقي على كاهلك
وفزت الفوز الاعظم
غربة قنبر
71
في الطريق إليك
عثرت على أنفاسي
عثرت على حلم طفولتي
في تسلق شجرة التين
وتمايلي مع ظلي
والعدو خلف عربات تسحب عمرنا
حين أرتفع عندي
منسوب الحنين
لعلي أوقف عجلة عمري
عند مفترق الطريق
حينما ألتقيت بك
رسمت خارطة صباي
وكحلت عيني بالفرح
عطرت خدي بالنسرين
كل الطرق تؤدي إليك
ودورب عمري شائكة
مثل كرة خيط
ضاعت بدايته
والسير إليك شاق
بقدم حاف
كي أصل إلى أستدارة الأفق
حيث وجهك المرسوم
في دفتر رسمي
بين طيات ألاوراق.
غربة قنبر
72
على أرصفة الانتظار
محملة بحقائبي
وحفنة من وجوه الغرباء
أذر رماد وحدتي
أجمع أوراق الخريف
وكل الابتسامات المزيفة
ألقي وجهي للريح
أصطبغ عيني بكحل الاغتراب
ففي وطني الدماء تراق
والنوارس المحلقة
على رأسي وعلى حقيبتي
تريد العناق
ولا تريد المغادرة
خجل الفراشات
وهدوء أبي
مازالت في ذاكرتي
كطيف نبي
يغازل مخيلتي
أن أتوب إلى جنوني
وأقترف جريمة الفراق.
غربة قنبر
73
ليتها كانت كذبة بيضاء
فراقنا
انقطاع أخبارك
وقفت لنا بالمرصاد
على قلب وساق
هل كنت أنا السبب؟!!!
أم قاف العناق
كحرف القلقلة
لازمت حنجرتي
شئت أنت
وانا
أبيت الفراق!!!
كالتأتأة والفأفأة كررت اللقاء
رضيت بالنزر اليسير من العناق
فارتطم شوقي
بتنهيد الصد
جمري المتقد
وكومة رماد
ورثتها منك
ليتني علمت حينها
بأنك في الحب
لاتتقن مخارج الالفاظ
غربة قنبر
74
عيناي مسورتان
ببهجة لقائك
تلك اللازورد
لا تريد أن تفارق رؤياي
تلاحقني مثل أضوية المرور
في كل التقاطعات
وعند كل المتاجر
مثل حلية ثمينة
أهرب من كل ما تبثه عيناك
من أشعاع
خوفا من ٱختراق
عظمي الهزيل
ياسحرا يلازمني
كذكريات الطفولة
أمنحني الإقامة ولو للحظات
في منفى عينيك.
غربة قنبر
75
تعال نتبارى
أيانا أكثر صمتا؟؟
إن داهمنا الاحزان
في غير ميعاد
ونسجنا لها ثوبا
ودثرناها بعباءة سوداء إلى الاربعين
تعال ننعش ذاكرة الايام
ونترك قيء الليل
وننسى النجوم التي كانت يوما
شاهدة على لقاءنا الحزين
تعال ننسى غثاء البحر
وعربدة الامواج حين افترشنا الرمل وسادة تلسع كالسكين
يداي خاوية إلا من تشابك خطوط
راحة يدينا مثل خطوط سكك القطار
في المدن المزدحمة بالأنين
أمد يدي إلى جيب معطفي
فأخرج تذكرة قديمة
لرحلة كان من المفترض
أن أكون برفقتك
الى مدن الحنين
لكن القدر شاء
وتركتني في غيابه الليل
ألوك خبر الفراق
وأنتمي إلى جوقة المجانين
غربة قنبر
76
شكرا
شكرا لتلك الدقائق
المجانية
التي جعلك تواصل
معي الحديث
شكرا لخدمة العملاء
التي لولاها
مااكتمل اللقاء
شكرا لكل دقيقة تمر
وانت لاتبالي بالحديث معي
لانها مجانية
شكرا للورود التي بعثتها
مع إحدى مندوبي الشركة
شكرا لخدمة التوصيل
شكرا ايها البخيل.
غربة قنبر
77
عودة
عد الى رشدك
وتخلى عن الفراق
ففي عيناي
بقايا إحتراق
من كحل ودمع
ورؤية في الآفاق
مازلت لا أقوى
على نسيانك
هزيلة تحاصرني الآلام
من كل حدب وصوب
رغم الآثام
بصماتك العالقة
في نظرة عيني
والرائحة الزكية
المتورطة بالهندام
عد الى رشدك
وتخلى عن عنجهية الصد
فقلبي كالطفل مازال في المهد
من أباح لك التمثيل بقصائدي
وحرفي المقدس
هائج كالمد
عد الى صوابك
ما عاد يجدي
معي الجنون
أكسر قافية الوجع
أسكن باحة قلبي
أعزف عن الرحيل
وأمتهن العشق بديلا
عن كل الفنون.
غربة قنبر
78
محاورة
حوار ليلة أمس وحتى حوار الغد
لاتأخد كل ما أقوله لك
على محمل الجد
فبعض كلماتي على قارعة قلبك تستجدي الوجد
خائرة قواي كلما رأيتك أرهقني مزاياك وحروفي أتعبها المد
حينما أكتب عنك
تصطك أنياب كلماتي
وتصطدم بمعترك اللغة كما المد
أقف بحيرتي
عند حروف تليق بك؟؟
يا قابعا في عيني
ومزهرا كالشامة فوق الخد
أمس احتفى وجداني بذكراك
وأحتوى صورة كبريائي حين الصد
أتبارى مع كلماتي وذاكرتي تخونني أيهما أسرع إلى قلبك القصد؟
غربة قنبر
79
متأمل خلف زجاجة النافذة
أسراب الفراشات الهائمة
في الجو
يطارد خيالاته
يتوق لعرش البنفسج
وهمهمات الياسمين
يصوغ قلادة من النعناع
لجيد آنية الزمن
يبعثر همه
على الفارين من دقائق الساعة
يتوسل إلى البنفسج
أن تهب شيء من دلالها لحبيبته
المسجونة في زنزانة الغرور
ويتجاوز أسوار الرياحين المنيعة
ويحلق مع قبرات الصيف
في زرقة السماء الصافية
فيصطدم برفرفة جناحيه
الشمعيتين
بزجاجة النافذة.
غربة قنبر
80
القصيدة التي فصلتها
على مقاسك كانت فضفاضة
بحجم قلبي الكبير
لم يلفت إنتباهك
ولم تعر للمقص أي إهتمام
كنت دوما تبحث عن قصيدتك
وأنا لا أمتهن التزوير
حاولت تقزيمه مرات عدة
لكن قلبي الكبير بحجم القصيدة
يخشى عليك
من ارتداء مالا يليق بك
حديثي دوما عن قصيدتك أنت
واختراق هدنتي معاك
والانتماء إلى صف المرتدين
والمنقلبين على القصيدة
في الدرك الأسفل من اللغة
غربة قنبر
81
أناب طيفك المخملي
عن حضورك
تطل فجأة
على فجر أيامي
توخز ذاكرتي
بعد النسيان
مثل أبرة في كومة قش
لكني لم اطمئن
ولم يرتاح لي بال
مثل مكامن الصيد
مذاقه بطعم العسل
نظراتك الثاقبة!!!!
وقلبي كالغزال
لا يفرق بين الطعم والفريسة
في براريك المؤبوءة بالمكائد
أفخاخ عينيك تلاحقني كاللعنة
ولا يتخلى عن السؤال
غربة قنبر
82
كلما أردت
أنعش ذاكرة قلمي
أكتب عنك
وانهي جدل أصابعي
المشتاقة لضم يديك
صرخة شعب غاضب
نداء قلمي لاتحاول اسكاته
يتلعثم لساني أناديك
كي أنهي التأتأة
بوجودك أسترد العافية
نور وجهك يتغلغل
إلى عيوني فأبصر
يداك نجادتي وسفينتي
ما بالك تتركني دوما للزوابع
هل أنبأوك عن أصابتي بشلل رباعي؟؟
كان ذاك حينما تخليت عني
هلا حضرت كي أستر العافية!!
غربة قنبر
83
نبتة الشعر
لولا خاتم الشعر في أصبعي
لما أزهر البنصر
لولا القصيدة في فمي
لما تناثر اللؤلؤ
على شطآن شفتي
ولا أكتمل المد
ماعاد في الأرض متسع للحزن
والفرح في الشعر مازال يزدهر
ترويني من كأس الشعر
كل ليلة
لآخر الكأس ولم أثمل
رمال الصحراء تنادي قصائدي
كذلك البحر والزهر والنجوم الأفل
أقمار الصبح خافتة
وقمر شعري في العلا يفتخر
ما عادت نجواي همسا وسهرا
بل هي حرف تربع
على عرش قلبي
لتصبح قصيدة تزهر وتثمر
غربة قنبر
84
تساؤلات
كم من القش أحتاج!!
أعبىء به وسادة الفراغ
كم من الدمع أحتاج
كي تمتلىء آنية زهوري والأشواق
كم من الرمل أحتاج
كي تستمر ساعتي الرملية
في تفريغ حمولتها التعبوية
كم من العقارب تلدغ ساعتي؟؟
والوقت في يدي مستسلم
مسترسل في ذمة قضية
ما عدت أميز !!
هل الجدار صلب
أم اني آنست الصخر؟؟
وشربت الرمق الأخير
من كأس مكسور
مشروخ
وأبتلعت شظية!!
غربة قنبر
85
(من العدم)
***********
لاحقا سأعد قائمة طويلة
لوطن تعيس
يهدر أكوام الحرير
يستل خيطا
يخدش الجرح
لاحقا سأحاول
بأنامل ثكلى
فك جبين وطن
اوغلت به النِصال
الجرح مثخن
حد الأنين
لعليَّ
أدخل البهجة لثغر السرور
تلك الخيط المنفلتة
من نسيج المخمل
تعكر مزاجي
تشوه زهو شال أنوثتي
صندوق مكتوم ... أخرس
ألم يُجاهر
ينطق يوما
رغم صخب الاصوات المكممة المكبوتة
بداخله ..
لماذا لاتصرخ؟؟؟
حالات تأهب قصوى
ونفير
مشرع على شفر حفير
بوق ونفخ الصور
لازال الناس رقاد
نوم أهل الثلاثة قرون
وحفنة اعوام
غربة قنبر
86
شكوى
ماعاد يجدي!!
مجاراة أنفاسك
فكل شهقة مني تكرار
يسير بمحاذاة رتل أشواقي
يصل إليك مثل سنا
كوكب سيار
في ليل حالك السواد
يلوذ إلى القمر يروم
السكن وحسن الجوار
كيف للرياحين
النابتة في يديك
أن تحط رحالها
على أريكة الجمال
وتتخلى عن الاسفار؟
سوار يطوق معصمك
وموضع النبض في أنبهار
إن كانت خطيئتي
نظرة في خلسة
فما بال شعري
يكتبني جهرا
ويفضح ما في قلبي
من اسرار.
غربة قنبر
87
حينما
أقترح عليك
أن تجدل ضفيرة شعري
لم يكن
كل طموحي الحصول
على تسريحة جميلة
بل كنت
أطمع أن تنضج
تلك السنبلة
كلما لامست بركات يدك
وهي تظفر ظفيرة
لتكون خبز للعشاق
غربة قنبر
88
لا
لاتقتفي أثري
فأنا أحيانا كائن هلامي
لا أترك أثرا ولاعتب
أزهر في كل المواسم
أثناء الغضب
ولا أخربش بأنيابي
أطارد سحابة ممطرة
أحتمي بها
أو كرمة عنب
أفقد الجاذبية
حينما تزلزل كالرعد
أخاف من عويل
الذئب في داخلك
وأحتمي بك كالسيل
في جوف الوادي
بلا مأوى عن كثب
خمار الليل مسدول
وانت تبحث كل ليلة
عن شضاياك
وعن أغنية غجرية
على شفاهي
دون طرب
لا تبحث عني خارج
رقعة الحزن
فكل الدموع
التي تنزفها على
حبل الغسيل حكايات
وروايات لعشاق
ينكرون الدمع
من غير سبب
غربة قنبر
89
(الرحيل )
منذ العام المنصرم
تتوه في مخيلتي
تبحث عن دروبك
لا بحث يجدي
ولا مستقر لك
لا تعتبرها نسيان
بل نقاهة رغم ماكان
أطارد لعنتك
وألقي القبض على لحظة فالتة من بين أصابع الايام
بتهمة التزوير في الهوية
والتسلل إلى داخل ملفاتي العالقة
كيف أتفقتم انت والمطر
أن تهطلا علي في غير أوان
تذيقاني الفوضى الذريع
تسلبا مني الأمان
لا جفن يغفو لي
ولا تتعدل كفتي ميزان
إن لم تغادر مخيلتي
وتتخلى عن شغبك
وبعثرة تيجان
قلبي
عامرة ممكلتي من غيرك
متربعة على العرش
مزهوة بين البلدان
غربة قنبر
90
(ضيف في غير أوآن)
أيها الزائر مساءات قلبي
كفاك تجوالا
بدون دثار
شوارع قلبي منك خاوية
كشجرة بدون أزهار
برد وثلوج هطلت
حينما فاجئتني
على مدارات دربي
وأنت تجوب أزقتي
حافيا لا تخشى ماتخفيه
لك الأقدار
مزارع الشوق جفت أكلها
حطت رحالها الخضرة في القفار
ماكان شوقي الا مطفأة
على حافاتها تطفىء
جمر لهفتي
وتهدم الأسوار
ياخيبتي وغدر الزمان
أما كان الأجدر بك
منذ البداية
أن تقدم على الترحال!!؟؟
غربة قنبر
91
دون جدوى
في جيب منسي
من قميصي المدرسي
عثرت على قصاصة ورق
كتبت لي حينها
أحبك.. أحب وجهك الألق
في الجيب المنسي
لحقيبة يدي
عثرت على عملة ورقية
ماعادت تكفي
إن ابتاع منها حلوى أو لعبة
في الدرج السفلي
لمكتبي القديم
عثرت على فاتورة كهرباء
وفاتورة تلفونات
وفاتورة لم تدفع
من أيامي الضائعة معك
في الحديقة الخلفية لمنزلنا
وجدت ورقة لشجرة التوت
يبست نسجت عليها العنكبوت
في مزهرية قديمة
لازهار أصطناعية
حاولت أن أسقي تلك الزهور
لأعيد الحياة لكل تلك الاوراق
الذابلة.
غربة قنبر
92
(طوفان)
في اليوم الثامن
من الاسبوع
أنتفضت صباحا
لاشيء مثل ما كان
دواليب الهواء
تدور بلا عنوان
سنابل القمح فارغة
طواحين الهواء
لا تطحن سوى الدخان
أرجوحتي تسكنها النسيان
شموعي لا ضوء لها
طيور فزعة
من هول حكم السلطان
صباح بطعم الثلج
طفل يولد من غير أجفان
صياح الديك
صخب البحر
مقطوع اللسان
في الشهر الثالث عشر من السنة
سأغلق كل الأبواب
وأعلن العصيان
اليوم الثامن قد حل علينا
وأوامر السلطان
ما هذا الهذيان!!؟؟
غربة قنبر
93
ماذا كان بوسعي
أن أفعل غير أن أضمك بأحشائي؟؟
أن أبقيك تسعة أشهر أخرى في قلبي
أو نبضا يرافقني طيلة سنوات عمري
ماذا كان بوسعي غير أن أسكنك في عيناي ؟؟
أو أختار لك منزلا من البلور
مسيج بكستناء
بلون شعرك
ماذا كان بوسعي غير أن أفضل حياتك على بقائي
ليظهر الضحكة على مبسمك بك نقاء.
كل عام انت وحبيبك بألف خير
غربة قنبر
94
كف عن البكاء
والسماء أبت أن تمطر
دون ذنب أقترفه
الخريف في عز المساء
دع حزمة البرق
التي تساوم جدائلي
عن البريق وطولها الجميل
ألطف بي
ولاتقترف أثم الحزن
غابات فرح تشدو لي
أتمايل مع سنابل قصائدك
وسنابك خيلك تدك آخر معاقل الذكريات
تستوطن في خيام قلبي مع النبلاء
وحينا" أهدهد مهد الامنيات
لتسعفني وأخرج من ركود أيامي
الزاخرة بك
هشاشة أيامي مقترن بالزيف
كلما كانت الحقيقة معي
كنت كمن معه حقائب الأثرياء
لأداء مناسك الشعر
في كعبة عينيك
كف عن التبرير
وأختلاق الأعذار
كفك هو المسار
أينما حط على كتفي
يغير الأقدار
غربة قنبر
95
لا وجود لرجل يخشى علي من الظلام كأبي
يبث بأبتسامته الصامتة
أحلى قصيدة
يبني بمسحة يده على رأسي خيمة أمان
يرشي الوقت كي يبقى معي لحين انتهاء دمعي
يخلصني من براثن شوقي إليه
ينشر عطره الأزلي في كل مكان
كل مساء أنتظره مسورا بهالة من الحنان
يزيل عن يدي شوكة لعينة توخز ذاكرتي
تسلب مني العنفوان.
غربة قنبر
96
منذ أن هجرتني
وأنا اتعاطى حبوب النسيان
وأرصدة السعادة تتضآل
في بنوك عمري
أنتظر طردا بريديا يحمل أنفاسك اللاهثة للقاءي
فلا أميز عطرك
الذي كنت مدمنة عليها
كأدمان الطفل لرائحة أمه
منذ أن خذلتني
لا أبدي أي أهتمام
لأصرار بائع المناديل
أن أبتاع منه
ولا أنصت بكل أهتمام
لقارئ الودع
ولا أرمي قباب الأولياء الصالحين
بوشاحي
كي أضمن بقاءك معي
منذ أن تركتني
أقتات على فتات الذكريات
مالامس شعري مشط كفك
ولا قبلت وجهي مرايا الصباح
منذ أن هجرتني
كل الطيور
تسافر جنوبا
والأسماك تبحر عكس التيار
ولون عيناي كل يوم في ترحال
منذ أن هجرتني
وكتفي وسادة فارقت نجمات
رتبك وسكتت لساني عن السؤال
غربة قنبر
97
لن أضبط الساعة هذه المرة
حسب التوقيت المحلي لقلبك
بل سأضبطها حسب ميقات الاشتياق
وحسب التوقيت الصيفي لمزاجك
عدم الألتزام بالموعد
ونسيان الوقت من سماتك
فلا تحاول أن تقنعني بفرق الساعة
بين بلدينا
انني أحس بقربك مني
أكاد أسمع نبضك
ورنة الاقداح حين تشرب الشاي
ألمس عبق أنفاسك
فلا تبرر لامبالاتك بحجج واهية
كرداءة الشبكة
أو انتهاء اشتراكك في الخط المجاني
انت الجاني بحقي
أتصال منك
يبدد غيم أحزاني
ولا يسعدني غير هطولك المفاجىء
مثل زخات مطر
فتزلزل كياني
غربة قنبر
98
أرحل
هذا قراري وسأقلب ذيل الصفحة
وكأننا كنا من العدم
لا تنظر لوراء
فما عاد في القلب متسع
لمزيد من حضورك
غادر مساحة صبري
وقد تصحر قلبك
ما عادت سحنتك الكبرياء
ولا الجبل الأشم
سنون عجاف قد مرت بي
وأنت معي
كمخاض بكر سقيم
لم أنازعك غيرتك الرجولية
فهل كنت تشعر بي
وتقاسمني الألم ؟!
كم حيرني تخليك
ودقات خافقك الأصم
أرحل
لن يكون فيما مضى
ذكريات ولا غير هم
لا ولن أشعر اليوم بوحدتي
بعيدا عنك ولا بالندم
طويت صفحة أمسي
نسيت كل ما مضى معك
ألقيت بمفتاح حكايتنا في اليم .
غربة قنبر
99
هذا الصباح
دعيني أرتشف معك قهوة
مرة
كالفراق
ولكن عليك الحساب
فأنا دفعت مرارا الحساب من عمري
في هذا المقهى
كم شربنا معا شايا رديئا
كرداءة الجو
لكن طعمها مازال في حلقي
كأنني شربتها للتو
فأن جنحت للقرب منك أكثر
فأجنح له ولايزعجك نظرة المتطفلين والمتربصين للخلو
مخافر قلبي الحدودية آمنة
رغم رشقات رصاص العيون
وانا أواجه لوحدي ضحكاتك العابرة للقارات
وصواريخ أنفاسك الأرض جو
فقد قررت
أن أنال سهمي من جمالك
شاء الناس أم أبو
غربة قنبر
100
لم يكتمل بعد
قصة سردتها لك
بجانب موقد الخشب
وانت تعرف نهايتها
وتتجاهل التفاصيل
وعندك الرد
لم يكتمل بعد
رسم خط كحلي
ولا ظفيرتي المسترسلة
ولانقش حناء اليد
لم تكتمل بعد
وجع أم فقدت وليدها
غرقا"
تنتظر بفارغ الصبر
طلوع شمس الغد
لم يكتمل بعد
فستان عرسي
وخيوط الذهب تطرز أكمامي
بوردة
وبأنفاسك الشهد
لم يكتمل بعد
ابتسامة طفلي
وضحكة بريئة منسابة
من عينيه كآلمد
لم يكتمل
سأنتظر كي يكتمل
في إشراقة أبتسامتك
أو في سهام الصد.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
Saman Kakayi
Germany
تعليقات