القائمة الرئيسية

الصفحات

أعلانات / بۆڕێكلام كردن

كتابات الشاعرة غربة قنبر1




 1

إلى إشعار آخر

بعثر ضحكتك في أجوائي

زد دلال على مسرح أيامي

تلون بألوان غير مألوفة مثل فمي

إلى إشعار آخر

لن أخبر الربيع بقدومك

وأمواج البحر عن جنونك

إلى إشعار آخر

قرعك لطبول الحرب

على ساحات قلبي 

لن يثيرني إلى إشعار آخر

وازهار العمر لن يذبل

لوغبت أو حضرت 

إلى إشعار آخر.

غربة قنبر


2

مازلت في حضرة قلبك طفلة

أربط ظفائر شعري

ابتاع شرائط وردية

وأضع حذاءي الجديد

على ناصية سريري الحديد

أشم رائحة الازهار دون أن أقطفها

أشتاق للفقاعة الطائرة في الهواء

أطارد فراشات الربيع دون جدوى

وأحلم بعنقود ثغرك في غير موسمه

مازلت أحلم بمنجل كفك 

يحصد ظفائري الذهبية كسنابل

مازلت أتوق لحضن بيادر القطن

كغيوم التقت بخيالك

 وأنت مازلت تصر على معاملتي

كمن عبرت حدود النضج

ولا ترى الطفل الذي يلهو بايامي

وملامحي.

غربة قنبر


3

ذَاتَ لَيْلَةٍ 

داعَب النَّسِيم سِتَارَةٌ نَافِذَتِي 

زَادَنِي شَغَفًا

 أَزَاح عَنْ وَجْهِ الْمَرْآةِ غُبَارٌ السِّنِين 

تَأَمَّلْت وَجْهَك المنشطر 

عَلَى مِرْآة أحْزَانِي 

وتمتمات شفاهك

 لَا يُفَارِقُ وِجْدَانِيٌّ 

عِنْدَ الْوَدَاعِ وَالْفِرَاق الْقَسْرِيّ 

كَانَ صدك فَاصِلًا

 لأعتى هِجْرَةً إِلَى مُدَن النِّسْيَان 

يَدَاك ترتعشان 

مِنْ هَوْلِ الفاجعة 

كَمْ كَانَ قَاسِيا 

حِين غادرت يَدَاك 

مَرْفَأ كَفِي

 وغدى بِدُون قُبْطان 

كَجَرْح غَائر

 لايتماثل لِلشِّفَاء ولاينقطع عَنْه نَزيف الشِّرْيَان 

كُلَّمَا لَاحَ لِي بَارِق وَجْهَك 

مُنْذُ سِنِينَ الْهَجْر 

وَعَوْدِه نَيْسَان 

أَزْهَر حِينًا وَيَزْدَاد ريعاني 

سأسدل السِّتَارَة الْوَرْدِيَّة 

والنافذة الْخَضْرَاء 

لَوْلَا أَمَلِي بِاللِّقَاءِ مَا كَانَ دَوَام أحْزَانِي . 

 غربة قنبر


4

سأكون رهن أشارتك

زرا"في أكمام قميصك

تحاورني بيداك وتعثر

أتأمل عروق يديك 

أحصي أحلامك المؤجلة

أعد أصابع يدك التي

جاءت بعدد خيبات لقاءي بك

فأتصنع اللامبالاة 

أتأمل مواسم عشقك

تحط رحالك في مساحات حزني

فيطرح جسدي قداحا

وزهور موسمية

سأكون طوع أمنياتك

لو أخترتني نجمة 

أو رسمتني وردة في كراستك

المدرسية

سأكون على قدم وساق

أروي عيني المشتاق

من منهل أطلالتك البهية

وهيبة قامتك

وأطفئ جمر قبلاتي

على شفاهك الوردية

تجاور مساكن نبضي

جدران قلبي ملاصقة لك

أسمع دقات قلبك

كما أسمع دقات المسامير

في حجرتي الملاصق لبيت جاري

تطرد النوم من عيوني

تعلن حالة الطوارئ في كياني

 بضجيج نبضك

وتبخل علي بحق الجار.

غربة قنبر


5

سأحدث انقلابا في حياتك

أغير نظام اللامبالاة فيك

أثور على النمط المتكلس 

وبرنامجك اليومي 

أكسر قيدا أهزم تمثالا 

نصبته في شوارع قلبي 

أحرر جواريك من أصفاد الوهم

أزين جيدهن بقلائد وخلاخيل 

كنت تزهو بنياشين

منحتك إياها حين نصبت حديثا

على مقاليد الحكم في قلبي

حينها كنت بريئة كالاطفال

لم أجن إبان حكمك التعسفي

سوى الحرب والدمار 

فبأي حكم أرضى

إن كانت أكبر أمنياتي

 أن أرتدي

السوار

أن أجعل قرطي الذهبي

 يتدلى

مثل كرمة عنب أو تنير

في ليلي الحالك كالاقمار

سأغير علم شرفتي

واجعل من الرياحين الأسوار

 ماخلقت كي أتبعك كظلك

أنا مزيج رائع من صمت وحوار

قتلت في أحشائي

 جنين التمني

حرمت أشجاري أن تمنح الثمار

غربة قنبر


6

إنتظار

لن يخيب الانتظار ظني

فقد وعدتني أن تأتي

الازهار في يدي تحتفل

 تغني

تأبى أن تذبل 

سأنتظر

 ربما الحافلة الآتية 

تشفي غليلي وتحضر

فأنا من سلالة ايوب

 في الصبر

لن أتوقع منك الغدر

هندامي والبدلة الأنيقة

في حالة تأهب قصوى

للقاء جميل لم يكتمل.

غربة قنبر


7

حينما أكتب عنك

تتهندم كلماتي

ترتدي بدلة أنيقة

تربط ربطة عنقها

تلمع حذاءها الأسود

وتظهر في أبهى صورة

عندما أكتب عن الغربة

أجمع شتات كلماتي

أختار لهم مأوى

بين دفء أحضانك

أسترسل في وثير فراش الأحرف

وأجمع كل المشردين

 في مخيم واحد

أطلق زفيرا حارا يدفئ كل من في المنفى

عندما أكتب عن وطني

تقف الكلمة خجلى

عارية حافية

جائعة ترتجف من البرد

وبقية الكلمات في أبهى حلة

تزهو بملابس العيد

تقف على موائد عامرة

بكل مالذ وطاب من مفردات

حروفي تجهش بالبكاء حينا

على وطن كان سعيدا

مازالت كلماتي

 تصطك أسنانها بالبعض

تنتظر المساعدات من العبيد

ورزمة حروف عطف تصلها

عبر منابر الإذاعات في بريد

غربة قنبر


8

جزء من النص مفقود

جزء من الجسد مفقود

عويل وصراخ

على ابواب الفقراء

في بلد العهر والزناة

وحدهم الجبناء أولياء

مع صياح الديك

تبعثر في شضايا الجسد

والشاي العراقي

يروي الاسفلت 

مع الدم الراقي

أرسل رسالة إلى السماء

بحبر من دم قاني

لعلها تكون آخر رسالة

ليومنا الدامي.

غربة قنبر


9

كرسي الاعتراف

.....................

على كرسي الاعتراف

 مصلوبة أنا

يتداول الجناة 

التناوب في السؤال

لمن تكتبين الشعر؟

بمن تتغزلين؟

رد الكرسي بكل وقار 

اتركوها وشأنها

 ولا تجلدوا الحرف

 ولاتعلقوا مشانق للكلمة

سأحدثكم عن نفسي

منذ أن كنت غصنا لشجرة تفاح

قطعوني بمنشار خشبا

كنت أزهو بجمال

صنعوا من جسدي كرسيا

بقوائم أربعة لا تحمل همي

ولذا لا أحتمل أراكم 

تجرون الجلد بسوط الأسئلة 

فأنا مصنوع لأريح الجالس فوقي

من ليل الخذلان

مازلت أفكر 

من اي النسل أنا ؟

من غابة الريح والأنواء

تتصدى للطوفان

مازال أشقائي الأشجار

لم يمتهم فأس غدر

ووهم حطاب

مازال النجل الأصغر لأبي

يتمنى أن يكون

 كرسي حاكم شرقي أو سلطان

فلا تطلبوا منها الاعتراف

فقد منحتني سرها

وتخالف الاعراف

فقد همست 

لي قائلة:

رغم المسامير التي تربط جسدك

مازال عندك حلاوة الإنصاف

غربة قنبر


10

همسك سبيكة رائعة 

من القطيفة والمخمل 

حديثك حرير  

سنابل ما عرفت منجلا 

وجهك يغمرني بالحنان كعادته

وما أدراني ما أفعل 

كل الوجوه إن أشرقت شمس الصباح جميل 

لاتستعجل الرحيل 

فما زال في قلبي الكثير 

من الشغف المؤجل في محطات الوله

ومن سيل بحر مشاعري والهدير 

لاتجهز حقائبك 

فأقسى ساعات العمر

هو الرحيل

أن نضع كل العواطف

 في صندوق 

صامت 

أكره الرحيل 

يداك موطنهما يداي 

فاشعل القنديل 

كي ارى دربك واكمل المسير.

غربة قنبر


11

إنما بعثت 

لأتمم قصيدتك

فأرحم عيني 

والمكاحل

أنر طريقي

وسع دربي المعتم

مهما كتبت عنك

ستظل سفن وجدي عالقة 

في مرساة اللغة

فلا البلاغة تعطيك حقك

ولاالغزل يفي بقصدي

أنما بعثت لأتمم قصيدتك

فأرحم غريبا

 طال سهره 

مع الأنجم

امنح النوم لمقلتي

وهب لي من لدنك

 راحة البال

غربة قنبر


12

هذه المرة ستسلم الجرة

إني تحديت السؤال

وتجاوزت دون أختبار جهلي

تحديت اهلي وجيران أهلي

علقت نصائح جدتي

فوق جدار قديم

يعاتبني قلبي

على خوض تجربة المحال

وركوب أمواج الخيال

قيل المرأة تفقد حسنا 

 إن بادرت بالسؤال

أنا أدري ومن مني 

بقراءة عينيك أحرى

هذه المرة ستسلم الجرة

قلت لا خوف علينا 

فبادري ياحلوتي بالسؤال

لاتنتظري مني فتات أحاسيس

وبقايا حب على موائد الانتظار

اكسري كل الجرار 

فالخوف ليس نصف الشجاعة

 كما يقال

سيري بعلو هامة 

سيري بفخار

فأنت ببحر حياتي سمكة

قطعت آلاف الأميال 

وسارت عكس التيار

غربة قنبر


13

ومازلت سفيرا 

للنوايا الحسنة

من قال لكل أمرء ما نوى؟؟

تنساب كالصباح

على روزنامة أيامي

لولاك ماخطت السماء

في الأفق ألوان طيفه 

على مشارف المدى والراح

ولا بقيت في مداري

أجمل كوكب

يا أغرودة المطر

وعزف الصبايا الملاح

قهقهة الليل

تطلق في السماء

وابل من المطر على أرض

غير ذي زرع

يامنجل الفلاح على نحر سنبل القحط

أهواك محلقا بلا جناح

وخيبتي في ضربة النرد

تجعلها غابة

وأشجار تفاح

ياسفير الحب 

تلوح من وراء الغيم

كستارة تنزاح

تطل من نافذة الغد

كل عروة في قميصك الاخضر

تزهر قصيدة لي

تبرعم عن نسل جديد

من طير صداح

تكمل بناء عش مترنح

تجبرني على التخلي عن السلاح

ويختار إبتسامتك

شعارا للنوايا الحسنة.

غربة قنبر


14

أيها البحر انا مدين لك

لما تحمله لي من امواج وصدف

أيها النهر اناممتن لك

ففي كل يوم تهديني

التأمل والشغف

أيها الصباح المشرق

شكرا لك لولاك

ما جددت آمالي للغد

ايتها الشمس

لا ترحلي عن سمائي

شعائك يذكرني بشعر حبيبي المسترسلة

اناممتنة للأشجار

فقد منحتني اخضرار روحي 

وللقمر ارفع قبعتي

فقد أضاءت سمائي حين اللقاء.

غربة قنبر


15

من قلب الحدث

أنقل لك خبر شتات قومي

وضياع وصية سيدهم

كل على شاكلة 

والقبح يملأ ربوعنا

ماعادت مرابعنا خضر

ولاالصنائع

بيض

والمآقي تفيض دمعا ودما

ماضي دامي

ووقائع سوداء

كل يوم يتكرر 

ما حوت يوما 

زهرا ولا عنبر

من قلب الحدث

خبر عاجل عن إزالة كل محلات بيع الورد

لانها تجاوز 

على حدود بلدية القبح 

وخبر آخر مباشر

عن اغتيال الجمال

في وطن أحبت يوما

زهرة عشتار.

غربة قنبر


16

وسادتي وثير فراش قلبك

اسوار مملكتي 

خزف كبرياءك 

جعلت من سبائك إبتسامتك

 سور لمدينتي 

أختار شهامتك حاكما

 في برلمان عشقي  

واكمل النصاب بجمالك

لا اريد أن اكون في حياتك 

فرصة ثانية 

انا من اختلقت من الجمال

أقدس نفسي واختار الكمال 

بالعلياء تزهو هامتي 

واصبو كل حين الى المحال 

فاما اظفر بك وبجلالك 

واما انزلق الى الزوال.

غربة قنبر


17

حينما أكتب

أريد أن أنوه قبلها

ممنوع للقلوب الضعيفة

في كلامي كل الانكسار

وجرعات من الألم

لا أريد أن أزيح عنها الخمار

لذلك لا تقرأ حروفي

إلا إذا اقتضت الضرورة

في صالة الإنعاش

أحاول أن أمد الأوكسجين

لكلماتي

وأزودها بقنينتين من فئة دمك

التي تلائم فئة دمي

وأكتب القصيدة التالية

في صالة العمليات الصغرى

قمت ببتر كل حروف العلة

التي كانت يوما

تقف حجر عثرة 

في طريق شوقي إليك

في ردهة الطب العدلي

أحاول أن أعرف اسباب الوفاة

لقلب عاشق مات 

 لم يكن ينوي الشتات

وأمنحه شهادة 

دكتوراه عشق فخرية

غربة قنبر


18

استميحك العذر سيدي 

بالامس كنت قاسيا معك 

ماكان الامر بيدي 

خدعني صورتك و طيفك

  كالملك كنت معي كالنبي 

والوحي من عندك كبلك 

لمست خيوط الحرير الندي 

من صوتك ومن همسك  

ودعت نبضا يسري بدمي  

وقلب خافق ما لغيرك خفق 

كنت سجني وحلمي الابدي 

سبحان ربي ما خلق.

امس حين التقت انفاسنا

عبر ضوء القمر

كان البرد شديدا 

والرياح زمهرير ومطر 

كان الطقس باردا لا ريب فيه 

لكن قلبي لسعه الحر 

وجودك في داخلي كالنسب الثابتة 

لايتاثر بها القسمة وحروف الجر.

غربة قنبر


19

تحت رماد الوقت

بانت جمرة متقدة

تسأل عن شقيقات لها 

 منحن الدفء قبلا 

 ونثرن النور 

أملا بأن تبقى

على الأزمان متقدة

مهما الايام تدور 

من بين أوراق تجف

وريقة خضراء 

لازالت على الشجرة 

تأبى السقوط

 تقاوم برد الشتاء

وتصمد في وجه الريح

والعواصف الهوجاء

وترقص تحت المطر

رقصة الكبرياء

من بين الأسماك

العالقة بعطش الحياة وبالشباك

هنالك وقفت سمكة 

ترفض الانصياع

لقدر محتوم

فما كانت من قبل 

فريسة لاسماك البحر 

وطيور السماء

وها هي في صمت غريب

تنتظر الأجل 

في حفلة شواء 

كل تلكم 

شبه قلبي في معترك الدرب

فلا الصمود يجدي

ولا الصراع على قدر محتوم

 ولا البقاء

ولا أنين ناي

 سجله قصبة متمردة 

ولاحروف الشعراء .

غربة قنبر


20

كل صباح

والصباح الألق 

في وجهك المشرق ينجلي

لوحة سريالية ابتسامتك

وصوتك الخافت 

اجمل من تغريد العنادل

هدوء طبعك ديوان شعر 

ماقرأت منه غير صفحته الاول

 كم من أمنيات حوت قلبك الرحب

وحلمك بسواد الليل أن ينجلي

في عتمة درب الامل 

حفرت بأزميلك نفق شروق الغد

ماكانت ابتسامتك إلا نورا

في غيابه الدجى ومنزل

بحر متلاطم الامواج هذا الدنا

تجرف في سيلها كل من كان علي

نم قرير العين

فالموت خجل

بما اقترفت من أرذل عمل

غربة قنبر


21

لاتسألوني اين كنت

طيلة ثلاث وخمسة وستون يوما

كنت الشفق عند الفجر

ولحضة ولادة الشمس

كنت أغرس الندى في مهد الورد

وأرسم ملامحنا على وجه إشراقة الصباح

وعلى دروب بائعي الورد

كنت أتجمل كي أزين قبح أيامي

وأنتشي العطر من سلال الغد

ملامحي ضاعت مع مسودة حلم خطته يداي لذلك الوعد

بين آمال متأرجحة لعش حمامة

تخشى على صغارها من الثعلب الوغد

كنت أتابع نشرات الأخبار عن كثب

وما يحمله لي الايام كضربة نرد

لم أبالي بكيس القمامة

التي أمتلأت في داخلي

بعتاب من أيامي أو من الغد

هكذا دأبت الأيام تفعل بي ماتشاء دون اعتراض مني أو اي صد

فجاءت خاتمة أيام السنة

أحمل معي دواتي وحبري

وأوراقا" دون أن يكون معي الرد

على تفاهات لا أظنها تغير من ملامحي المتقابلة مع المرايا 

ولاتشد من أزري اي شد

ألتفت للجياع في شوارع وطني

وتلك الندى المسكينة

رقراقة تنتظر مني الرد.

غربة قنبر


22

اتعاطى الغزل بك علنا

لا اخشى سيف السياف 

اعلنت عليك الحب قدما 

سبع سنين عجاف 

اتمرد على القبيلة  

وعلى كل كومة افكار جياف 

من أزهر الورد على شفاهه 

لايخشى موسم الجفاف.

ارخي ضفائر الليل 

واحكي عن جمالك لعشتار 

وادعو كل الشعراء  

ليرفعوا عن وجه حبك الخمار 

ليحرروا يدك من اساور الخجل  

وليكتبوا في عينيك اجمل الاشعار.  

جعلت من صراخك ثورة 

رسما للحدود 

ساطرز على ثوبي وردة 

تلاحما مع الورود 

ساحمل بدل البندقية سنبلة 

وارسمك على خارطة وطني دولة.

غربة قنبر


23

عكس اتجاه الريح

دائما أعدو

أساير أسراب الطير 

وهذي اللوحة الابيض وأسود

التي رسمتها السنونوة

أسبح في تيار ماء

مسافر إلى مدن 

ربما كانت هنا 

بين هذي الارض والسماء

أدفن خيباتي

 وأحولها خبزا

يشبع لغة الشعراء

أصابعي العشرة تارة شمعا

وتارة أخرى اسماكا تسبح

في أبجدية اللغة البيضاء

تكتظ الصفحات بحرفي

وتملأ أروقة الفضاء

 إلى أوطانهم

حينما تغنيت بالوطن

عاد الغرباء

وأستراح المقاتل على دكة

  الظل من قسوة النزف

ووطأة الصحراء

غبار المآسي

 يلازم منضدتي ودواتي 

حينما أسطر حرفا عن البسطاء

يانزيف القلم الماطر

يا اقبية ضريح السوقة

ورجال الدولة والاولياء

سأخط بحرف مداد اخضر 

جرح فمي

وأكبر في صلواتي

 على روح الشهداء

غربة قنبر


24

أنتظروني 

مازال متسع من الوقت

لاتدفنوا تلك الياسمين

المذبوحة

عاهاتكم الخلقية أزلية

وتشوهاتكن الولادية 

تفوح منها رائحة العفن

أنتظروني

 لا تذروا رماد الامس

ففيها أمنيات صبية 

خنقت بحبل العهر

 وغسل العار

لا تذروا للريح رماد موقدي

فيها ذكريات 

خطت بقلم عاشقين

على جذع شجرة 

صارت طعما للنار

لاتنثروا خرز قلادتي

فقد كانت يوما

 تعوم في أعماق البحار

انتظروا

ففي السماء نجمة 

مازالت تنتظر الاقمار

غربة قنبر


25

كفى ثرثرة 

وبادر بالعناق

الوقت أقصر من دورة حياة 

فراشة هائمة 

عند الحديث

 لاتنظر إلى السماء

بل رتق الثقب

 الذي فاضت منها أرواح أطفال العراق

حينما تنعم بحضوري

لا تفكر أكثر

فقط أحص

 نعم الله عليك

حينما كنت تتمنى بي اللحاق

كم أرتشفت من منهل الكلمات حروفي

لأكتب قصيدتي الموسومة 

عند اللقاء

 ويا أسفي نسيت الجناس والطباق.

غربة قنبر


26

بمشرطك الحاد

أحدثت جرحا في الفؤاد

نزف من بريق شرياني

وعيناي ينازعان السهاد

داوي جرحا غدا خطيئة

أنت المداوي وحينا آخر تصير الجلاد 

بقايا من همسك لازالت عالقة

في وجداني رغم البعاد

تويج وردي إن ذبلت

بلمسة منك تغادر الرقاد

والندى الذي كان دمع ليلي

منحت عطرا وأريجا للمهاد

يا أزيز الورد في كبدي

رفقا بحرفي

 مازلت لم أتقن في الحب لغة الضاد.

غربة قنبر


27

عند إشارات المرور

لا نور ولا السير واقف

طفل افترش الأرض وسادة

وأكياس المناديل الورقية

تنتظر يدا تمتد من السيارات

ببعض رجاء وحبور

على مفترق الدرب

صبية يتزاحمون

لتنظيف زجاج سيارتك

المتسخة بغبار العهر

وأشلاء القتلى

سألت أحدهم 

أين والدك والدمع ينهمر بسخاء

على خديه

أبي في السجن 

 ننتظر خروجه

كي يعود للعيش الرخاء

كما وعدت أمي

على مفارق المساء

شيخ طاعن في السن

يمسك عصى مقوسة 

وقائمة الدواء

يستجدي الحنان

من بلادنا والماء

والزناة على كرسي الحكم

يأكلون لحم الفقراء

يقتاتون خبز أكتافهم

ينتفون ريش الشعراء

على صوت اذآن الخوف

أصحو كل يوم

وهكذا كانت طفولتي

وصباحي ملبدا بالغيم

تأملت الندى ينعش روحي

ترى على من سوف ألقي اللوم؟

غربة قنبر


28

أيهما أجمل 

يد خطت تباريح القلب

ويد تغتسل بالزهو والعطر

يداي امامك ماثلة غضة طرية كتراب سقيت بماء المطر

خطوط الزمن نقشت على يدي مآثرها

كنقش حناء في كف عروس الغجر

جمال يديك زاهية زائلة

كجمال سطوع الشمس

بعد ساعات السحر

تتوالى الايام وينجلي الليل

وكفي يصقلها التجارب والدرر

فلا تباهي يدك بالجمال والنضارة

سياتي يوما وينقلب السحر على من سحر.

غربة قنبر


29

على عهدة الراوي

كان لي وطن 

ينام على ناصية الرصيف 

مع الحفاة

لم يستفق يوما كالناس العاديين

على صوت فيروز

أو على تغريد البلابل

كانت سمفونية صباحاته اصوات القنابل

ووابل من الرصاص

كنت أتكور كالجنين كل صباح

على أبوابه انتظر القصاص

ماكان عاديا طعم الشاي

كانت تخالطه شوائب 

ورائحة الموت 

تنقر على النوافذ 

وتطال بلا خجل أعناق الشباب

لم أطلب من هذا الوطن الثري

سوى كسرة خبز 

وطيب من بساتينها 

وقيلولة على ساقية نهر جاري

أن تمنحني بعض القلائد

التي تمت صياغتها بأيدي

صبية القرى والمنازل

فلم تتكرم علي

ألا بخوذة شرخها الرصاص

وفردة حذاء مهترئة

ونياشين طالها الصدأ

وأناشيد مهزومة

تحكي عن النصر المؤئز

وحق باطل.

غربة قنبر


30

في متحف الشمع

الكل صامتون

شعراء ومخترعون وساسة

بوقارهم

وبدلاتهم الرسمية

لا أسلاك شائكة 

ولا موكب دراجات 

ولا ضجيجا يملأ المكان

كنت أنت واقف ترد السلام 

على كل مار بظلك

في متحف الشمع

تشدو سيدة الغناء

بصمت والمنديل بكفها

تتمايل مع نبرة صوتها الشجية.

في متحف الشمع الكل منصت

لكن وحدك تعيد الروح 

لمن تعشق

تحاور الصمت

ترتدي أسمال من رحلوا

تخشى تعنت بعضهم

ترثي الحكماء وأصحاب القضية

تسامر طيف ماضيهم

وتبعث الروح لمن تعشق منهم

تزيل الغبار عن وجه الزمن

تفتح ذراعيك على مصراعيهما لتحضن تمثالا أخرس

ولسانا بات مقطوعا 

من هول المشهد

في متحف الشمع

الصمت محتشد في المكان

لا رأسا يقطع

ولا رصاصا يطلق

مجرمو الحرب غاضبون

بينما يبتسم دعاة السلام

وانا وبقية الشعب تائهون 

نتخبط في أقبية الظلام

ألقي نظرة وأتمتم مع نفسي

ترى هل ألقاك بمتحف الشمع

غدا أغنية للغرام ؟؟ 

غربة قنبر


31

ماذا يدور بخلدي

وأنا أحاور صورتك ؟؟

هل خلقت من نور !!

مالي أرآك مثل النجم مؤتلقا

وشظاياك تناثرت

تسطع توخز ناظري

بنور سرمدي

مالي أحاور نفسي 

أتيه بك عمرا

يازاخرا بالجمال

أما كان ألأجدر بك

أن تعتقلني لمحة هاربة 

وتسجنني في عينيك 

سجنا أبديا

يا سليل الروح

وأنساب القمر

مالي أهيم بك

واقترف على أبواب محياك

ذنوبا لاتغتفر

ياحزن الأنبياء في صدري

يا وجع الناي

وزهد المتصوفين

وعشق أزميل ينحت في الحجر

مالي أسأل ؟

ومن يجيب 

من يتوافد على أقبية السؤال؟

إني أتهمت مرات

بمخالفة الأعراف

وتجاوز حدود المحال.

غربة قنبر


32

يحدني عبقك

 من كل الجهات

فلا تحاول أن تختبئ مني

أنا التي عشت في كنف الماضي كالأميرات

ألا كان الأجدر بك أن تحضر وترحمني؟

ثلاثة وعشرون عاما مضت وفات

دونك 

كنت كريشة في مهب الريح 

ولما لاح نجمك والثريات

ندمت على أعوام ما احتوتك وما احتوتني

أن أكون جارة القمر أحلى الأمنيات

فكيف إن كانت وسادتي تضم

القمر بجنبي ؟

غربة قنبر


33

من قال أني أسير

عكس إتجاه السير؟

من أخبرك أني من المخالفين

لأنظمة المرور

 وأقطف الورد

كالصغار المشاغبين

تعرفني الجداول والساقية

والزهور البرية

تأخذ لونها وعطرها 

من كراستي المدرسية

ما أحوجنا في هذا الزمن

الرخو إلى من يمنحنا اللون المسلوب من ملامحنا البرونزية

ويعيد لي دفتر الرسم

ودفتر الخرائط

كي أكتب مذكرة أحتجاج

على زهرة قطفت 

في غير حينها

على الثمار الغير الناضجة

المرمية

على حصرم لم نذقه

واتهمنا ثعلب القضية

تحدثني الأشجار

عن حفيف أوراقها

وكيف كانت غيرة اختها 

الشجرة من جمالها

حين وقف الفرسان ببابها

لطلب يدها

ويحدثني القمر

بأنه ليس على مايرام

ومرتبك إن أرخيت جدائل الشعر

من قال أني 

سنونوة مهاجرة تحدت مسار

السرب؟؟

ونالت قسطا من الراحة

في غير الدرب؟؟

أطواق الياسمين

تجدل لأجل جيدي 

كأسورة ذهب

ياحزن أنين الناي

في حنجرتي

ياصرخة الحجر

انا أمراة من الصلصال

تحولني بأصابعك حينما تشاء

إلى أجمل تمثال

لكنك حينما تفارقني

أكسر أسوار سجني

أكسر أنظمة السير

وحظر التجوال

دربي طويل كنفق الاحزان

في بلادي

وانقطاع الكهرباء والتيار

وكل حروبنا خاسرة

كمراهنات صالات القمار.

فلا تتهمني بحججك الواهية

وإختراق معاهدات حسن الجوار.

غربة قنبر


34

عمت مساءا" ياسيدي

لما التعالي؟؟

من قال لك 

أنا بوجودك لا أبالي؟

من وشى لك

 عن سر عطري

من علمك التباهي!!؟؟

زنداك متكأي

 مذ نعومة أظافري

لماذا تماديت

 ولم تحفظ وقاري

خلجان عينيك

 في صفاءهما برق

والرمش سيف بتار ذوالفقار

ماعلا العين يوما

 على حاجب

وما العلو إلا للواحد القهار

ياسيدي ومالك تاج الحسن

حفنة من التراب مآل كل منا

فلاتعربد ولاتمد يدك للاقمار

والنجم مهما علا شأنه ولمع

ينجلي ضياؤه ببزوغ شمس النهار.

غربة قنبر


35

قصيدتي عن بوح الصورة التي نالت التكريم

قبس من نور

يتسلل إلى عظامي

كضياء عينيك

ينفذ إلى تحت جلدي

دون وجل

يكتسح العظم وينخر شرياني

يبدد ظلمة دهاليز اعماقي الزاخرة بك

نابتا وردا وريحان

تفوح من أنفاسي

غادرتك ماطرا

والدمع ملأ أجفاني

تلك الثقب الابيض 

أود لو اتسع في مجرة وجداني

مازالت الثقوب السوداء

 يهدد تلوث مجرتي

وكوكب عشقي

ملاحقا الثواني .

غربة قنبر


36

شكوى

ماعاد يجدي!!

مجاراة أنفاسك

فكل شهقة مني تكرار

يسير بمحاذاة رتل أشواقي

يصل إليك مثل سنا 

كوكب سيار

في ليل حالك السواد

يلوذ إلى القمر يروم

 السكن وحسن الجوار

كيف للرياحين

 النابتة في يديك

أن تحط رحالها

وتتخلى عن الاسفار؟

سوار يطوق معصمك 

وموضع النبض في أنبهار

إن كانت خطيئتي

نظرة في خلسة 

فما بال شعري 

تكتبني جهرا

وتفضح ما في قلبي 

من اسرار.

غربة قنبر


37

كان قدر السماء

وما شاء

أن أنال حبك مناصفة

بعثرت نصفه

في تفاصيل غير جديرة بك

وتركت بقية ما بي

ألقاك به ماثلة 

على درج الاعراف

وهل في الهوى أنصاف؟

تخطف مني الإبصار

تساوي ليلي بنهار

تعاودني الكرة

تنساب بين أصابعي

حاضرة أنا فيك 

كتائهة بمجرة 

وتطلب أن تكون لي مناصفة

وهل في احتواء النبض أنصاف؟؟

من يعاتب الوردة

إن فاحت بعبير الروح

بلا اختيار

أو وهبت جمالها بلا حد

وبلا أعتذار ؟!

غربة قنبر


38

جاري البحث عنك

في كل الأماكن

أينما حللت

بوصلة قلبي تشير إليك

وإن لم تكن موجودا

وكل رادارات أحساسي

تترقب هبوطك المفاجئ والاضطراري

جار البحث عنك

تطل فجأة 

وعلى حين غرة

فتغير في قاموس العشق

معنى الانتظار

تهطل كالمطر

تعطل كل أجهزة المراقبة

السلكية منها

واللاسلكية

وتغير الأقدار

تجتاز الموانع

 والأسلاك الشائكة

تصل إلى ربوع روحي

رغم أني خائفة

تسامر الأقمار

تربع في أعلى قمة

كي لا ابحث عنك

في المرة القادمة.

غربة قنبر


39

وتساءلت فنجان قهوتي

متى يلامس فاه حافة الفنجان

حين عانقتا شفتاه 

ولامسا الفنجان

وحين أخذ رشفة 

من أعماقي المزهوة بالبن

كدت من مذاق ثغره أجن

وما أن احتظن يده مقبض الفنجان 

سرى في جسمي البلور رعشة وهيجان

ليته يظل يرتشف من منهلي 

متمنيا أن لاينتهي القهوة ويتركني

تقلبني العرافة 

رأسا على عقب

كي أخبرها ما سرى في جسدي ودب

تلك سر لن أبوح بها

فقد وشوش لي شفتاه بالعجب

قال حبك ايتها السمراء كحبي لها

بنفس مذاق ثغرها

وإن لم يذكر في الفنجان ويكتب.

غربة قنبر


40

حلم

رَأَيْت بِالْأَمْس فِي الْمَنَامِ 

إنِّي أَحَطّ رحالي 

فِي وَادِي الرافدين 

تجولت فِي شَارِع الْمَوْكِب 

فُتِحَت بَاب عِشْتار 

وَالْمَلَكَة السومرية 

تَعْزِف بقيثارتها لَحْنٌ الْخُلُود 

لگلگامش 

جنائن مُعَلَّقَة جَفَّت ربوعها الْخَضْرَاء 

مَا عَادَ يُجْدِي الْبُكَاء 

عَلَى نبوخذ نَصْر 

وبابل لَمْ تَعُدْ بمقدورها النُّهُوضِ مِنْ جَدِيدٍ 

سَلاَسِل إغْلَال بِقَوَائِم أَسَد بَابِل 

لَمْ يَعُدْ الْأَسَد جاثما 

صدقوني لَسْت أجامل 

زئيرها فِي خَواء 

تَمْلَأ الرَّحْب وَالسَّمَاء 

أزاحوا عَنِّي تُرَاب الصَّحْرَاء 

مُوَجَّهٌ مِنْ الْجَهْلِ وَالْغَوْغَاء 

تُعْصَر تُوَيْج أَوْرَاقِي الْخَضْرَاء 

فِي جَنائِنِي الْمُعَلَّقَة 

فِي رِحَابِ السَّمَاء 

زقورة رُفِعَت هامتها فِي كِبْرِياء 

صمدت فِي وَجْهِ العَوَاصِف 

وسبايا بَابِل 

واقفات فِي وَجَلّ 

تَخَاف رُؤْيَة بُقْعَة دَمٌ حَمْرَاء 

رَدّ لِي زهوي يَا آكَد 

رَدّ لِي سحنتي الْبَيْضَاء 

سَأَكْتُب لحمورابي 

أَن يَدُون عَلَى مسلته السَّوْدَاء 

الْحَبِّ بِالْحَبِّ 

وَالسَّلَام يَعُمّ الْإِرْجَاء  

غربة قنبر


41

حِينَمَا رَمَيْت حَجَر ذكرياتي 

فِي نَهْرٍ النِّسْيَان 

تَلاَشَت دَوائِر الزَّمَن 

أمَام نَاظِرِي 

وَاحِدة تِلْوَ الأُخْرَى 

مَحَّا سِنِين الشَّجَن 

تَرَآءى لِي بَيَاضُ الشَّفَقِ 

مِثْل شَلّال دَفْق 

طَيْف مِنْ أَيَّامِ الصِّبَا 

لَاح فِي الْأُفُقِ 

لَمْلَم أَوْرَاق أشعاري 

صاغ مِنْ جَدِيلَةِ الْقَصِيدَة 

أَجْمَل إخْبَارِيٌّ 

فَجْأَة طَلٌّ وَجْهَك 

مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الدَّوَائِرِ 

غُزًّى ملامحي وأفكاري 

وَهَزّ عَرْش الْقَمَر 

أَدْرَكْت حِينِهَا 

أَن وَجْهَك وَالْقَمَر تربعتا 

عَلَى قَلْبِي 

مُنْذ الصِّغَر 

كُلَّمَا تَأَمَّلْت تِلْكَ الدَّوَائِرِ 

زَادَنِي لَهْفَة لِأَيَّام الصِّبَا 

وجلدت ذَاتِيٌّ 

بِسَوْط النَّدَم 

عَلَى حِجْرِهِ 

حَرَّكَت كُلّ تِلْكَ السِّنِينَ 

فِي دَاخِلِ نَفْسِي الرَّاكِدَة 

وَقَلْب الْمَوَازِين . 

غربة قنبر


42

من خلف الشباك

تطل علي كنجمة شفق

أنتظرك وقلبي ماعاد من ورق

أنتظرك صباح مساء

ماعاد يجدي تباريح الشتاء

أنقلب السحر على الساحر

يوم تخليت عني ومزقت الدفاتر

عيوني مازالت على النافذة

ينتظر ضحكتك الحانية

والستارة الوردية 

أبت أن تنسدل

ألا وأنت حاضر

ويسترق سمع خطواتك الدانية

بقلوب دامية

ويوراي الضجر تراب النسيان

عيناي وقدري ينتظران

مفاجأة هطولك

دون أن يكون بالحسبان

فبأي اآلاء شوقي تكفر

أيها المعصوم من النسيان.

غربة قنبر


43

فاصل وسأعود

كن على ثقة من عودتي

ومن صدق الوعود

إن في قلبي متسع

لكل الصدود

فاصل وسأعود

رقيقة كفراشة بستان

عطرة كأقحوان

لامسني إنس ولاجان

فبأي ألآء حبي تكذب

وتطلب الغفران

فاصل وسأعود

أرتدي حلة من النقاء

بيضاء لا حمراء

مخضبة

 كيد عروسة بالحناء

صافية كقطرة ماء

رغم كل العكر

انعم بالصفاء

فاصل وسأعود

ليتك لم تمل من العرض الممل

ومن تباريح الشوق بين الفواصل

ليتك تدرك

إني لن أطيل عليك 

في المرة القادمة

ولن أضيف الفواصل

غربة قنبر


44

وجعلت بيني وبينك سدا

من أباح لك 

أن تتخطى الجدار؟؟

أشوقا ؟!

أم حنينك

سحابة صيف

مرت وأنا دون دثار؟؟

موج حنين 

يجتاحك بين حين وحين

يذيب جليد الصبر

والغشاوة في عينيك

أفقدتك تراني في دروب العمر!!؟؟

فصرت جاحدا بنعمة شوقي

مرتدا عن دين العشق

غير أنك تزعم الإيمان

ولست من دعاة الكفر .

غربة قنبر


45

وأجثو على ركبة الزمن

أخط مايحلو لي

من فرح وشجن

غير آبهة بمرورك بتعالي

يكسو قلبي الامل بلا تداني

وانت النازل بلا وجل

لا تبالي بما ظهر من وجدي

وما بطن

سر نحو الهاوية لربما

وجدت ضالتك المرمية ها هنا

حسناء عانقت يديك اوراق كتاب

ترى ماذا ضمت في باطنها من عتاب؟

غربة قنبر


46

لم يكتمل بعد

قصة سردتها لك

بجانب موقد الخشب

وانت تعرف نهايتها

وتتجاهل التفاصيل 

وعندك الرد

لم يكتمل بعد

رسم خط كحلي

ولا ظفيرتي المسترسلة

ولانقش حناء اليد

لم تكتمل بعد 

وجع أم فقدت وليدها 

غرقا"

تنتظر بفارغ الصبر

طلوع شمس الغد

لم يكتمل بعد

فستان عرسي

وخيوط الذهب تطرز أكمامي

بوردة 

وبأنفاسك الشهد

لم يكتمل بعد

ابتسامة طفلي 

وضحكة بريئة منسابة

من عينيه كآلمد

لم يكتمل

سأنتظر كي يكتمل

في إشراقة أبتسامتك

أو في سهام الصد .

غربة قنبر


47

ليس لدي أقوال أخرى 

بل هي التمني

أن أتقاسم خبز عينيك

وتدعني وشأني

أبيت لدقائق على تلك الضفاف

أتيه وأطلب منك الإنصاف

بين كر وفر

أتأمل زخات المطر

المنسابة من عينيك 

دون ضجر

ليس لدي أقوال أخرى

سوى عتاب 

أنقشه على قلبك الحجر

كي ترمي كل أحزانك 

في البحر

المنسية منها 

والتي ماعادت تذكر

بل لدي أشواق أخرى

أبعثره في أروقة الايام

كي تمر بك

يصلك بكل سلام

مع زخات المطر

دون عتاب

يصلك لعتبة الباب

حاملة عطرا" وأريج أيامي

زاهرا كخدود الورد 

ندية كجناح غمام

غربة قنبر


48

صباح آخر 

أنت لست فيه

كوطن غادره الأمان

 أقتفيه

طواحين الهواء تدور

وعطرك المتفشي

 في جسدي لا شفاء يطاله

 ولا أنت مداويه

كم بكيت

 على أطلال رحالك!!؟؟

كم كومة بيدر 

طالته رياح الشوق وأداريه

رحماك من هذا الصد

وليال الهجر لست من مغادريه

هل من ربيع أيامك أشكي؟؟؟

وخريف ماضيك

 لست بناسيه

أشد الرحال

 أطوي صفحة مضى

هل تنسى؟؟

و تتبرأ من ماضيك 

وكل إناء ينضح بما فيه!!

غربة قنبر


49

أرحل

هذا قراري وسأقلب ذيل الصفحة 

وكأننا كنا من العدم

لا تنظر لوراء

فما عاد في القلب متسع

لمزيد من حضورك

غادر مساحة صبري

وقد تصحر قلبك 

ما عادت سحنتك الكبرياء

ولا الجبل الأشم

سنون عجاف قد مرت بي

وأنت معي 

كمخاض بكر سقيم

لم أنازعك غيرتك الرجولية

فهل كنت تشعر بي 

وتقاسمني الألم ؟!

كم حيرني تخليك

ودقات خافقك الأصم

أرحل

لن يكون فيما مضى

  ذكريات ولا غير هم 

لا ولن أشعر اليوم بوحدتي 

بعيدا عنك ولا بالندم

طويت صفحة أمسي

نسيت كل ما مضى معك

ألقيت بمفتاح حكايتنا في اليم .

غربة قنبر


50

طلبت شاياّّ وحنينا

من يديك 

وباقة من ذكرى 

دونت أحرفا على محياك

 بنظرة وأنين 

مسحت قبلة

 على الخدين والجبين 

أرشف الرحيق غربة

 من أفق عينيك  

أزرع منفاي

 وردا وياسمين  

أزهو بحضورك هيبة

 وأزيح الغبار عن مرايا السنين. 

غربة قنبر


51

مغادرة

 وإن غادرت يداك متكأي

شمس ذكراك أنفاسي

تحوم حول أجوائي المسكونة بك

تحتل قلبي المستكين

يحملني إلى مهد أيامي الاولى

عبثا" أحاول أن أفطم منك

وأجتث كل جذورك

ألاقي أيام خالية من رحيقك

سدول ستار الوجع يؤلمني

كصفير قطار يشق صمت الصباح 

فلا تعاود الكرة

ولا تترك يداي

ماعادت قصاصات الدعاء

تجدي

كي تظل بقربي

فأنا لا أستجدي الشوق

فتات اللقاء لايغريني

ولا بقايا موائد الرجاء .

غربة قنبر


52

زمن بعيد...

زمن على هذا الطريق بلا حدود

قلت أمضي حاملا فجري

وأنا أتوق لأن أرى وطني الجديد

يزهر على هذي المشارق والمغارب

خطوي على الدرب المؤدي

 إلى بيتي العتيق

هل كان ليل مدينتي

عوضا لصبار عنيد؟؟

إذ يقاوم شح ماء حديقتي الثكلى 

وهي تنعي في أساها

ذلك الزمن البعيد

اتلهف لسماع كروانة تشدو

لغير الربيع وكأن غيري لا أحد

أشم رائحة الخبز 

 من تنور أمي المتقد

كقلب أم الشهيد

كان الرغيف شمسا

لا يخيب ظني

تحظر كل صباح كيوم عيد

منذ زمن وأنا أواري حزني 

الثرى

وأحمل في دمي وطنا سعيد

لاحرب فيه

لا شوق يراق على أعتابه

ولا حكايا 

ولابطولات ثابت أو يزيد

أحن إلى جلسة شاي

في باحة دارنا

رغم ما كانت تردد 

فيه أمي؛ عن الحر الشديد

إلى خبز عباس تفرقه 

متى نجحت 

أو حلمت حلما" غير سعيد

هل إبتعدت أنا ؟؟

أم أنه الزمن بعيد 

أم في غربة الروح 

الفرح فيها لا يغادر أو يعود .

غربة قنبر


53

إفادة

وكانت إفادتي لما وجدوك

مختبأ" بين كتبي

أنك تعشق شعري

وتهوى ماأكتب

ولم يكن عذري مقبولا"

وجاء المحقق الثاني

فنثر دولاب ملابسي

فكان عطرك فواحا"

يفشي سري ويفضحني

فجاء كبير المحققين يتهمني

بأخفاء معلومات عنك

وعن محل أقامتك بين ضلعي

فكان جوابي 

لماذا لاترحموني!!؟؟

لماذا تبعدوه عني؟؟

من كان مقامه في قلبي

لا يقوى على العيش بدوني

وإن

تفصلوا رأسي عن جذعي .

غربة قنبر


54

(ذكرى)

غصن نابت على ذراعي

أثر يديك

منذ ليلة أمس

بعد أن غادرتها

مازال الأثر يقتفي اللمس

مشتاقة تسألني ذراعي

ما أرغمه على الغياب!!؟؟

مشتاقة أنا

إلى أصابعه الخمس

ترك أثرا كالوشم لن أنساه

حتى الرمق الاخير

حتى أسكن الرمس

أسامر عطرك الذي

تركته على وسادتي

أتيمم به

أشمه لا يشبع منها النفس

وسواس شيطان يراودني

أ أنساك وأتطهر من أثرك؟

أتطهر من هذا الرجس

أم أكمل الحلم

وأغرق في بحر حبك 

أسقي البتلة النابتة

كي تزهر وردا ونرجس

ولا أخشى الطمس .

غربة قنبر


55

أوراق

في جيب منسي

من قميصي المدرسي

عثرت على قصاصة ورق

كتبت لي حينها

أحبك.. أحب وجهك الألق

في الجيب المنسي 

لحقيبة يدي

عثرت على عملة ورقية

ماعادت تكفي

إن ابتاع منها حلوى أو لعبة

في الدرج السفلي 

لمكتبي القديم

عثرت على فاتورة كهرباء

وفاتورة تلفونات

وفاتورة لم تدفع

من أيامي الضائعة معك

في الحديقة الخلفية لمنزلنا

وجدت ورقة لشجرة التوت

يبست نسجت عليها العنكبوت

في آنية زهر قديمة

لأزهار أصطناعية

حاولت أن أسقي تلك الزهور

لأعيد الحياة لكل تلك الاوراق

الذابلة.

غربة قنبر


56

رجاء

ألهي لقد بلغ السيل الزبى

كل يوم نجر أذيال الخيبة

كل يوم ينزاح طوبا"

من سرايا الإنسانية

ماعدت أجرؤ

على سماع المزيد

لان لي قلب

 ليس من حديد

تذبح كل دقيقة 

من الوريد الى الوريد

والمترفون ينامون

 نوم الرغيد

ماعدت أقدر

إن أواري حزني الثرى

كل البيوت تنزف

وفوهة البركان

 تقذف حممها

فوق أجسادنا والثرى

أنهار من النار تجري

وأصابعي مخضبة 

بحناء دم قد سرى

يالهول فاجعتنا !!!

إن داهمت سواد ليلنا 

فجر النهار

وعليها أفترى .

غربة قنبر


57

بماذا أنعتكم

ياأمة ترمي فلذة كبدها

لقمة للأمواج

غير آبهة ودون مبالاة

ولدت (حر)ا"

والديك كبلو يديك بالأصفاد

والبريئة (المعصومة)

من الذنوب

لا تقوى على الصراخ

وهي ظنت نفسها في حضنك

بمأمن من الذئاب

جسر الأئمة كم شهدت نوائب الدهر

فلا عجب ولا عتب على البلاء

يادجلة لم تعد دجلة الخير

ولم تعد ام البساتين للشعراء

قتلوكما 

فلا المآذن نفعت معكم صراخها

حي على الفلاح

ولا لانت قلبكم الصخر

لنواح الحمام على مآذن كربلاء .

غربة قنبر


58

كف عن البكاء

والسماء تمطر بسخاء

دون ذنب أقترفه 

الخريف في عز المساء

دع حزمة البرق

التي تساوم جدائلي

عن البريق وطولها الجميل

ألطف بي

ولاتقترف أثم الحزن

غابات فرح تشدو لي

أتمايل مع سنابل قصائدك

وسنابك خيلك تدك آخر معاقل الذكريات

تستوطن في خيام قلبي مع النبلاء

وحينا" أهدهد مهد الامنيات

لتسعفني وأخرج من ركود أيامي

الزاخرة بك

هشاشة أيامي مقترن بالزيف

كلما كانت الحقيقة معي

كنت كمن معه حقائب الأثرياء

كف عن التبرير

وأختلاق الأعذار

كفك هو المسار

أينما حط على كتفي

يغير الأقدار .

غربة قنبر


59

حنين

أيها الحنين

ألغافل عني

ما أقسى السنين!!؟؟

وما أكثر المتاهات في دربك

وانت لا تدركين

كم لبثت على مشارف مدنك

ولم يسعفني الأنين

أنين قسري يرغمني

أن ألبث يوم او بعض يوم

أو مئات السنين

فلا ثجزع من صبري

فلربما يوقظ يوما فيك الحنين .

غربة قنبر


60

لقد حان اللوم

إليك ألوذ من العبث

سكاكر أصابعك يلهمني

يحط رحاله بكل خبث

على مشارف ظفائري

ويجعل يومي محض لهف

أنا إليك أنتمي

قصاصات الشوق لايهمني

أريد لقاءا بنهكة النقاء

لايشوبه خداع ولا تزوير

ولا خطوط منحنية 

تغير خط المسير

منذ أن عرفتك 

والشمس تعتذر عن التأخير

حبك في الظل

وأنا أحترق بنار الشوق

أتوق للقاء تحت ضوء القمر

وإن كان وجهك المنير.

غربة قنبر


61

مازال

أمامي الكثير 

حتى أصل إليك

كان لزاما أن أنفض 

الغبار عن راحتيك

 أغربل أفكاري

أنتقي حبوب الشوق

أحصد سنابل شعرك

أعقد جدائل الطيب

 قمح الوله نابت 

في غير موسمه

أمامي الكثير

كي أكسر سلاسل الحديد

الملتف حول خاصرة الكلمات

أطل من نافذة الصباح

على حجرة الذكريات

أنفض غبار الطلع

عن الصور القديمة

أغتال الهجر والغدر

واسبح مثل سمكة ملونة

في حوض الكلمات

أبحر بعيدا إلى أقصى الياءات

مازال أمامي الكثير

كثير أعانق يديك

دهر من المسافات يفصلني عنك

وثقوب سوداء 

يملأ مجرة فكري

ولا أطلب منك العون .

غربة قنبر


62

(طوفان)

في اليوم الثامن 

من الاسبوع

أنتفضت صباحا

لاشيء مثل ما كان

دواليب الهواء

 تدور بلا عنوان

سنابل القمح فارغة

طواحين الهواء

 لا تطحن سوى الدخان

أرجوحتي تسكنها النسيان

شموعي لا ضوء لها

طيور فزعة

 من هول حكم السلطان

صباح بطعم الثلج 

طفل يولد من غير أجفان

صياح الديك 

صخب البحر

 مقطوع اللسان

في الشهر الثالث عشر من السنة

سأغلق كل الأبواب

 وأعلن العصيان

اليوم الثامن قد حل علينا

وأوامر السلطان

ما هذا الهذيان!!؟؟

غربة قنبر


63

كان صمتك ميقاتا"

تتوارى خلفها الصرخات

كلما ترآى لك الضباب

حلقت في عنان الحقيقة

تخطيت سلم الكبرياء

رقيقة كنسمة هبت من عبق' 

غير آبهة بالاشقياء

ترسمين بالاحرف دربك

حملت بعفوك رسائل الانبياء

دمعت عيون الاحرف

بكت القصيدة

نكاية بالرثاء

كيف لحروفي أن تحتويك؟؟

وحزني عليك كمآتم كربلاء

وهل كان رحيلك قصاصا لنا

أم خيبة للكلمة والشعراء

لمن تركتم محبرتكم والدواة

من بعدكم يليق بقامتهم المنابر

ومكبر الصوت يعلن العزاء

سيول الاحرف تراصفت

ارتدت السواد أجهشت بالبكاء

والموت اللعين خجل بما أقترفت

 فلقلبك الشدة والرخاء..

غربة قنبر


64

حبة قمح

منذ أن كنت حبة

في تراب الوطن

اتدفأ بحضنها ومن مائها أرتوي

أو في منقار طير إلى صغارها تحملني وتحط بي

أو في مطحنة بين فكي الرحى أنزوي

أجلب السعد لفلاح مع تمايل المنجل بعناق احتفي

أصير خبزا 

أكون سنبلة ذهبية

لسنين عجاف

أعشق المطر

واعشق السفر 

احط رحالي في ارض مقفرة

بي الأرض تزدهر 

والجوع ينجلي

ومن قشي قبعة

تحاك

من حر الصيف بي يحتمي .

غربة قنبر


65

(ميدان القلب)

في باحة قلبك

المترامية الاطراف

تجول أفكاري

أزرع أكاليل الشوق والقداح

أجوب حافية 

بدون وجل

أكتب ما أشاء من غزل

وأصرخ ملء حنجرتي

كطائر صداح

أطلق ساق صوته 

ولم يهاب الرياح

في باحة قلبك الشاسعة

أنزوي في ركني المعهود

أداعب ريش قبرات الوجد

أرمم منقار الهجر

وعلى بعد حجاب 

أسدل ستار الوله

أنام من دون دثار

لا أخشى بردا 

لا أخشى زمهريرا ولا جدار

في باحة قلبك الغناء

أجمع زهور الوفاء

أفرق كل باقة 

على عشاق

 نالوا على أريكة الحزن

قسطا من الراحة

تفيئوا بظلال حبك الوارفة

نالوا شهادة فخرية

من جامعات الوفاء

وكل تقدير.

غربة قنبر


66

جفلة غزال

فزع طير

شتات كرنفال

 في سديم الأسى

أغتيال فراشة

في حقل صغير

تعكر مزاجي ومزاج البحر

تخلى يداي عن مصافحة القمر

سفن بلا شراع

مراكب في عرض الليل

وهل أملك غير اليراع؟

أكتب بمحبرة من دم

متى نرسو !!؟؟

ونبحر إلى شاطىء 

بعيد عن الهم

وطوق النجاة التي كنت أخبئه 

أرميه في اليم

أسكن طمأنينة الوطن

أنام قريرة العين والكلم.

غربة قنبر


67

حبة قمح

منذ أن كنت حبة

في تراب الوطن

اتدفأ بحضنها ومن مائها أرتوي

أو في منقار طير إلى صغارها تحملني وتحط بي

أو في مطحنة بين فكي الرحى أنزوي

أجلب السعد لفلاح مع تمايل المنجل بعناق احتفي

أصير خبزا 

أكون سنبلة ذهبية

لسنين عجاف

أعشق المطر

واعشق السفر 

احط رحالي في ارض مقفرة

بي الأرض تزدهر 

والجوع ينجلي

ومن قشي قبعة

تحاك

من حر الصيف بي يحتمي

غربة قنبر


68

في المنام

وفجأة انتفضت واقفة

أمام جلال حضورك

كنت هادئا كطبعك

تتكلم من غير كلام

فهمت ما تريد!!!

تمنيت ان أكون لك السند

 في تلك الايام

قبل أن تتفوه بحرف

تدافعنا أنا وأخوتي

كي ننعم بخدمتك

ونزيل التراب عن جبهتك

كنت صامتا تكلمني بعينيك

أمس في المنام

زرتني والدمع كالمطر

بلل وسادتي والمقام

كنت كالمنارة واقفا وشامخا

لم تستسلم في الزحام

عطر جسدك ملىء أنفاسي

وفي الختام

طلبت أن يمطر الغمام

ليغسل قبرك

ويزيح عنك تراب عام

أبي لرووحك السلام.

غربة قنبر


69

(ضيف في غير أوآن)

أيها الزائر مساءات قلبي

كفاك تجوالا بدون دثار

شوارع قلبي منك خاوية

كشجرة بدون أزهار

برد وثلوج هطلت 

حينما فاجئتني

على مدارات دربي  

وأنت تجوب أزقتي

حافيا لا تخشى ماتخفيه 

لك الأقدار

مزارع الشوق جفت أكلها

حطت رحالها الخضرة في القفار

ماكان شوقي الا مطفأة

على حافاتها تطفىء 

جمر لهفتي 

وتهدم الأسوار

ياخيبتي وغدر الزمان

أما كان الأجدر بك 

منذ البداية

أن تقدم على الترحال!!؟؟

غربة قنبر


70

(إلى من يهمه أمري)

حينما يدق ناقوس الشوق

في داخلك أرجوك أحضر

ماعادت خيوط الدمية

التي كنت تحركها بيدك مشبوكة

ولا سمائي ملبد بغيوم 

عشقك وتمطر

إنتظاري على أبواب مترامية الأطراف

وطرفي على باب الحوائج والنذر

كأني أنفخ في قرية مقطوعة!!

حينما اناديك

لا رد ألقى منك ولا باقة زهر

كفاك تجاهلا والعلم كله عندك

يا أول زهرة بها ثغري تعطر

مناي وصلك والوصال جفاء

غيابك عندي سيان والموت 

فبأي الاء الحب تكفر!!!؟

غربة قنبر


71

(الرحيل )

منذ العام المنصرم

تتوه في مخيلتي 

تبحث عن دروبك والسكن

لا بحث يجدي

ولا مستقر لك من الوجد

لا تعتبرها نسيان

بل نقاهة رغم ماكان

أطارد لعنتك

وألقي القبض على الاشجان

بتهمة التزوير في الهوية 

والتسلل إلى كل الأركان

كيف أتفقتم انت والمطر

أن تهطل علي في غير أوان

تذيقاني الفوضى الذريع

تسلبا مني الأمان

لا جفن يغفو لي

ولا تتعدل كفتي ميزان

إن لم تغادر مخيلتي

وتتخلى عن شغبك

وبعثرة التيجان

مملكة قلبي عامرة من غيرك

متربعة على العرش

مزهوة بين البلدان .

غربة قنبر


72

لا 

لاتقتفي أثري

فأنا أحيانا كائن هلامية

لا أترك أثرا ولاعتب

أزهر في كل المواسم

أثناء الغضب

ولا أخربش بأنيابي 

أطارد سحابة ممطرة

تحتمي بها

أو كرمة عنب

أفقد الجاذبية

حينما تزلزل كالرعد

أخاف من عويل

 الذئب في داخلك

وأحتمي بك كالسيل

في جوف الوادي

بلا مأوى عن كثب

خمار الليل مسدول 

وانت تبحث كل ليلة

عن شضاياك

وعن اغنية غجرية

على شفاهي

دون طرب

لا تبحث عني خارج 

 رقعة الحزن

فكل الدموع التي تنزفها 

حبل الغسيل حكايات 

وروايات لعشاق 

ينكرون الدمع 

من غير سبب .

غربة قنبر


73

تحليق

حلق بعيدا أيها الهم

على شرفة الصباح

فراشة ليل

أختبأت على بعد رفتين

ودقة قلب

ملتصقة الجناح

تائهة لا تقوى على التحليق

خافتة الزهو

كنجوم بلادي على العلم

تتأمل أن تحلق عاليا

صدأ والبريق أمل منشود

يصارع الهمم

وشم على ساعد الايام

بحرفين والفاصل سهم

قلب وبضع قطرات دم

ينتظر قدوم من يفك

 باب الطلسم

ويفرد التصاق الجناح

وفي السماء يرتاح

من الكدر والهم.

غربة قنبر


74

صورة بدون برواز

للذين أراهم على أوراقي

أزاهير وبضع بتلات

ترنيمة موسيقى

شذرات

تجوب معي في نزهة

مع الكلمات

ترافق أحزاني

تغسل وجه الصبح الندي

ترتشف معي شاي الصباح

وتشاركني رنة الاقداح

تصهر وجع الناي

تسكت صرخة الوجع 

تكمم أنفاس الالم

معلنة ولادة النغم

سمفونية بزهور يانعة

تعتلي سلم اللحن

تغرد في سماء بلا حدود

لأقصى مدى.

غربة قنبر


75

سلو الفؤاد 

الخافق في أعماقي 

هل يعلم بموطنه

 وعن إشتياقي 

أختلف قلبي 

عن مكانه وأحداقي 

وصارا في خلاف أبدي

 دون وفاق 

سأدخل في هدنة

 مع عيني وقلبي  

أسكنه عيني بدون أتفاق 

ولك ياقلبي نبضاته

 أتركه معك ولكم الباقي. 

غربة قنبر


76

ألوذ إليك بالصمت

تكوري يخونني 

مع أنبساطك

ماعاد اي منا أوفر حظا

حتى النايات المكسورة

تبث حزنا 

كقلبي الغاسق

كومة النور تنبثق وسط الظلام الحالك

سلم نبيذ السكر

من إنغماسك 

وعربدات أحلامك

هطول الزيف يقرع على شباكي

لن أتورط هذه المرة كالسابق

أذني تميز بين نقرات منقار يمامة عاشقة

وغراب ناعق

خذ أزاهيرك الجافة

دعني مستلقيا على براءتي

كي آخذ قسطا من النور

تحت شمس الحقيقة الحارق.

غربة قنبر


77

(تنقيب)

لاتنقب في قلبي

فكل الكنوز مفقودة!!!

فراشات تطأ 

تويج الزهرة

بحثا عن الرحيق

 ورفرفات مضطربة

كقلبي العاشق

ما عاد الوقت مناسبا 

للتحليق

والفوضى يعم 

بستان الشك

أوكار المرآيا 

تقتنص اللحظة

وجهك المبعثر

 بين طيات الطلع

يبحث عن نحلة

تحمل حبوب الطلع 

وتنشر الاريج

فوق كل زهرة.

غربة قنبر


78

ذات ليلة

ذات ليلة نسيت العناق

نسيت أن لليل أنياب

تأكل لحم العزلة

تجدد اللقاء وثغرك

مازال يضع القبلات

في رزم أثيرية

في فضاء لايطاق

وعيناك اللازوردية تعبث

بأوتار قلبي الشدية

يلتهم أنفاسي

كلهيب النار

يقيدني كسلاسل من أنهار

تسيل على خدي الندية

وانا حائرة استشير تنبؤات الغجرية

وأقرأ كفي عشرات المرات

وأقبل جبين الورد

كي تفترش بقدومك

وأنهي عصور البربرية.

غربة قنبر


79

الوجوه المزيفة

وأقنعة الصباح

بقايا من لعاب مختلط بالدم

مرآة متكسرة

ووجه لايلتئم

وصوت أنات الباب

مبحوح مستسلم للألم

تلك الصباح الغائم

الشمس مثقلة عن الحضور

لاأريد سماع خبر 

ولا من في وطني انتحر

حتى انفجار فقاعة الصابون يرعبني وقت السحر

كل الأقنعة تزول

إن لامست يداك شرنقنتي

أو هطل مطر الحقيقة 

في كل الفصول .

غربة قنبر


80

بلا جدوى

أقلب ذيل صفحة

ذكرياتك على عقب

بعثرة أشواق

كومة رماد

كل ماتبقى لي من الامس

مطفأة الشجن

مازال يحوي  

جمرا متقدا

بحاجة لهفهفة

 ريح أهتمامك

كي تتقد مرة أخرى

طواحين الهواء الفارغة

تدور بلا مبالاة

ولا قمح ذكرياتي تصلح خبزا

أجهش بالبكاء

لأطلال الخطوات التي

كانت يوما

ترسم أولى الابجديات

في كتب لم تحتوي غير الألم.

غربة قنبر


81

فراق

مازال وجهي المكتظ بك

يأبى أن تفارق ملامحه

يداي الحالمتان بعطرك

تجوب صحراء اللقاء القاحلة

ولا لمسة منك

مازال الفراق يهز أذناب الرضا

ويستعد للجولة القادمة 

من وابل غدرك

كم كنت محقا حينما

لم أواري الثرى

آخر معاقل لقاءنا

وتشبثت بقشة

من وصالك

سيان عندي

 صدك والرضا

مادام النار

 يلتهم نهايات 

نباتاتي المتسلقة

 جدار صمتك .

غربة قنبر


82

لحظات

لحظة إلقاء القبض

على أنفاسي الثائرة

أعلن معركة في نفسي

 وأعترض غرورك بوضوح جم

إذ أيقنت مرادك

كبت جماحي ورضوخ كبريائي

تخاف من تلك الصرخة أنت

التي تمزق ذبذبة الأنياب بها

طبلة حكمتك

وغرورك ذاك الاجوف

فأعود إلى قاعدتي سالمة

قصيدة بنكهة نخب خسارتي

إناء مكسور

كبللور قلبي

نصف ممتلىء بك

والنصف الآخر

 تغيب عن الحضور

غربة قنبر


83

شكوى

ماعاد يجدي!!

مجاراة أنفاسك

فكل شهقة مني تكرار

يسير بمحاذاة رتل أشواقي

يصل إليك مثل سنا 

كوكب سيار

في ليل حالك السواد

يلوذ إلى القمر يروم

 السكن وحسن الجوار

كيف للرياحين

 النابتة في يديك

أن تحط رحالها

وتتخلى عن الاسفار؟

سوار يطوق معصمك 

وموضع النبض في أنبهار

إن كانت خطيئتي

نظرة في خلسة 

فما بال شعري 

تكتبني جهرا

وتفضح ما في قلبي 

من اسرار.

غربة قنبر


84

(عتااااب)

ماعاد يجدي!!!

 ذرف دموع أحاطت 

بأسوار عيناي والكحل

مناجلنا حصدت أعمار

 يانعة كالزهر

ماعاد ينفع الوقوف

 على الاطلال وما أنسكب

من ماء العين وسحابة العجب

غيث طفيف يلامس أروقة قلبي

بندى السحب

يعطر تراب أنفاسي

يفسر العجب

ماعاد كل شيء كما كان

الدموع في أحداقي رقراقة

كأمطار نيسان

والعتاب في طور التكوين 

ولم يكبر حتى الآن

كفانا مزاحا

فلا أنت تجيد الغزل

ولا انا أجيد العزف مع الاحزان.

غربة قنبر


85

مازلت ألفظ 

في سري أسمك

كسابق عهدي بك

يتلعثم لساني

أزداد خجلا

وجنة كلماتي تتورد

إن فكرت بك 

أو سطرت أحرف أسمك

تزاحم ,تصادم ,تدفق

في سيل الأحرف

حوادث سير

حينما أود الكتابة عنك

خلاصة الحديث

بضع كلمات

 بهندام لا يليق

بوسامة أحرفك

أتأنق وأرتدي

 أغلى أسمال اللغة

حين ألقاك

أبدو كالمهرج 

وبهلوان في مسرح سحرك.

غربة قنبر


86

(من العدم)

لاحقا سأعد القوائم الطويلة

لوطن تعيس

يهدر أكوام الحرير

يسلت خيطا 

بخدش الجرح

لاحقا سأحاول فك

جبين الوطن المقطب

حاجبيه الحزينين

أدخل البهجة لفم السرور

تلك الخيط الفالت

من نسيج المخمل 

يعكر مزاجي 

ويشوه زهو شال الأنوثة 

صندوق أخرس

ألم ينطق يوما

رغم تزاحم الاصوات المكممة

بداخله ..

لماذا لاتصرخ؟؟؟

حالات التأهب القصوى

والنفير

بوق ونفخ الصور

لازال الناس نيام

نوم اهل الثلاث قرون

وحفنة اعوام .

غربة قنبر


87

أشتياق

من الأجدر بك؟؟

هل سألت يوما

 طرق الياسمين

كيف تتوسد ربى الحنين؟؟

وكيف تترك عطرها 

لكل عابر سبيل

لم أتماثل بعد من عطرك

ولاأغتنمت فرصة عبورك

كل مافي الأمر

أني أستنشق حضورك

وأكمل أكليل السنين

لم أجاري الفراق

ولم يستهويني

 لحظات الوداع

كل ما هناك 

أن زهرة ذبلت

 من كثر الاشتياق.

غربة قنبر


88

وجل

ينتابني الخوف

كلما داهمني فكرة الانزلاق 

نحو الهاوية

الخوف من كل علو

إلى منحدر

والشوق الى القمة 

لايضاهيه نشوة ولا وجل

مستنقع الزيف

يغطي أنفاسي

أتوق إلى شهيق ملئ رئة القلم

فأكتب بدون رقيب عن كل ما يجتاح صحراء قلبي من الم

رغم كثبان الرمال

والعواصف الهوجاء التي تباري

اللسان والشمم

أنتفض فجأة 

لا متكأ لي ولا سارية علم

راحة سحرية تسري في دمي

حينما أتجرع خوفي

ورعشة تتسلل من رأسي إلى القدم.

غربة قنبر


89

تساؤلات

كم من القش أحتاج!!

أعبأ به وسادة الفراغ

كم من الدمع أحتاج

كي تمتلىء آنية زهوري والأشواق

كم من الرمل أحتاج

كي تستمر ساعتي الرملية

في تفريغ حمولتها التعبوية

كم من العقارب تلدغ ساعتي؟؟

والوقت في يدي مستسلم

مسترسل في ذمة قضية

ما عدت أميز !!

هل الجدار صلب

أم اني آنست الصخر؟؟

وأبتلعت الرمق الأخير من كأس مكسور مشروخ بشظية!!

غربة قنبر


90

إلى الكابتن ناظم شاكر في عدمه

في ارض الرافدين

تسقط كل يوم نخلة

وتأفل نجمة

وأبا فهد في عرينه

يصد بعنفوانه الف ركلة

سد العراق المنيع أنهض

ما عاد يجدي الغفلة

شباك الملاعب 

وصافرات الحكم

والمستطيل الاخضر

يرتدي السواد ويشعل شمعة

قد كنت في الملاعب فارسا

بملابسك الخضراء تنافس البتلة

عد الينا يازهو أيامنا

وهو الملاعب بك احلى

ابا فهد يا سبعا لم يستلم

إلا للمرض على حين غفلة

نم قرير العين يا مخلدا

كل الملاعب تذكرك يا صلبا

كزهرة دفلى.

غربة قنبر


91

البقية في القصيدة القادمة

سوف أخبرك لاحقا

أن غماما مختبئا

بين طيات اسمك 

لا يريد أن يرحل

وزعنفتاي لا يقويان على

السباحة في بحر عينيك المبجل

طارت كل حمامات الشوق إليك

منذ دهور أوأكثر

لكني لم أخبرك

وحرير حروفك يلمس جلدني

لكنك لاتشعر

منذ متى أيقنت

 بأن لبحر حنيني دفتر؟!

بينا حبر البحر بعينيك

والخمر معتق في شفتيك 

ولم أسكر

سأخبرك في القصيدة القادمة

إن سنحت لي الفرصة لا أكثر.

غربة قنبر


92

(ليت)

ليت الذي حدث

كان حلما وأنقضى

ليت جمر الحدث 

خمده ماء إعتذاري واللظى

أطول ليلة قضيت

بمحاذاة سراج أنفاسك

لم تمنحني مهلة ولا شوقك مضى

لماذا لم تخبرني من قبل

أن سؤالي عنك تبحث عنه في الفضى

كنت على قارعة المسافات

تنتظر كلمة

والسباق قبل أن يبتدئ انتهى

خيلي لم يكبو ولم يجنح

وكل نفس ينطق بما نوى

غربة قنبر


93

حضور 

ما كانت لهذه الكلمة أن تحضر

فكل الموائد عامرة 

وكل الحضور في أروع منظر

قوافي الشعر

وأواني السكر

وملاعق الاحرف في زهو يتبختر

وذلك العزف المنفرد

الذي يذكرني بك

كدوامة شجن تأبى أن ترحل

كان الابكم محظوظا حينما 

لم ينطق بكلمة تذكر

الندم يحز رقبة قلمي

فالحرف والقلم سيف يبتر

ياسيد الحرف

ونواصي الكلمات

دونك في شآطىء القافية لن أبحر

ولاسيل المحبة الجارف

يغادر أوراقي

ولا أنت كالربيع كل عام تحضر

غربة قنبر


94

(هلوسات صباحية)

كل إنتمائي إلى اللاوجود

أهيم في سماء بلا عمد

لا نقطة إرتكاز لي

تطبع في اللامعقول

وملفات عالقة بدون حلول

كأنني في حلم منذ وعيت 

وكأن الوعي مجهول

تصادم خيالات

ولا أضوية مرور!!!

ينتابني هذا الشعور

كلما حلقت عاليا عن ألازقة الزجاجية

التصادم مستمر

الشهب في حالة أفول

أرتقي عن مشارف السخافات

أرتطم بتفاهة الحضور

لاوجه يناسب مقاسي

ولا قناع يزيف حقيقة الغرور

غربة قنبر


95

نبتة الشعر

لولا خاتم الشعر في أصبعي

لما أزهر البنصر

لولا القصيدة في فمي

لما تناثر اللؤلؤ

على شطآن شفتي 

ولا أكتمل الجزر

ماعاد في الأرض متسع للحزن

والفرح في الشعر مازال يزدهر

ترويني من كأس الشعر

كل ليلة

لآخر الكأس ولم أثمل

رمال الصحراء تنادي قصائدي

كذلك البحر والزهر والنجوم الأفل

أقمار الصباح خافتة

وقمر شعري في العلا يفتخر

ما عاد نجواي همس وسهر

بل حرف تربع على عرش قلبي

لتصبح قصيدة تزهر وتثمر

غربة قنبر


96

(صمت)

يعاتبني في خلوتي

صوتك 

يأتيني على هيئة

 ألحان عذبة

كالنفخ في النايات

تسألني عن صمتي

وسكوت اللحظة

وتكميم فمي

لم يعد السكوت من ذهب

والكلام من الفضة

في رحاب صمتك

الكلام قصة

انا في أنتظار سؤالك عني

والكلام محصور في حنجرتي 

كالغصة

البادئ بالكلام

لا يقل شأنه

وما أجملك شأنا"

حينما يهاجم الصمت طوابير الكلام

وتنتهي الحصة

وأقلامي تفضحني

 تود أن تكتبك

لولا الخجل من الصرير 

ودوي الكلمات في أعماقك

الغضة.

غربة قنبر


97

قشة قصمت ظهر البعير

وقشة تمسك بها غريق

وقشة نسجت منها قبعة

تحتمي بها من حر الطريق

وقشة تبني منها يمامة

كل موسم عشا"

وحياة 

ما أحوجنا بين حين 

وأخر

في الحياة إلى فلاتر

والى المزيد من القشات

نبي عشا

ننقذ غريقا

ونقصم ظهر بعير

أستهان بضعف القشة.

غربة قنبر


98

معاهدة

ويحدث أن أعقد معك معاهدة

سلام 

عن شضاياك التي تجتاح

أيامي في الظلام

أرمي كل ملفاتي

في نار غربتي

وأتنصل منها كالأبرياء

موائد المفاوضات مزينة

بأعذارك الواهية

يقتص مني 

يحاصرني

يكبلني بأثم النقاء

ولاقرارات ولاهدنة

قلبي مازال يحتفظ ببريقة

ولا حاجة لتلميعه كالاواني النحاسية

قلبي من ذهب 

مهما مر عليه الايام

يزداد صلابة وقوة كصباحات ماسية

فلا تنسى أن تذكر في إحدى

بنود معاهدتك القاسية

أن للمواقف أزلام

 وكل معاهداتك شرق أوسطية

باطلة وليس فيها التزام.

غربة قنبر


99

وألجأ في لحظات الامان الى

دهاليز قلبك المضطربة

عتمة وأنفلات أمني

تلك النبضات الحائرة

في أحتوائي

والنفير العام 

والعصيان في كل أزقة قلبك

يشعرني بالأمان

قوات حفظ السلام

على الأرصفة تهتم بالشأن العام

وتعلن عن حالة التأهب القصوى

والبركان اللامتناهي 

في ثورة قلبك

والغليان

كلها أسباب تهم الشأن العام

غربة قنبر


100

تطل فجأة

 على فجر أيامي

توخز ذاكرتي 

كاللعنة 

بعدما نسيتك 

مثل أبرة في كومة قش

لكني لم اتطمئن 

ولم يرتاح لي بال

مثل مكامن الصيد

مذاقه بطعم العسل

نظراتك الثاقبة

وقلبي كالغزال

لم يتعلم بعد الترحال

في براريك المؤبوءة بالمكائد

وأفخاخ عينيك يلاحق الطرائد

ولا يتخلى عن السؤال

غربة قنبر

................................

Saman Kakayi

Germany

تعليقات