1
وطن مهمش
وطني على أرصفة قلبي
وفي قارعة الطريق
كنت مستلقيا
تنتظر ، ألقي عليك التحية
مرهقة من الإنتظار
أحمل كد الطريق والغبار
أريد مرفأ أو منار
يضمني مثل كفيك القوية
تجاهلك يعذبني
يقذفني كتيار
إلى أرصفة اللامبالاة
ومازلت أنتظر منك
أن تلقي علي التحية.
يا وطنا" محلقا
بجناحين من الشمع
تدنو من الشمس
غير مبالي بغربتي
وجناح الحب تطمس
كل شظية
يداك الممدودتان لي
في بلاد الغربة
أحلى قضية
ووجهك المنير
أعتلى منبر العز
بأطلالته البهية
قل لي بحق السماء
إلى متى الانتظار؟؟
متى اللقاء؟؟
وأنا الملهوفة بلقاءك
بين الضحى والعشية.
غربة قنبر
2
ماذا لو
ثارت أصابعي يوما
على الابهام
التي تكتب ماتشاء
وتعلن العصيان
ماذا لو أصدروا
بقية أصابعي
الشنق والحكم بالاعدام
لابهامي التي بضغطة زر
ترسم الاحلام
وتلعن الاقزام
ومن سولت له نفسه
بكسر الأقلام اليانعة
وسكب دواتي وكساء أوراقي بأحرف داكنة
فحينا".
أتضامن مع الابهام
وحينا"أعلن العصيان
مع بقية أصابعي
لأنها كتبت لك
مالم تستحق من سلام.
غربة قنبر
3
تباشير الصباح
وخيوط الفجر الأولى
وحزمة الضياء
لا فرق بينهما
مع وجهك الرابض أمامي
على الوسادة
كليهما بنفس الوهج
كالضراير
يتنافسان .
4
عتمة الدرب تنزاح كالستائر
حينما يأتي قادما
من مدن الشروق
بلا مظلات
وحزمة الضوء
كمفرق الشيب
غير قابل للاخفاء
ينافس الضياء
ما أقساك حينما تعاملني كطفلة
تهدم بنائي الجميل
وتريد أن أعيد ترتيب مكعبات
المشاعر!!!
غربة قنبر
5
ماعاد يجدي
الخطوط المستقيمة
والمنحنية تتلاقى
وتكسر حاجز السد
زفرات الأنفاس
تختلط تنافس المخرج
السهم المغروس في القلب
وفي نهايته حرفينا
عادت إلى دفتر الرسم التي بحوزتي
مع ذكريات الطفولة
والبيت ذو المدخنة
والسطح الثلاثي المرسوم
في الذاكرة
وذاكرة المدينة
لا تخون أحد
فرشاة ألواني لا تختار
غير اللون الاسود
مثل كحل عينيك التي تلائم كل مقصد٠
غربة قنبر
6
وفجأة تغير المسار
أختل سكك دربي
أهتز منبر كلماتي
وأعلن العصيان
طوابير الالم أذاقتني
علقم الهذيان
الفجر بطعم الملح
والصبح رمادي الملمس
حتى النوارس
ماعادت تحلق بالقرب من كفي
كالفانوس
شاطىء الفؤاد تداعب
نجم البحر بخفة
ما عاد النجم يسطع
غيمة لاتمطر أحتفظت بقطراتها الندية
تنتظر أوامر من السلطات القوية
كل النجوم آفلة
حتى النجوم الرابضة على كتف القضية
أسقي بتلتي الخضراء
لن يمنعني الشظية
والمسمار المغروس في كفي
ما عادت تؤلمني
ولا تمنعني من مسك القلم
وأسوار يداك البهية
أرتبك مسار كلماتي معلنة
الاضراب عن الكتابة
لحين إجتياح آخر معاقل الحرية.
غربة قنبر
7
يا ناقرا على الدف
يا جرحا في الفؤاد ماخف
من هول نقر الدفوف
روحي فاض على الكف
لن يصمت نقراتك على الطبول
صوتك الخالد لن ينمحي
لن يزول
فاجئني بنقرات على الباب
كخفة يدك حين تقلب كتاب
ياسمين ابيض
وحدائق أعناب
وكروم من حديقتكم الغناء
أزهرت في ليلة قمراء
بشهب من وجنتيك الحمراء
ياعاليا كالربى
كأسمك وقامتك السنحاء
كل الجنائز عندنا مفجعة
جنازتك بكت لها كربلاء .
غربة قنبر
8
في غير أوانه
غرس الموت أنيابه
من تحت ثوب النقاء
دنس لم يفارق شهوة الخبث
أغتال آخر معاقل الانبياء
أرتطم بكوخ الشباب الأعزل
حوله إلى فسيفساء
نال من أصابعك الذهبية
كذبيح في كربلاء
كل مقاصدك نبل مهذب
ما كنت يوما تجاري شعواء
روحك المسافرة مع سلم الموسيقى
تلتقي بك في سبع سماء
أناملك ماخالت تمسك زناد
ما كانت تقوى على ربط حذاء
دمك أزهر فرحا وقصيدة
بتلات تكفي لكل الشعراء.
غربة قنبر
9
مازلت
مازلت أتذكر أحلى لقاء
حينما أسمع النغم
مازلت أنعم بالسعادة
كلما لاحت
في سماءي صورتك وبه كل العلياء والشمم
مازلت أعبث باوراقي
كي أعثر على ابتسامة منسية طوتها الاقدار والهمم
كن لي القمر الذي لايختفي في سمائي
وإن غابت الأنجم
مازلت أتعثر في خطوطك المستقيمة رغم البعد رغم السقم
مازلت!!!!!
غربة قنبر
10
(عزلة)
متلحفة شرنقتي كزاهد
أقتات على صبري والتفكير
جمجمتي لا تستوعب أكثر
أتقلب مثل ورقات كتاب
يداعبها الريح
لا أستقر على رأي واحد
كعالم من الإجرام السماوية
زاخرة بالتباعد
خيالي لا مريء
إلا لمن يغوص في أعماقي
كالبحر او كناسك عابد
لايعلم أحد مابيني
وما بين ربي حين التساجد
أطوف طواف الحنين للوطن
حول قامتك إن فاجئتني
في عزلتي وفي غربة الروح والتواجد.
غربة قنبر
11
عصيان
تمرد القلم
على الكلمات الناعمة
ثار وأعلن العصيان
فلا يجدي اللين مع هذا الزمان
دون اكتراث
تمردت الورقة الناصعة البياض
أن تتسخ بحبر لاذع
وحرف هائج
كثور جارح
في ميدان النزال
ثارت المشاعر
أن تستباح على مسارح
مهترئة الستار
أمام جمهور يتثاءب
الاستغفار
يستمع إلى أفكار قابلة للتدوير.
غربة قنبر
12
(أبواب )
من باب المجاملة
أضع صورتك المنسية
في إطار من الرخام
أسورها بالورد
أؤطرها بهمسات كاذبة
مثل ابتسامتك الزائفة
على مر السنين.
13
من باب الاحتياط
أقفل كل منافذي الحدودية معك
احتراسا
من التسلل غفلة
إلى منبر قلبي
الزاخر بالامنيات
ونهب آخر معاقل الابتسامة
في ثغري
من باب الحرص
لن أرافقك إلى آخر مديات الليل
ولن أوزن لك الصبر
بعدما طفح بي الكيل
ولن أجاري هواي
من باب الحذر
غرست سهام اللحظ
في وريقات الخد
كي أحمي عينا أدمعت من الوجد
فكان شوك نظراتك
أقوى وأجمد.
غربة قنبر
14
أخبرني
إن فاجئتك يوما بصورة لك.
موشومة على ساعد ذكرياتي
تشرب من نبضي
وتستفيق على صدى دقات قلبي
فقد رسمتها بالقرب من النبض
هكذا كما كنت دوما
أتعاطى النظرات وأسترق السمع
من ذاكرة المدينة المأهولة بك
رغم بعدك
وسعة تخيلاتي
ألوذ إلى الصمت
فيه كل صرخاتي
ومنجم آهاتي زاخرة ساخنة
تتلوى وتعافر بتراب الذكرى
وتلتهم تصوراتي.
غربة قنبر
15
متأمل خلف زجاج النافذة
أسراب الفراشات الهائمة
في الجو
يطارد خيالاته
يتوق لعرش البنفسج
وهمهمات الياسمين
يصوغ قلادة من النعناع
لجيد آنية الزمن
يبعثر همه
على الفارين من دقائق الساعة
يتوسل إلى البنفسج
أن تهب شيء من دلالها لحبيبته
المسجونة في زنزانة الغرور
ويتجاوز أسوار الرياحين المنيعة
ويحلق مع قبرات الصيف
في زرقة السماء الصافية
فيصطدم برفرفة جناحيه
الشمعيتين
بزجاج النافذة.
غربة قنبر
16
كنت رابضا" على ربى كبريائي
تعتصر الكلمة الدافقة من فمي
تجاري ألمي
وقلمي المخضب بحبر الوجع
ما سلمت يوما من تجريحك
ولا استكانت نفسي الذبيحة
على دكة غرورك
كنت الضحية لعنجهيتك
تسلخ جلد أنوثتي
وترميها في مزاريب التقاليد
تتنصل كالسيف وحد السكين
تقف حجرة عثرة في صراطي المستقيم.
انا انثى حاملة بالامنيات
والولادة ستكون
على يد داية
ووسادتي من ريحان وطين.
غربة قنبر
17
أستجمع ظلي المكسور
على مفترقات دربك
لايهمني نظرات المارة والمتلصصين
منذ أن عرفتك
ينتابني الحنين الى هيئتي الاولى
حينما أخبرتني
عن مكامن الجمال في عيني
وغابات التين
أرسم وجهي بخيوط حرير
لا أخشى عليها من خدش السكين
واطرز احلامي بالياسمين
وأكمل جداريتي
بريشة اطلالتك
ووجع السنين.
غربة قنبر
18
غيابك أسفر عن
كدمات في قلبي
وتلف في أنسجة العين
بعدك لا اقوى على الرؤيا
والحال صار بين بين
لو تعلم أن الورد منذ فارقت
يداك
فقدت الشذى ورونق الوجنتين
هب لي بربك نفحة
من لقاءك
ولا تخيرني بين دربين
سياط غربتك تجلدني كل يوم
وعظامي في غيابك بالية
لاتستحمل جلدتين .
غربة قنبر
19
أخبرني
إن فاجئتك يوما بصورة لك.
موشومة على ساعد ذكرياتي
تشرب من نبضي
وتستفيق على صدى دقات قلبي
فقد رسمتها بالقرب من النبض
هكذا كما كنت دوما
أتعاطى النظرات وأسترق السمع
من ذاكرة المدينة المأهولة بك
رغم بعدك
وسعة تخيلاتي
ألوذ إلى الصمت
فيه كل صرخاتي
ومنجم آهاتي زاخرة ساخنة
تتلوى وتعافر بتراب الذكرى
وتلتهم تصوراتي.
غربة قنبر
20
محاورة
حوار ليلة أمس وحتى حوار الغد
لاتأخد كل ما أقوله لك
على محمل الجد
فبعض كلماتي على قارعة قلبك تستجدي الوجد
خائرة قواي كلما رأيتك أرهقني مزاياك وحروفي أتعبها المد
حينما أكتب عنك
تصطك أنياب كلماتي
وتصطدم بمعترك اللغة كما المد
أقف بحيرتي
عند حروف تليق بك؟؟
يا قابعا في عيني
ومزهرا كالشامة فوق الخد
أمس احتفى وجداني بذكراك
وأحتوى صورة كبريائي حين الصد
أتبارى مع كلماتي وذاكرتي تخونني أيهما أسرع إلى قلبك القصد؟
غربة قنبر
21
نسيان
تآكل جنبات ذاكرتي
ماعدت أذكرك
تيار هواء
يلازم أجوائي الموبؤة بك
يعصف بي
يقذفني إلى ساحل الذكرى
أتخطى مدك وجزرك
يركنني إلى شاطىء الايام كزبد البحر
فأرتشف ريق الأعوام
أحبس دمعة بطعم الملح
أخترق ضباب الاحلام
أجرع سم الفراق
كوجبتي المفضلة حين الصيام
يداي المتكلستان بلمساتك
تأبى الفطام
أستفيق من كوابيسي
يداهمني وجعني
خلطة حضورك السحرية
يعيد لي دقات نبضي
بعد كل السنين والاعوام
أعيد ترميم ذاكرتي
وأجوائي الموبؤة بك
لاتتعافى
وإن أعلنت الصيام.
غربة قنبر
22
عودة
عد الى رشدك
وتخلى عن الفراق
ففي عيناي
بقايا إحتراق
من كحل ودمع
ورؤية في الآفاق
مازلت لا أقوى
على نسيانك
هزيلة تحاصرني الآلام
من كل حدب وصوب
رغم الآثام
بصماتك العالقة
في نظرة عيني
والرائحة الزكية
المتورطة بالهندام
عد الى رشدك
وتخلى عن عنجهية الصد
فقلبي كالطفل مازال في المهد
من أباح لك التمثيل بقصائدي
وحرفي المقدس
هائج كالمد
عد الى صوابك
ما عاد يجدي
معي الجنون
أكسر قافية الوجع
أسكن باحة قلبي
أعزف عن الرحيل
وأمتهن العشق بديلا
عن كل الفنون.
غربة قنبر
23
في الفلاة
أشتهي العدو بأقصى
ما أعطيت من قوة
أعدو إلى اللامكان
حيث الطفولة
وحلم يلازم منامي
كلما ضيعت رأسي في متاهات الوسادة
لأنتشي عبق التراب
في دروبك المجهولة
وانال قسطا من راحتي الابدية
في فيافي عمري الآهلة بك
منذ عصور .
غربة قنبر
24
شكرا
شكرا لتلك الدقائق
المجانية
التي جعلك تواصل
معي الحديث
شكرا لخدمة العملاء
التي لولاها
مااكتمل اللقاء
شكرا لكل دقيقة تمر
وانت لاتبالي بالحديث معي
لانها مجانية
شكرا للورود التي بعثتها
مع إحدى مندوبي الشركة
شكرا لخدمة التوصيل
شكرا ايها البخيل.
غربة قنبر
25
أتدري؟؟؟؟
أتدري أن للقلوب مدة صلاحية!!
بعدها ترمى بدون مجاملة
وبدون خجل
تعثر إحساسي بقلبك الصخر
قلبي ينزف بالانين
وانا الصامدة
مثل ليث في العرين
كانت على مائدة الإنتظار
تسارع بالنبضات
وتحل عندك ضيفا كالٱقدار
أجلستها في صالة الأنتظار
أرغمتها تلوك اللحظات
وتجتر العشق
قدمتها لك على طبق من نضار
دام الانتظار
وانت تتهندم بحروف مزيفة
تسور نفسك
بسور من رياحين وأقمار
وفي اللحظة الأخيرة
ووضح النهار
تأتيني وبدون إعتذار
أن أؤجل لقاءنا
وترك عتبة الدار
الا تردي أن للقلوب تاريخ انتهاء
وصلاحية قلبك
في سلة الاهماااااال.
غربة قنبر
26
عيناي مسورتان
ببهجة لقاءك
تلك اللازورد لا تريد أن تفارق رؤياي
تلاحقني مثل أضوية المرور
في كل التقاطعات
وعند كل المتاجر
كحلى ثمينة
أهرب من كل ما تبثه عيناك
من أشعاع
خوفا من اختراق
عظمي الهزيل
ياسحرا يلازمني
كذكريات الطفولة
أمنحني الإقامة ولو للحظات
في مهد عينيك.
غربة قنبر
27
كل محاولاتي باءت بالاجهاض
لم يعد وجهك منهلي
وبوصلتي في الاتجاهات
كومة من القش
ومكب نفايات
من كنت أظنه
قدري ووجعي كالنايات
خط زوال عشقك يرسم
في وضح النهار
ويتلاشى فيه كل الآيات
ياصنما كفرت به
حينما شاع نور الحقيقة
وأنزاح الستار
فتركتني في برد الشتاء
بدون دثار
غربة قنبر
28
ذكريات
خذ بقاياك واترك
لهذا العمر عمره
وكف يديك
ودع بذاكرتي السنين
فذكراك لم تعد
دائمة الخضرة
في ساحليك
حبك المهدد بالاقساط
لا اقوى أن أحمله
تسعة أشهر أخرى
ولا أستدل مني عليك
وانت تعلم منذ الوهلة الأولى
بغرق أمنياتي
فالثقب التي أحدثت في سفينتي
لاينفعها طوق نجاة منك إليك
ولا المرافئ عادت موضع سره
كم صورت لنفسي طيب الإقامة
فعز عليك ما لديك
لم تكن غير ذاك التجلي
واضغاث احلام على ضفتيك
وسراب سكن مخيلة الايام
داهمتها سيول الهجر المارقة
كطوفان بعمق هذا البحر
لم يترصد أحد قوة حزنك
ولا كم الخسارات لديك
وقد لحقت بأسماك نهري
وأمواج عينيك.
غربة قنبر
29
ابواب مشرعة
قناديل خافتة
وجه الليل بلا خمار
فراشات هائمة
تاهت منها الطريق
صرخات الحيارى
وليدي المولود للتو بلا دثار
بلا مأوى
شريد منذ الوهلة الأولى
يبحث عن جناحيه المقصوصين
يحلم أن يحلق
فوق السحاب
حيث صدى صرخاتنا مفتوحة كالكتاب
يبحث عن من يسنده
بين قطيع الذئاب
وينعم بحضن الام
الدافىء مثل وثير شفتيك والعناق
يلجأ إلى كفيك
لينام نومته الابدية.
غربة قنبر
30
ألجأ إلى الصمت
من ضجيج عينيك
كرتان من الزجاج
مثل كوكب متوهج
تلمع في ذاكرتي المظلمة
تأكل من قمح أشعاري
ترعى في سهول نبضي الخضراء
تزورني كل مساء
تدخل بين طيات الكتب
وتخترق أمطاري والسحب
فأحتمي بالكتابة
أجدني أكتب عنهما
اكحلهما بقصيدة
وهكذا أعيش في دوامة
عينيك
اللتان ظننتهما
كرتين من الزجاج
يعكران صفوي والمزاج
وتدك أوكار خجلي
تفضح كبريائي
فأعلن ولائي لهما
وأخضع لاستعمارالعين.
غربة قنبر
31
هل لديك اقوال اخرى!!!!
كلما لاح لي محياك
تتزاحم عبارات الشوق
فأعثر بكلمة
أغص بحرف
في حنجرة القصيدة
وانت تؤكد كل مرة
هل لديك أقوال اخرى
سيل من الأقوال
انت المتهم بالأهمال
والهجر والصد
تهمتك زاد عن الحد
كالسيل والزبد
كمسبحة درويش لامتناهي العد
يدوي صوتك
هل لديك اقوال اخرى؟؟؟
وماذا يضيف أقوالي
لقلب قاس لايبالي
يزهو بسلب العقل
ونهب أشعاري ومقالي
يقف كالمارد بكل تعالي
ويستنزف مني أقوال اخرى .
غربة قنبر
32
كم راق لي اهتمامك
ويدك الملتفة حول خصري
كلبلاب ودالية عنب
حينما همست لي
لن اتخلى عنك
لن ادع شعرك
المنساب كشلال ذهب
لغير منجل كفي
ولاح في الأفق
محياك كزهرة
من كوكب خرافي
وسحب من عجب
تمطر في سماء كتبي
وتنجب ينابيع
وأنهار من ذكريات الطفولة
تدغدغ مخيلتي
وتسبح في بحور الغربة
تصل إلى مرفئك
حبلى بأناشيدي المدرسية
وأحلام الكادحين
في كسرة من خبز الكرامة
معجون بعطر الياسمين.
غربة قنبر
33
ملامحك القابعة
في ركن قلبي المنسي
تكبر كل يوم
وتتمادى في البقاء
كطفل في متجر لعب
يعافر برجليه
ويريد أن يبعثر كل اللعب
نظراتك الثاقبة ترتق
ثقوب قلبي
وتسعى للمزيد من الوفاق
وانا لا أملك بوليصة تأمين
على جنوح عاطفتي
في بحور عينيك
ولا لي ميثاق
في مهب عينيك
خيمة مهترئة أنا
لا تقوى على صد العاصفة
فلا تضيق علي الخناق
غربة قنبر
34
على أرصفة الانتظار
محملة بحقائبي
وحفنة من وجوه الغرباء
أذر رماد وحدتي
أجمع أوراق الخريف
وكل الابتسامات المزيفة
ألقي وجهي للريح
أصطبغ عيني بكحل الاغتراب
ففي وطني الدماء تراق
والنوارس المحلقة
على رأسي وعلى حقيبتي
تريد العناق
ولا تريد أن اغادر
وخجل الفراشات
وهدوء أبي
مازالت في ذاكرتي
كطيف نبي
يغازل مخيلتي
أن أتوب إلى جنوني
واقترف جريمة الفراق.
غربة قنبر
35
ايتها الجميلة
ايتها القابعة على ضفاف الحزن
من قص جدائلك المخضبة بالحناء
من سكب الماء وكسر الإناء
بيروت ايتها الجميلة
ها انت تدفعين الضريبة ايتها الحسناء
من حرق ترانيم السماء
وأضرم النار في جيدك الملساء
يا صرخة السماء
لماذا لاتلبي النداء؟؟
ثوب زفافك يحترق
ومعها كل الزهور البيضاء
تبا لنعيق أبواق الفزع
ينشر الضجيج في الاجواء
وخلخال ساقك المبتورة يحلق في السماء
رحماك ربي من نار تنشر حممها
في جسد العذراء
ما كانت يوما بغيا
لكن من حروقك زناة
ومن سوق بغاء.
غربة قنبر
36
في الطريق إليك
عثرت على أنفاسي
عثرت على حلم طفولتي
في تسلق شجرة التين
وتمايلي مع ظلي
والعدو خلف عربات السنين
حين ارتفع عندي
منسوب الحنين
لعلي أوقف عجلة عمري
عند مفترق الطريق
حينما ألتقيت بك
رسمت خارطة صباي
وكحلت عيني بالفرح
عطرت خدي بالنسرين
كل الطرق تؤدي إليك
ودورب عمري شائكة
مثل كرة خيط
ضاع بدايته
والسير إليك شاق
بقدم حاف
كي أصل إلى الآفاق
حيث وجهك المرسوم
في دفتر رسمي
بين طيات ألاوراق.
غربة قنبر
37
أتوسد مرافىء ساعديك
تسكن دهاليز خافقي
بدون بوليصة تأمين
حين ينهار عندك
جدار الصمت
تسمع أصوات داخلك
فأعلم إن زلزالا
بقوة تسع درجات
هز صميمك.
كل حديث لم تكن
أنت طرفاّ فيه
محض هراء
كل الاسوار المنيعة
هلامية
إن لم يتسم بالنقاء
من وشى لك
من أستبدل الياسمين الابيض
بخرقة صماء
غربة قنبر
38
في الخفاء
لم ينسى المطر يوما
حقول الفقراء
ولم يتبرك يوما
بضياء عينيك
يشرق كل صباح
بدون دعاء
يانصفي الأرجح بالقوة
كفاك زهوا
فالطبيعة منحتك البهاء
متى يستقيم
الضلع الاعوج
الذي منه خلقت؟؟
كفى هراء
أنا كالنجمة في مداري
انا زهو الشعراء
كيف أجتر أيامي الباقية
بدونك؟؟
واستجدي من منهل ثغرك
الحساء
ما سر نزفك !!
وما بديار قلبك سوى
نبتة صبار تقاوم الجفاء
إشراقة روحك في نبضي
يتجدد
كلما لاح القمر في وجه حواء .
غربة قنبر
39
أتوب إلى رشدي
وأعلن العصيان
وأتنازل عن خانة قلبك
وأنسى حبي الذي كان
أعلن حالة الطوارئ
والأحكام العرفية
وحالة التأهب القصوى
لاية حملة مرتدة
تهدف أمن كياني
بعد صدك والتنائي
دنوك مني صار محالا
بعد قسوة الهجر
قلبك جلمود صخر
وقلبي من دم قاني
أمهرت كل الدروب
التي تؤدي إلى قلبك
بالشمع الاحمر
ونحرت وجداني
رحماك سيدي
انا لا أستجدي العطف
ولكني لا أحتمل الصد
من قلب أحبتته وأكتواني
ماأقساك وماأظلمك!!!؟؟
حين تبث الشوق
كالشمس للعالم أجمعين
وقلبي في الظل يسكنه الحنين
غربة قنبر
40
صرخة
قلاع صمتك يقتلني
أتسلق أسوارها المنيعة
أتصنع الصلابة
تحملني رياح الشوق
لراحتيك
كما يحمل حبات القمح الحمام اليها
فأبسط يداك كي أخط فيه
شعرا
لعلني اكسر جدار الصمت
أو أزرع لغة
ترجعني إليك.
أنزع أنياب الصمت
لحم غربتي تفتك بي
فؤادي مترقب
يواصل رتابة النبض والانين
أكسر حواجز الحجر
تخطى أسوار الكلام
قلمي يعشق همساتك والسلام
انطق بأبجدية العين
تحدى دكة الصمت المميت
في عينيك أبلغ الكلام.
غربة قنبر
41
فوضى حضورك
يفك قيود أسري كالكتابة
يجعلني كالسابح
في بحر الرتابة
يرتب فوضى أيامي
وأشهر الحنين
فانتمي إليك
كحلقات العمر والسنين
فوضى حضورك
جمع شتات أفكاري
بين الشك واليقين
فوضى حضورك آلمني
كغيابك
كزيف الابتسامة عند الأنين.
غربة قنبر
42
(يدك)
يدك ياقارب النجاة
كم يحلو لي
أن أقلبه كصفحة كتاب
أصابعك العشرة سكاكر وأمنيات
زادت حلاوة
بطوق الساعة والميعاد
وخاتمك الفضي شريط نور
بعثه القمر برقية ليبارك عقدنا بالصلوات
يداك المشاغبان
يثير الفوضى في ضفائري
وشيطان الشعر
من يدك يستلهم الكلمات
أكتب ماشئت
فيداك مباركتان
متى ما مس يدي
تستدير الأرض
وتعلو السموات .
غربة قنبر
43
أنصت كل صباح
إلى دوي ضجيج غربتي
معاتبا"خيوط الفجر
المتسلل من نافذة حجرتي
إلى أركان قلبي
أتعافى حينما يعانقني الشوق
إلى كهوف العزلة
ونبش ذكريات الطفولة
أرغم نفسي على تعاطي الصبر
على حلم مع خيوط ضوء أندثر
حاك قميصا أستعاد لي البصر
أدمن ليل الغربة
بقنطار صبر
أغدو كأيوب النبي
ينزف جرحي الندي
أصرخ أين الحق؟؟
كالحلاج
وأبن المقفع
بقطع أوصالي أزداد صبرا
ولن أجزع.
غربة قنبر
44
كرقعة شطرنج
يتناوب السواد والبياض
في داخلي
يجوب كل ألاركان
يمحو ماكتب على الرمل
ويزداد رونقا ماكتب على الصخر
كتاريخ البلدان
آه يا نفسي!!!!
كم أروم إلى راحة الشطآن
ومهدي الاول يتأرجح فرحة
جيئة وذهابا
يحسب الفراشات والألوان
أتكور في رحم الأيام
أنتظر ولادة
في غير أوآنه
مستلسمة كي تأتيني
محملا بالبخور والحرير
كقوافل غابر الأزمان
أمزق شرنقتي
وأتحرر من قيودي
وأقود حملة
برايات سوداء وبيضاء كرقعة الشطرنج
يكون فيها الرخ والبيدق سيان
وأثور على الملك القابع في رقعته
البطيئة
ليطلق ساقه للريح كحصان.
غربة قنبر
45
(لقاء قبل الأوان)
أيها الرابض
على جنبات وجداني
رحماك خفف من وطأك
على قلبي الحاني
تدثر بدفء خافقي
وأسكن مهجة وأعزف على أوتار
الشجن، حل وثاق شرياني
ماعدت أقضم أصابع الندم
على لفتة منك لثواني
ولاعدت أتابع نشرات الأخبار
وأحوال الطقس
وأسعار الذهب
زلزال فوضاك يكفيني
حين تعصف
وتزمجر وتخلف دمارا كالحرب
فاعيد بناء بنيتي
للقاء قادم
لزلزال قادم يعصف بأجفاني
كم فجر أنبثق من صباح ثغرك
ولا أزدان يومي بفجر مخملي
أو أرجواني
أحتسي نهاري من بقايا يومك
وانهال كالليل على نعاس الاوطان
أرمم منهل العشق
وأفطم من كبرياء الغزل
في غير الأوان .
غربة قنبر
46
(أسئلة متكررة)
وما الداعي إلى السؤال!!!
في كل مرة تسألني
هل إشتقت إلي؟؟
هل أعني لك شيئا؟
ترمقني بنظرة
كلها إبتهال
وتعاود السؤال
هل لي أن أرى
كنوز الشوق
وأنبش في حقيبة الخيال
إن كان يحتويني
أم أضعتني في الترحال
أنا منذ ولدت
في مهد حبك أغتال
وأنزوي في ذالك الركن
المعتم من فؤادك
الصعب المنال
وأراهن على عدم نسيانك
وإن طال المطال
فلاتعاود تكرار السؤال
ففي قلبي منزل لك
هل جاورت في يوم الاقمار؟
غربة قنبر
47
سامحني
إن لم أحضر في كل مواسمك
،فمن جمال ربيعك
أزهرت كل مواسمي
عاتبني إن تأخرت عنك
فهيبة حضروك
طغى على غيابي
لاتحدثني
عند سكون الليل
فصمتك أبلغ من كل اللغات
غربة قنبر
48
(حيرة)
هل كان لابد
أن أستوي
على نار هادئة؟؟
وابل الحيرة
تجتاحني
كأي طفل يخير
في متجر لعب
ونفسي المتربص لي
أن أختار قدري
في الرقعة الخاطئة
زخات من الفرح
تمطر علي
في غير أوانه
هل أفرح غير نادمة؟؟
أستجمع قواي
بكل صلابة
وعين حالمة
وأنتظر وجبة الشعور القادمة
لتسديد فاتورة الامنيات.
غربة قنبر
49
(صورة)
مازلت أحتفظ
ببرواز صورتك
أؤطرها ببنفسج وياسمين
أقتفي ملامحك النابتة
في كريات دمي
وعلى حمظي النووي
كل صورك النيجاتيف محوتها
واحتفظت بنسخة من العنب والتين
المنساب من ثغرك
ومن ريق الحنين
زبد البحر وملحه
يملئ ثغر الأنين
أعيد تدوير صوري القديمة
لأجمع ملامحك في ألبوم جديد
وبرواز أنيق.
غربة قنبر
50
(أسئلة محيرة)
في مفترق الطريق
سألتني
أي الدربين أختار
هل أسير معك؟؟
أم أنجرف مع التيار
في عتمة الليل
أيقظتني
هل أساير ضوء النهار؟
أنا مكبل بك
مثل القمر بأنبهار
تحرك بحوري
أقتات على حزني
وغرسك النامي في احشاءي
يقيدني
كنبتة صبار
لا أريد التحرر منك
رغم رسالات الثوار
عشقك يداهمني
يسلبني أصابعي
في دهاليز صعب الأغوار
أمكث في ليل شعرك برهة
وأستريح مدى العمر
على كتفك كالاقمار.
غربة قنبر
51
(ذاك الصنم)
عيناك تقدح بالشرر
عند العتاب
رسائلك الالكترونية
لا تحمل أي عطر
لكنها تتغلغل في مساماتي
لاتتردي يا حلوتي
في الكتابة
ماعاد ينفع الورق والحبر
كلماتك عبر الاثير
يحمل ذاك الشذى والعبير
وسهام اللحظ
تقتل الأسير
في غمد الجفون
الحيرة تقتلني
بين الشرر النافذ إلى قلبي
وصدق رسائلك التي تخون
غربة قنبر
52
(منذ عام )
نبضك الرابض منذ عام
كحصان جامح
في الوتين
لايفارقني
كظلال وارف
أحتمي به
من حر الشمس
طيفك المارق
يزاحم شبكية عيني
ويداهم القزح
ولا يغادر أجفاني
ما لي أراك مع بزوغ
كل فجر وطير صادح!!!!
وألم الهجر يعتصر مقتلي
كسيف جارح
وانت المسافر
لا الشوق يعتريك فتصالح
ولا العواصف يهز أشرعتك
كفلك جانح.
غربة قنبر
53
(فراق)
وإن غادر يداك متكأي
شجن ذكراك أنفاس
يحوم في أجوائي
الموبؤة بك
يعدي قلبي النقي
يحملني إلى مهد أيامي الاولى
أحاول أن أفطم منك
وأجتث جذورك
أصحو على أيام خاوية من رحيقك
أسدل ستار الوجع
كصفير مدوي لقطار أحزاني
شق صمت الصباح
لا تعاود الكرة ولاتترك يداي
ماعاد قصاصات الدعاء يجدي
كي تظل بقربي
فأنا لا أستجدي الشوق
فتات لقاءتك لايغويني
ولا بقايا موائد الرجاء .
غربة قنبر
54
(صدى صوتك)
يرتد صدى صوتك
مرتطما
بدهاليز أيامي
أغفو على الإنات والعبرات
أتبعثر في دروب الذكرى
رياح الشوق
تبعثر ما أستجمع من قواي
لصد عاصفة هوجاء
قادمة من وسط بحور هائجة
وزوابع تطارد شغفي
وهي في دوامة ذكراك عالقة
ألغوص في ألاعماق ضرب من المحال
وما أنا بصياد ماهر
كي أجرب حظي العاثر
فأرجع خائبا
على أعتاب باب الهجر
أصدق كذب النسيان
رغم الصخب والهيجان
أتنحى عن مملكتي والتيجان
وأستسلم لما كتبه القدر
غربة قنبر
55
لما الدهشة
أمضيت عشرين حولا معي
ولازلت كالطفل
تخاف أن يحل الظلام
لما الدهشة
فقلبي مليء بالحنان
وكرسي قلبي النابض
لك كالمهد
يهتز حتى تنام
بين أضلعي وأحسن مقام
لما الدهشة
إن كنت أميا في مدرسة عشقي
وتنسى حقيبتك
على قارعة الايام
لما الدهشة
إن كنت لا تعيرني أي إهتمام
وتنسى مواعيدي
ولون قميصي
وشذر الخاتم المغروس
في ذاكرتي لازالت تشتاق
للمسة منك
وشفاهي تنتظر السلام
غربة قنبر
56
من سمح لك؟
أن تستحوذ على كنوز قلبي لوحدك
أن تطرق باب احلامي المؤجلة
أن تسطو على خزانة مجوهراتي
والدر المكنون لديك
و تملأ جيوبك بضحكاتي
والإبتسامة في شفتيك
من سمح لك؟؟
أن توزع همهمات روحي على الباعة المتجولين
وأرصفة الاماني تشتعل نارا لديك
من سمح لك ؟؟
ببتر ساق مهرجاناتي
والفرح ينهمر من بين اصابع يديك
أن تربط عيني بعصابة
وأنت النظر لعيناي وعينيك
من سمح لك ؟؟
أن تهدي النوارس أغاني الموج ولهفة خدي
بنهب حقول القمح وسنابلها الصفر
في ظفائري
وبيادر الصيف تنتظر ساعديك
من سمح لك؟؟
بجني عناقيد الكروم
وسرقة أغاني الحصاد
وثوب عرسي
الا تبت يديك.
غربة قنبر
57
لاترمي خيباتك
قرب البحر
فقلبي يهوى السفر
مع الموج وتيار الهواء
لاتعترض طريقي
فوجهك مرسوم كالوشم
على لوح أيامي
لاتعتذر عن الحضور
احتاجك كمطر لأرض عطشى
بدون صلاة استسقاء
كل خيال لا يحتويك هراء
لاتجامل المساء
بابتسامة
ولاتغرد مع عصافير الصباح
فالفجر يفضحك حين اللقاء
طوال أشهر السنة
أعد أيامي
فلا جمعة يتبرك بك
ولا احد يتزين باللقاء
إنا ذبيح قبل اسماعيل
وصلبت قبل المسيح
وسجنت مع يوسف
في عتمة قلبك
اينما ألقي بوجهي
آراك بخيلاء
كف عن الظهور في ساحة خيالاتي
أرجع إلى الوراء
أريدك نبضا حيا
وشتلة حناء
تعطر يدي أيامي بالحضور
وتعشق بوفاء.
غربة قنبر
58
كلما أختلي بأسمك
تولد قصيدة
تنمو على فمي عناقيد
ويزداد شعري طولا
كلما أختلي بأسمك
أرتقي إلى مصاف الاولياء
وأجالس الشعراء
في خلوتهم
واكلم الطيور
وأناجي الطحالب الخضراء
كلما أختلي بأسمك
أصابع كفي الخمسة
تتحول الى اسماك ملونة
ويداي إلى مجذاف
يبحران في عينيك بسهولة
يجوبان المحيطات والبحار
ويسجدان الليل والنهار
ويقدمان الهبات لقامتك
والصلوات لقدري
لانك من أولوياتي.
غربة قنبر
59
من أصدر حكم الاعدام
بحق الشمس
من منع عن القمر
رسائله الفضية
حين كنت شجرة
كنت أمنحك الضلال
وفاكهة ملئ السلال
وحين قطعت غصن مني
وقطعت أوصالي
وصنعت مني كرسي عرشك
ومداد وسرير للأيام الخوالي
كنت صامتة لا أبالي
وانتظرت أمام مقصلتي. ومقصلة الشمس
تاتيني بقلم من فرع شجرتي
او بعض أشعاري
فخذلتني
وصنعت تابوتا لقصائدي
ومنضدة خشبية
عليه تغسل جثث قصائدي
وبقايا أنفاسي.
غربة قنبر
60
دعك من الخيال
فالحقيقة اجمل
ويداك حينما تعانق يداي
ضرب من المحال
دعك من الكذب
فأنا أعرف حباله ولا ريب للسؤال
دعك من المراوغة
فجوهرك نقي ولا تخالطه الشوائب
وانا اعرفك في النوائب
دعك من الزيف
فالصدق كنز ألا تعرف كيف؟
دعك من الخيال
حضورك حقيقة
جمالك هبة من السماء
تمطر عنبا متى ماتشاء
غربة قنبر
61
أفتقدك
بقدر سنونو أضاع ربيعه
بحجم شجرة تفتقد إلى الضوء
وليس بمقدورها مغادرة المكان
لو التقيت بك في المرة القادمة
سأملئ جيوبي بملامحك
وأملئ اكياسا بعطر بأنفاسك
وأشبع عيناي بنظراتك
أفتقدك
كغزالة مقيدة
تشتاق الى البرية
أفتقدك كوجه أبي
وكل الذكريات
أفتقدك وأشتاق إليك
بحجم المدى
وشوق أمي لرؤية أبنها
أفتقدك كطفولتي
كمدرستي
وأزقة بيتنا وأصدقاء طفولتي
سأحضر سلال
وأنبار أضع فيه كل مايخصك من جمال
أطمئن عليك بين حين وآخر
واستغني عن السؤال.
غربة قنبر
62
ولو بعد حين
تشتاق لعطر أنفاسي والجبين
تنشر ضحكاتك على أعتاب أيامي
ولو بعد حين
تدرك كم كنت متسرعة في العدو نحوك
وفي جنوحي أمام عواصف همساتك
ولو بعد حين
ستعلم كم كنت ساذجة في عطائي
وكم كنت من الزاهدين
ولو بعد حين
ستلتف حبال صوتي حول حنجرتك
لاني كتبتك بورد وياسمين
ولو بعد حين
وتزهر أقلام أشعاري قصائد باسمك
ولو بعد حين.
غربة قنبر
63
بلا وجع
سأدفن صورتك المغروسة
في مسامات وجهي إلى الابد
بلا وجع
اقتلع جذور أشجار يدك من خاصرتي إلى الابد
بلا وجع
اسافر إلى فضاءات الصبح والأسئلة
ارشف دمعا وضوءا
وانبت قنديل
بلا وجع
ملامحك المغروسة كالسكين
على شفى أيامي
سأقتلعه كورم كنبتة ضارة
بلا وجع
أنفاسك التي تلازم وسادتي
سأنساها
رسائلك المحفوظة على ذاكرة هاتفي سأمسحها
بلا وجع
بلا وجع
بلا وجع
وكيف يكون الوجع
إن كنت مازلت أذكر كل التفاصيل
غربة قنبر
64
من سمح لك؟
أن تستحوذ على كنوز قلبي لوحدك
من سمح لك أن تطرق باب احلامي المؤجلة
من سمح لك
أن تسطو على خزانة مجوهراتي
والدر المكنون لديك
وأن تملأ جيوبك بضحكاتي
والإبتسامة في شفتيك
من سمح لك أن توزع همهمات روحي على الباعة المتجولين
وأرصفة الاماني تشتعل نارا لديك
من سمح لك ببتر ساق مهرجاناتي
والفرحة ينهمر من بين اصابع يديك
من سمح لك أن تربط عيني بعصابة
وانت النظر لعيناي وعينيك
من سمح لك أن تهدي النوارس اغاني الموج ولهفة خديك
من سمح لك
بنهب حقول القمح وسنابلها الصفر
في ظفائري
وبيادر الصيف تنتظر ساعديك
من سمح لك بجني عناقيد الكروم
وسرقة اغاني الحصاد
وثوب عرسي
الا تبت يديك.
غربة قنبر
65
أكليل من العشق أهديك
كل صباح
واناشيد بعيدة
وزرقة سماء
تفعل بها ماتشاء
عقيق شفتيك ثروتي
وهبة من السماء
ماعاد الوان الطيف يشغلني
فعيناك هما الدواء
سأجدل قلادتي من خرز عينيك
الخضراوين
كتعويذة
والقيها على دروب العاشقين
عيناك دلالة طريق لمن تاه
لن احتمل البقاء
في العراء
ويداك تجولان في صحراء الانتظار تنتظران خبزا ونار
لدفء أيامي
ومكحلتي يداك
تزين عيناي إن لامست دمعي
وأمطار الشتاء.
غربة قنبر
66
جلست على مائدة الشعر
ناولتني قلم وحبر
وارغفة من ورق
اكتب شعرا على جيد أيامك
وأنثر حبات لؤلؤ من عينيك
وعقيق شفتاك نار مستعر
صبايا الحي تحسدني
على أصابعي وهي تكتب الشعر
تغار علي من قامتك والسحر
تحسدني على اسمي
المقرون باسمك
كلما جاء بالذكر
ورسائلك الالكترونية
على شاشة قلبي
كواجبات وفرض مدرسي
لا املك الرد عليها
وليس بمقدوري أن أكفر.
غربة قنبر
67
لو التقيت بك هذا المساء
لازهرت كفي عشر
وصارت أصابعي شموعا
لو التقيتك هذا المساء
لتحول صخرة قلبك لماء رقراق
وشال شعري كان لك رداء
تدثر به برد الشتاء
لو التقيت بك هذا المساء
لكنا على احلى موعد عشاء
وجعلت من كتفي متكأ لك
وحدائق غناء
لو التقيت بك هذا المساء
لرميت كبرياءي في بحر عينيك
وجئتك خالية من الكبرياء
لو التقيت بك هذا المساء
الفت دواوين شعر
وكتب غزل في عشق النساء
ماعاد لقاءك مكتمل
ولا وعدك مصدق
ولا اكتمل اللقاء.
غربة قنبر
68
ما عدت احتمل
سنين هجرك والقحط
انت أمنية خرساء
في صفحة الغد
تضع سكين غيابك على نحري
وترحل
لا تنظر إلى الوراء ما يحصل
أمطار شوقي زاخرة
وغيومك لاتمطر عندي.
غربة قنبر
69
لما الدهشة
أمضيت عشرين حولا معي
ولازلت كالطفل
تخاف أن يحل الظلام
لما الدهشة
فقلبي آهل بالحنان
وكرسي قلبي النابض
لك كالمهد
يهتز حتى تنام
بين أضلعي وأحسن مقام
لما الدهشة
إن كنت أميا في مدرسة عشقي
وتنسى حقيبتك
على قارعة الايام
لما الدهشة
إن كنت لا تعيرني أي إهتمام
وتنسى ميعادي
ولون قميصي
وشذر الخاتم المغروس
في ذاكرتي لازالت تشتاق
للمسة منك
وشفاهي تنتظر السلام.
غربة قنبر
70
أيها المبجل
قم وانتفض أمامي
كنجمة أو فجر
على ألواح العمر
خمول ،ذهول ،شرود
لا أقدر
مابوسعي أن أجادل الزهر
في ألوانه
قم وانتفض
وأتكئ على أحزاني
نفذ وصايا جسدك
وقلبك الحاني
ماعادت الايام تستوعب زمنا أضافيا
ولا الساعة الرملية تستوعب الثواني
وصايا ابي أحفظه كأنشودة
كزهرة بين أوراق كتبي
منذ زمان
ووجه امي ما زالت عالقة أنغام صباي وحنان
قم وأنتفض
كي أحيا
كي تعيد الروح
لأطراف بناني
غربة قنبر
71
مع وقف التنفيذ
توجتك ملكا على عرش الايام
كنت تسكن خيام اوهامي
أرحت الكلام من ذكر أسمك
كنت أستعير اللغة من الأبكم
مع وقف التنفيذ
أغازل قمر عينيك
أشم رائحة الورد في قميصك الاحمر
مع وقف التنفيذ
أصنع من عطر أنفاسك
أغلى قارورة عطر
أذبح يوميا على مقصلة الغربة
وكبريائي مثل سرج خيل هرم
تحت اقدامك
تدوسها بحدوة احصنة سطوتك
مع وقف التنفيذ
أحلامك التوسعية
وضعت لها حدا
ونفوذك في الاستيلاء على خزائن
الشعر عندي
مع وقف التنفيذ.
غربة قنبر
72
سأطل من نافذة الذكرى
كلما حاولت نسياني
وأطلق لجناحاي العنان
كىي أحلق بعيدا في سماء الاحزان
نسيانك جرح غائر لايلتئم
أتذكر ضحاياك ؟كم طيرا مذبوحا
مكسور الجناح والخاطر
على أعتاب قلبك
تعافر
تحتمي باغصان الإرادة
تلعن غدرك
وصوتك النابت على حنجرتي
ويداك المغروسة في لحم خاصرة أيامي وفوق بيادر كلماتي.
غربة قنبر
73
لا أريد أن أنعتك بالفارس
ولا بطلا خرافيا لقصصي
كنت تدخل شقوق ذاكرتي
وتزور مآذن عيناي
ترتاح في واحة خدي
وتصدح مع أنين الناي
تسللت إلى آنية شفتي
ورويت وردا وزهرتاي
تحدد خارطة كفاي
والعيد أماني مؤجلة
كالمطر في الصحراء
لن أخبر التاريخ عن أسطورتي
ولاالبسك ثوب التزوير
يكفيني اني اكتبك بقلمي
وباوتار عزف موسيقى صداي
تحتل ألارض منذ أن تكورت
وأصبحت آهلة بنا
لأقصى مداي.
74
حل المساء
تجرأ الليل وخيم على يومي
هذا هو موعدي مع القلم
تلك الصماء التي تعتصر شوقي والألم
تكتبك، تذكرني بجمال المساء
تحتوي كل نبرة
تلفظ أنفاسها
تعلو إلى القمم
كحسناء داعبت بأناملها مكحلة وقلم
حل المساء
وهواجسي تأكلني
تحتضر في طرف الورقة
تقيدني تكممني
تشبعني ألم
حل المساء
انتظرك تهبط من أعلى التمنيات
انتظرك كخبر يغير قميصي الاسود
ويخضب يدي بحناء
حل المساء
وقلمي يطأطأ رأسه خجلا
بكل استحياء
كي يكتب لك ويكتب اجمل غزل
مع الشعراء.
غربة قنبر
75
أكرر كل يوم نفس السؤال
والإجابة عندي
ولكني أمني نفسي
بأجابة مغايرة
لعلك أعدت النظر في أوراقك
ورتبت أرشيفك
أو أضفت آنية ورد على مكتب أيامك
دون جدوى
لازالت علب العصير الفارغة يغزو أسطح مكتبك
أوراقك المبعثرة كأرواق أشجار الخريف يملئ باحة أفكارك
وأصرارك على البقاء وحيدا
كقارب جرفه التيار
وأنا بالزهو أتمايل مع كل أعصار
أفوح عبقا وأطرح شعرا وحلو الثمار.
غربة قنبر
76
هذا الصباح
أحن الى طوق ورد ساعديك
كبلني بحضن من الاشتياق
حائرة أنا من عاصفة هجرك
نجوم السماء في ذهول
وهل لي ملاذ غير الشعر
أخرج زبد قلبي المستعر
قوافي وجمرات
فما بالك لاتحضر؟؟
كي أخضب بالحناء قافيتي
وأنذر للعباس خبزا
فقد سئمت تعدد أعذارك
والعود اليابس على شرفة قلبي
كاد أن يزهر وأنت أنت لم تحضر.
غربة قنبر
77
منذ أن عرفت قوانين عشقك
وانا أسعى كالخارجين عن
القانون
أخالف أشارات سيرك إلى موعد لقاءنا
أصرخ في وجه همساتك
أتمرد على أصابعك المشاكسة
أعلن ثورتي على لمساتك الملساء
أهدم العش الذي يضمنا
وأعلن النفير العام
على كل المقاهي
والشواطئ التي يرتادها العشاق
كي يخلد أسمي في التاريخ
وتدون أسمي في موسوعة غينيس
وأنال لقب أصلب قلب
وأحلى غرام.
غربة قنبر
78
مارأيك أن أدعوك إلى وليمة؟
أقدم لك أحلى وجبة عتاب
على مائدة عمرنا المستديرة
ملاعقها من ذهب كلماتي
وجبتي المفضلة تكون بسخونة اللقاء
والحلوى من شفتاك
مارأيك أن أدعوك إلى وليمة؟
أحضر لك أرغفة رسائلك
وكل المقبلات
والشراب المعتق من خمر عينيك
واصابعك المقلية
ستكون وجبتي الشهية
والحوريات واقفات على جانبي المائدة
ينتظرون الإشارة منك
يناولونك ماتريد والمناديل الورقية.
غربة قنبر
79
أجمع شتاتي في محطات انتظارك
أدرج مواعيدي في خانات النسيان
أقف على أعتاب القلب
مزهوا بانتصار
انتظر أوامرك والعتاب
على شفى درب وباب
بعد أن زاد وجدي
وأستطاب
أحبو إلى ذكرياتي كطفل
أستنشق عبير التنهيدات
لعلك تحضر لعلك تشعر.
غربة قنبر
80
أناديك بعيناي
بعد أن عجزت كل أحرف النداء
أناديك بصمت
فالشمس في الافق يرسل خيوطه الذهبية
أناديك مع هدير البحر مع كل مد
أناديك نسمة هواء تهب على قلبك
ذات مساء
أناديك برقة كخيوط الحرير
وحضورك شبيه بهلال العيد
عليه خلاف
وشبه مستحيل.
غربة قنبر
81
مازلت في حضرة قلبك طفلة
أربط ظفائر شعري
ابتاع شرائط وردية
وأضع حذاءي الجديد
على ناصية سريري الحديد
أشم رائحة الازهار دون أن أقطفها
أشتاق للفقاعة الطائرة في الهواء
أطارد فراشات الربيع دون جدوى
وأحلم بعنقود ثغرك في غير موسمه
مازلت أحلم بمنجل كفك
يحصد ظفائري الذهبية كسنابل
مازلت أتوق لحضن بيادر القطن
كغيوم التقت بخيالك
وأنت مازلت تصر على معاملتي
كمن عبرت حدود النضج
ولا ترى الطفل الذي يلهو بايامي
وملامحي.
غربة قنبر
82
وفجأة يمتلئ كأس أشعاري
بملامحك
تفيض نهر عيناي بدموعك
تنمو ليداي فسائل وعناقيد
من لمسات يديك
تمتثل أمامي رغم الغياب
أرآك حاضرا على المائدة المستديرة
تشاطرني الرغيف
ورسائلك الالكترونية حاضرة
مع كل طيف.
غربة قنبر
83
أفترش موكيت قلبك الاحمر
فلا وقت للانتظار
قبلت بوصاياك السبعة
وعلامات الانبهار
رسائل عينيك تصلني
بخطوط مستقيمة كأشعة ليزر
تخترق عظامي كالاشعة السينية
تتبل شعوري واحساسي
وتضيف نكهة خاصة لحياتي
نضراتك المخملية تحيل رماد
قلبي جمرا متقدا وتهزني كأعصار
غربة قنبر
84
كل ألاحرف الأبجدية
في ركود وكساد
إن لم تتحد وتولد شعرا
لزيتون عينيك
أو لمرجان شفتيك
وفردوسا يحتوي نبض صداك
كل الجواهر زائفة
إن حضر زمرد عينيك
وحيرة الكلمات تزداد
إن نطقت باسمي
من اي معجم لغة اتيت بتلك الاحرف،كأنها الزخرف
كأنه دعاء على جدار معبد فرعوني
هل أسمي بهذا الجمال؟؟
أم وحدك تتقن صياغة الاحرف.
85
كلما تذكر أسمها أمامي
لن أزداد إلا تعلقا بك
أتريد أن تغيظني بجمالها
أو تجرب غيرتي عليك
أنا لا أغار حينما أراك معها
ولا أزيد إلا شغفا
جمالك ينير دربها
كالقمر أنت
والنجوم حواليك
مادمت تتربع عرشي المتواضع
وتمتلك مفتاح كلماتي
والرقم السري لحسابي
والدخول إلى خزانة جواهر مفرداتي
فلن تكن غير لي
وإن زعمت إنها لديك.
غربة قنبر
86
لا تتردد
إن دعتك أشواقك أن تطل
عل شرفة قلبي
لا تتردد
أن سال دمعك وانتابك الأنين
على ذكرى أيامنا والسنين
لا تتردد
إن جعلت من ساعدي متكأ لك
وافترشت شعري دثارا
لا تتردد
ينابيع الثقة في داخلي تصرخ
كفاك ترددا كفاك خوف
من احاديث وطنين
منزلك قلبي ومنفاك
مهما طال السنين
غربة قنبر
87
لم أعد كسابق عهدي
فالإيام علمتني
أن لا أنصهر في بوتقة وعودك
كم وعدتني بزيف السعادة
قدستك كدور العبادة
زرعتك في سنديانة ألامل
بتلة يانعة
سقيتك بالصدق
ولم ينمو في بستان شوقي
سوى شوك وصبير
البستك حرير كلماتي
دثرتك سندسا واستبرق
ووسادة ساعدي من الورد أرق
والتورط في المراهنات
كخيول خاسرة في اسطبل الرهان.
غربة قنبر
88
غدا سأعلن للناس
عن هباتك التي لا تحصى
غدا اصرخ مباهية بك
عن لمسات حنانك القصوى
غدا يتبدد حيرة الناس
عن ذهولي وهذياني
ودموعي وأمطار الاشتياق
غدا يتجلى وجهك
مع كل صباح
غدا تذوب كل الأكاذيب
وأخبر الناس عن هداياك الفضية
من سطح القمر
غدا تشفى كل الندوب التي تركتها
في قلبي ولن تترك أثر
غدا قصتنا يكتبها التاريخ كقصص العظماء لاتهزها الريح
وتصول في ميادين قلبي
كالخيول
وتبرق في سماء قلبي
بكل ذهول.
غربة قنبر
89
لاتعتذر
انتهت المهزلة
وكل شيء على قارعة الطريق
مهملة
لاتعتذر فالفلك لايمتلك
خيار الرجوع وسط الدوامة
لاتعتذر فاأنت الحبل والمقصلة
فقد خذلني أثير الصباح
كما خذلتني ذات مساء
وطوقت خاصرة أيامي
بقيد المواعيد المزيفة
لاتعتذر فالاعتذار سهل
وذنبك عسير
حل وثاقك من رقبة
أيامي وحلق بعيدا
إن كان بمقدورك
أن تطير
90
تمنيت أن أكون قلما أرافق حافة قميصك الناصع البياض
كقلبك. أواكب فرحك وحزنك
ومرات تضعني خلف أذنك
كي لا أسمعك
وحينا "تضعني بين الكتب
لتكمل رحلة قراءة فاتسلل بين السطور
لاكتبك وأثلج صدري
واقضي ليلي بين أصابعك
وأغوص في بحور الكتابة
وانهي الرتابة
فأكتب اليك.
غربة قنبر
91
تجاور مساكن نبضي
جدران قلبي ملاصقة لك
أسمع دقات قلبك
كما أسمع دقات على المسامير
في حجرتي الملاصق لبيت جاري
تطرد النوم من عيوني
تعلن حالة الطوارئ في كياني
بضجيج نبضك
وتبخل علي بحق الجار.
غربة قنبر
92
سأكسب الرهان
عيناي مغرورقتان بدمع فراقك
وطيفك لايزال
يحتل المدى وسحب الدخان
سأكسب الرهان
وأعلن للملأ سطوك لقلاع قلبي
وأسوار الزمان
سأكسب الرهان
بتحدي النسيان
وصولات كلماتك في أروقة أفكاري وقرطاسي
سأكسب الرهان وألعن المكان
إن لم نلتقي ونبايع الحب
ونتوجه كالسلطان
سأكسب الرهان
وأروي أديم الأرض بدمي
إن لم ترتوي الأوطان.
غربة قنبر
93
سأخبر الفراشات
عن موسم الزهور في فمك
سأخبر الورود عن اجمل الخمائل في وجنتيك
سأخبر غابات الزيتون عن مناجم
عينيك
والمسك عن طيب أنفاسك
وعبق شفتيك
سأخبر الليل عن طول قامتك
وبيادر الفرح في قلبك
وأشواط الحنين لديك
أتساءل!!
الا حاولت أن تخبر أحدا عني
أم أني وحدي
من يشتاق
لحسن وجهك فتراني اجثو
على ساعديك.
غربة قنبر
94
سأكون رهن أشارتك
زرا"في أكمام قميصك
تحاورني بيداك وتعثر
أتأمل عروق دمك
أحصي أحلامك المؤجلة
أعد أصابع يدك التي
جاءت بعدد خيبات لقاءي بك
فأتصنع اللامبالاة
أتأمل مواسم عشقك
تحط رحالك في مساحات حزني
فيطرح جسدي قداحا
وزهور موسمية
سأكون طوع أمنياتك
لو أخترتني نجمة
أو رسمتني وردة في كراستك
المدرسية
سأكون على قدم وساق
أروي عيني المشتاق
من منهل أطلالتك البهية
وهيبة قامتك
وأطفئ جمر قبلاتي
على شفاهك الوردية.
غربة قنبر
95
بحضورك زدت إرتباكا
أما كان غيابك وثباتي أجمل
صمتك دهاني
لم أكن أعلم
أن حديثك أجمل
وفاؤك عذبني
من قال أن غدرك لم يكن مناسبا
لقلبي المطعون
سجني معك
أحلى من حريتي المزيفة
وجناحاي المبتورة
ظلمة عالمك
أسطع نورا من خيالي المجنون
كفاك هذيانا
تكلم وأجبر الصمت أن يخضع
للغة العيون.
غربة قنبر
96
أتلظى بجمر اللقاء
أتدفأ بزفير أنفاسك
أريد أياما"سبعة
بمقاس تأملاتي
وسنون كبيسة تشبع
فضولي ويزيد لقاءاتي
غربة قنبر
97
ياللعجب!!!
كم شغلت بالي حين سمعتك
ياللعجب!!
كم اختصرت مسافات بوحي
عندما أبتسمت
ياللعجب!!
كيف أجبت على كل تساؤلاتي
بلمحة من عينيك
يا للعجب!!
كيف بنيت بيتك في قلبي بثواني
واطفيت شموع الشك حين حضرت من ثقب الباب
ونورك ساطع وسط رحب الظلام
ياللعجب كيف الايام تمر بحضورك بسرعة الضوء
ولا اسمع بوقع اقدام الظلام
كيف اللقاء يكون أمنية
يكون أغنية
ونشيدا وطنيا " وسلام.
غربة قنبر
98
افتقدك كمسحة يد أبي على رأسي
كجلسة العصارى نهار صيف
تمر كطيف
أفتقدك كرائحة حقول القمح
وتغاريد كروان مسجون
تغرد بزيف
افتقدك
أفتقد ضحكتك المميزة
كصوت سلسلة ذهبية
بدون انقطاع يعذبني كما يشاء
في ساحات عمري الأبدية
أفتقدك كطفولتي
كحبي لدميتي ومكحلة أمي
منذ كانت صبية.
غربة قنبر
99
أيها التائه في أعماقي
على ما تبحث؟
إن كنت وردا في أقداح عيوني
على ما تبحث
غصة وشجن أيامي
ربيعا مسروقا من فصول السنة
تنهيدة من فم أم ثكلى لم تكتمل
على ما تبحث؟
عن حلم مشتت أزهقه أرصفة الاماني
على ما تبحث؟
عن حلم الباكرات لاول قبلة
أم للاحضان؟
عن ميت لم يبعث
عن أنفاسك الممزوجة بدمي
وعن قلبي الهش
على ما تبحث وأنت الملتصق بي كحبل المشيمة منذ أن كنت جنينا في عتمة رحم أمي
وغربة أوطاني.
غربة قنبر
100
السيد كوڤيد
دخلت القصور
وسجون العبيد
تصيب التاج وأنت تاج
وتبعد البعيد
انسيتنا الغلاء والحروب
والنعم
اجلستنا على فراش السقم
أسواق المال خاوية
والبنوك بالكمامات مزدحم
قبلاتنا في عزلة
ولاتتذوقها الفم
والملل يقتل مضاجعنا
والاكف تشتاق للاكف
والسعال ممنوع في حضرة العلم
غربة قنبر
............................................
Saman Kakayi
Germany
تعليقات