(العيد)
ياعيد
مالي أرآك حائرا
بين فرحة مؤجلة
ومبسمك الجديد
الحزن يثقبنا
من حيث لا تدرين
وما نريد
حلمت ببهجتك
والقلب سعيد
بين عزيز غائب
وغريب يعود
ملئت راحتي بعيديتي
وكل شغف أن يزود
عرفتك سخيا بالفرح والبهجة
وعطرك السرمدي يفوح
يا حلم طفولتي ويوم العيد
حين كنا نصطف واخوتي
وأبي بالتقبيل والعيدية يجود
ملبسي الجديد مازال معلقا
على ناصية سريري
والذكريات فرح مؤجل
عند كل حزن يعود
رحماك ياعيد ماعدت أحتمل
قدومك والأحبة بعيد.
غربة قنبر
2
(لهفة وشغف)
على ضفاف الهذيان
أبارك لقلبي واليدان
خلوهما من مواسم العصيان
أرسم خميلة ورد
وأجعلك الاقحوان
يانابتا على ضفاف الفم
ومزهرا على الشفتان
أستحضرك في كل أمسية
ولي في لقاءك جنتان
كفاي هذيان
ماكان حضورك حقيقة
بل تجرعت كأس النسيان
عواصم عيناي تسكنه
في المنفى وفي كل البلدان
ضفاف قلبي هادئة
كشواطئ الوجد كالخلجان
وانا الهائمة على بحر الشوق
ماغرني حبك والوجدان.
غربة قنبر
3
(شلال ضياء)
تدفق الشلال
من عينيك ضوءا
تستنير بشرفتيه سنين عمري
أرجوك لا تدنو أكثر
هيهات أحتمل البقاء
بواد عينيك
أو هذا الصفاء
عريش أعناب
وخدك الأزهر
جنتي ونعيم خلدي
والفناء
نأيك موجع وكذا اقترابك
سيان ما عدت أحتمل
كرب مساءات الحنين
في سمت مبسمك الندي
رغم الشقاء
يداك مجذاف
غيرت بمسار أيامي الرؤى
وكل ثرثرة النساء
غربة قنبر
4
(لعبة القدر)
لعبة انا بيد القدر
ابتهال امرأة ثكلى
سكبت من يدها
الدعاء
شتلة حناء
تمايلت مع الاعصار
تأبى الانكسار
أرجوحة تواكب الريح
تطارد فراشات ربيع اللهفة
طاحونة هواء
أنقطع عني الماء
راحت تنأى عني السماء
في رحلة أطول من الدهر
من غياهب الليل
أسير
مع دفقة عبير
من فم الصبح
بدون ارتواء.
غربة قنبر
5
(اللهفة)
خيول لهفتي
تصهل وحيدة
على مشارف الالم
لا املك كلم
ولا قلم
في ميدان فروسية اللغة
كيف يحتفل خيولي ويتسابق
لوكان شوقك رماد
ومارق
ولجام صدك
للهفتي لثام
وقلاعي تنهار في حضرة حضورك
المبجل
ويفضح السارق.
غربة قنبر
6
(اللقاء)
كفى تبكي على فراق
فالدمع كفر
على وجنتاك يراق
ويداك بيدي
محض صدفة
كأنها الخيل كأنها براق
تطير بي إلى سبع سماوات
حين التلاقي
كأنها تطابق الآفاق
كفى أنينا على الجراح
مرهم يداك وعطر الاقاح
تطيب ندبا في قلبي
تبعثر شعري مع الرياح
كفى تبعث رسائل شوق
فإني مازلت إلى وصلك أتوق
وأتدثر برداء الضجر
إن بعدت عني وأندثر
ملامح غربتك
يسكن فؤادي
مهما توطنت في ليل بلادي
فالحزن خيمة سوداء
خيمت على سنا العراق.
غربة قنبر
7
(شمس وجهك )
ياشمس قلبي أشرقي
على صباحات حجرته
وشرفة يومه
داعبي عينيه المثقلتين
بالنوم الابدي
ازرعي في سماءه شعاعك
وزيني الحقول والغابات
بوجهك وخيوط الكلمات
شعاعك الذهبي يرسل
فيض من الغزل
لمدن النايات
ويحتضن زهرة عباد الشمس
بتويجها الاصفر
نحو معاقل الاهات
يازهرتي اختصري
دروب دلالك
وحكايات عشقك للشمس
فقد اختصر ميلك لوجهها
كل الحكايات.
غربة قنبر
8
(وجه القمر)
اليوم أكتمل وجه القمر
أكتب عنك
ألعن قلمي
أكسره إن لم يكتبك
إن لم يتحدث عنك
كيف يرى الجمال
ويستخف به،
كيف أتمالك نفسي
ولاافقد الجاذبية
حينما اكون في حضرة القمر.
ألسنة النار تخرج من جسدي
كتنين خرافي
نار الشوق ونار الوجد
أكوام من النبض
بانتظار قلبك لتعيد لها الحياة
ملايين النجوم تصطف
على قارعة الطريق
وتحمل أكاليل الشوق شغفا برؤياك سأتخلى عن تاجي وعرشي
ان وعدتني بلقاء تحت المطر
لاترمي باوجاعك في حجري
فأنا أخشى الضجر
غربة قنبر
9
(طفولة ورد)
تتوجني مثل وردة
في عروة بدلتك السوداء
تطمئن بين حين وآخر
على قامتها الممشوقة
كي لا تذبل
ترسمني شمسا في كشكولك المدرسي
ورغيف كفك أشتهي
شعاع الموسيقى
المنبعث من صوتك
كأغنية غجرية
واغرودة صيغت
مثل قلادة صبية
في ليلة العرس
تجربها آلاف المرات
ولاترتوي منها
اني انتظرتك تنسدل
بهدوء ستائر شفيفة
لتكون ظلا أحتمي بها
10
(عطرك )
يداهمني عطرك
كلسان نار
يملئ أجوائي شغفا"
يروي فضولي كأنهار
يتخبط على جدار الصمت
ينتهك حرمة الاسرار
ينتفض أحاسيسي كلها
لأكتب لعينيك الأشعار
مقلتاك وعطرك
كنز وسر دفين
كأزار قميصك الابيض
وعروة الورد
يحظر الخمائل به
وجمال الازهار
عطرك ياغابة عبق
تركت في نفسي الاطلال
بيداء يومي تحولت
إلى مرافئ
وساحة وغى
كنت فيها مرات شهيدا
وأغلب الأحيان بعطرك
أجتاز البحار.
غربة قنبر
11
(نبع عينيك )
من نبع عينيك أرتوي
ومن غابات الذهب
حديثك كروم وعنب
سهوب قلبي تحتلها
والاودية والشرايين
فلما العجب
كل ايامي تاتي راكعة
وانت قبلتي
اليك اتوجه في إبتهالاتي
وأعطي نذوري
وفيك جذوري
فلما الشغب.
غربة قنبر
12
(شرود)
ينازعني شوقي
عن اكتب عنك
كلما أتوب
يقودني قلمي للكتابة
لانزف شعرا بدون ألم
ومخاض ولادة القصيدة
بالقلم
فأكتب عنك
تدمع عينا قلمي والقصيدة
بدلا من المقل
فأتدثر برداء البحر
كلما أبحرت في الشعر
بدون وجل
وتهت في أعماق الغزل
أزداد بريقا
وحرا" طليقا
حينما أكبل بقيود
وحبل
أدنو من معصم الشعر
كي يدلني الى دروبك
والسفر
خارج أطار تكهناتي
ودوامة العمر.
غربة قنبر
13
(وجهك )
وليل وجهك غائم
بين المسا والصباح هائم
انتظرت طلوع صبحك
بين هدبي والبراح
تأتي إلي بلحظة
فتلم بعضي والجراح
بثغرك روحك تبتسم
أحلى من الزهر
أجدى من الراح
ليل البنفسج فيك ألف قصيدة
ونغمتي عزف الرياح
اباهي النفس لما تأتني
ما بين جد ومزاح
ألوك لهفة خاطري
وسنين هذا العمر
والأحزان والأفراح
إن كنت تسأل ما هواك فإنني
نشواي في عشقي دم الأتراح
غربة قنبر
14
(حضرة المتهم قلبي)
تقف مكبلا بالعشق
في زنزانة الصدق
بتهمة إجتياز
حواجز العتق
مزهوا مرفوع الرأس
تدخل السعادة لقلوب الناس
وتلتهم القمر
حضرة المتهم قلبي
تسرق في وضح النهار
مشاعر وأسرار
وتختال الخجل
تخترق دهاليز العتمة
وتنشر الورد في الزحمة
وتغزل خيوط الشمس للأحبة
حضرة المتهم قلبي
كل التهم تليق بك
تسرق الخبز والمحبة
لموائد الفقراء
تطرز أجنحة الفراشات الملونة
تسقي بتلات الشمس
وانت البريء
الأ من العشق.
غربة قنبر
15
(غمائم الشوق)
جوانحي مبتلة
بندى الشوق
والحنين يغزو مهجتي
قلبي مدجج بالخوف
من هجرك والتصدي
ما احلى اطلالتك
من نافذة الوجد
تعطر عتبة أحرفي
بماء الورد والزهر
إن أقبلت علي فجرا
أو في عز الظهيرة والغد
تنقر برفق على بوابة قلبي
فأزهو بمقدمك والتجلي
أعطر وسادتي بخميلة
من ثغرك وانفاسك العذب
فأغدوا ملكة في عرشها
وإن كان بساطي حصير أو
بعض من القصب.
غربة قنبر
16
(طفولة ألم )
أتوه في دروب الشهب
أشرق من بين عينيك وأساورك
أنجو من خطوط
راحة يديك
لاقع اسيرة في هالة الخوف
من فقدك
أسور فرحي ببتلات من حضورك
كي احميه من عجاف الحزن
اتكور في رحم الالم
احضرك من العدم
كي تجتاز خطوط السقم
وتروي عطش الكلم
ارتقيك بلهفة الوصل
أتوق إلى مزارع اللقاء
في حدائق أيامك الغناء
أحن الى لقاءي الاول بك
ونشوة السكرة الاولى
والسير تحت المطر
أحن الى قبضة من تراب
أيامي التي مضت
وذكرى من أمسية صيفية
على أعتاب الطفولة.
غربة قنبر
17
بزهو وأمان
يشرق شمسك
على صباحاتي
أطل على شرفة عينيك
أفتح نوافذ الهمس
اكدس الغزل
في مسمعك كبيادر الحصاد
خطى عيناك يمر
بخطوط متوازية
إلى عيناي
مثل خطوط سكة قديمة
يحمل معه
احلام طفولتي
يملىء أجواء وجهي
فراشات وندى
من رطب القبلات
وعذب الهمسات
أغدو كالاميرات
في قصص العشق
وجنية تزورني كل يوم
ولا أخشى الخرافات
انا في حيرة
بين وجهك وشمسي
ايهما يشرق اولا
أخبرني الحقيقة.
غربة قنبر
18
غادرت رحم الشقاء
رجوتك أن لاتتبعني
ففي حبك البقاء
ذرت للرياح أحزاني
بنيت من صرح عنفوانك خلجاني
فتحت باب مخيلتي
كي تسافر بلا ربان
أودعت كفك خزائن حلم
كان نديمي وهذياني
اخفي وجه توبتي
بين يدي شموخك
كي تمحي عنه هفوات لهفتي
وطبعه الصبياني
أمحو خجلا
أبكي وجلا
يتربص لايامي النسيان
أترنح في أرجوحة القدر
بين التلاشي وصمود الخذلان
أغزل من الحقيقة ثوبا
وسبيكة من الغفران.
غربة قنبر
19
(لو أن)
وددت لو إن يداك
تنتشل جثة كلماتي
العائمة في بحور الشعر
الغارقة في بحر عينيك
والمعلق كخرزة زرقاء
في عنق مهر
وددت لو أن عيناك
تكتبني مع كل رفة جفن
أغرودة لصبية ريفية
ومنهل شعر
وددت لو اني أقبل وجنتا الورد
عند الصباح
طمعا في الثغر.
غربة قنبر
20
(آخر معاقل الحب)
انتظرك
في آخر معاقل الحب
لعلك تحضر
محملا بحقيبة أشواقك المهترئة
ترتق قلبا
تداوي وجنة عطشى
وتجمع أسمال الوله
المبعثرة في خزانة ذكرياتي
وتكتب القصيدة
في آخر معاقل الحب
أحضرت معي
دميتك التي كنت تلهو بها
كقلبي
وأقلام كحلي وأصابع احمر الشفاه
ومظروفا مليئا بالآه
وعدة فروض مدرسية
في آخر معاقل الحب
تركت أسلحتك وعتادك
وخاطرا مكسورا
وخافقا مهزوما
وبعض الرتب العسكرية.
غربة قنبر
21
(ضجيج )
ضجيجك يسكنني
يحادث صمت الكلمات
يغلي كالبركان
في قاع الوجدان
يلثم خجلي
ويقبل أرجاء أزقتي
الغير مأهولة
يبحر بعيدا في مدن النشوة
ويلمس وريقات الاقحوان
يمتص رحيق الارجوان
المزروع في ثنايا قلبي
ووجنتاي النديتان
ضجيجك يوخز صمت الايام
يشب نارا بلا دخان
يعديني بقشعريرة قلبك الجبان
ضجيجك وصمتي
منذ الولادة توأمان.
غربة قنبر
22
فسائل من قدك
تروي ضمأي
شتلة حنائي
عودي الاخضر
ارجوك أن تحضر
جنازة دفن موعدي
ستظل موقدي
ومدفاة شتائي
في برد وحدتي
وظلمة حجرتي
وفستاني الأزهر
كروم ثغرك يتدلى
في آفاقي الرحب
ونبيذ خمر عينيك
جعلني أسكر
صلوات أمي
وأبتهالاتها على باب أيامي
تنبت وردا أحمر
وتوهان أبي في غمرة الدعاء
جعل منك حلمي الاخضر.
غربة قنبر
23
وأنا أسير
في طرقات
سنين عمري
عثرت فجاة
على نفسي الضائعة
كان متعبا
متعثرا
مبهذلا من تعب النفوس
التي أنهكتها الدروس
أخذت بيدها أسندتها
أخذتها الى بلاطي الملكي
ألبستها احلى حلة
وأجلستها على عرشي الملكي ومنحتها أسمك
غربة قنبر
24
(عالي المقام )
عالي المقام قلبي
ياخافقي المعذب
كم نلت الاصعب
في دروب التيه والحرمان
جرحك السهام
ونزيفك أصلب
أدميت مرارا
ذبحت تكرارا
حضرة المبجل قلبي
كم من الكدمات أستحملت
ونزفت وردا وجوري
عطر نزيفك فائح
وصرخاتك مقدسة
يتمزق شغافك من نسمة
واوتارك من العود أصلب
دقاتك برتابة
كدقات الساعة
تملئ أرجاء كوني
وتتوقف عن النبض
وتبرئ نفسك من أمانة الجسد
صاحب المعالي قلبي
لك أخضع بكل خنوع
وأداويك
ببلسم الحنان
وأربط جروحك بضماد الاحزان
أنحني لسموك وعلى أعتاب نبضك
أصلب.
غربة قنبر
25
(المرآة)
أفتح حقيبة مشاعري
أعثر على مرآة
بحجم كف اليد
ارى وجهك
الذي يشبه وجهي
وفيض من ملامحك
تجول في مدن
خطوط وجهي
وخارطة الوجد
إبتسامة باردة
وملامح زائفة
ومرآة متكسرة
بآلاف الوجوه
تطارد وجهي
نحو أيامي النائمة بين رسم حاجبيك
أرآك غافيا في احتضار اللحظة
وساعات الانتظار والشوق إليك
تدنو من قوافل الدمع
التي تسير إلى ساعديك
أر ى شجن أيامي
ويوم ميلادي
مرسومة في مرآة عينيك.
غربة قنبر
26
(أثر خطاك)
على أثر
خطاك أسير
لعلني أعثر منك على عبير
او دوحة أو قنديل
سعديك قلبي
إذا نلت هواه
أو أحتظنت أنفاسه
صدى صوته يعذبني
في المنام كالخرير
كلما اختفى أثر خطاك
تسرع نبضي
وتطوف ذاكرتي
حول زنزانة أوهامي
والمصير
اطلال مكوثك في قلبي
تحفة وقيثارة سومرية
وأغنية من الزمن البعيد
لا أجرؤ على محوه
ولا أندم على أثره
واكتب عنه مجلدات
وإن خانني التعبير.
غربة قنبر
27
(حروف بنكهة الشعر)
كالطيور الجارحة
تنهش لحم أحرفي
تنقض عليها
كالفريسة
تجتاح مدن قصائدي
تستولي على قلاعها الحصينة
تفتك بقوافي الشعر
وبدروب النثر
أسراب من جراد
تغزو حقول ذاكرتي
وتستولي على معاجم الكلمات
كي اكتب في عينيك
اجمل غزل
غربة قنبر
28
مازلت أفتش بين بقاياكي عن شئ منكي..
أسافر الى عهدك ووعدك الجميل..
ترى أيهما أشد إيلاما؟؟
لحظة الفراق ذاتها.....
أم لحظة الحنين بعد الفراق؟
ولكن.....
يبقى اجمل مافي الحنين أنه لا يطير بي ...
......إلا إليكي.......
لصديقتي الجميلة Amal Saman
غربة قنبر
29
ما أحوجنا
في زمن الانكسار
إلى اختراق ضوء
الحق إلى التغلغل
الى مسامنا دون أنكسار
مااحوجنا إلى ثغر القلم
في زمان فيه أنعدم
رقة الانتصار
ما أحوجنا إلى بناء
صروح
بدون خجل تبوح
بموعد
برشفة
من ثغر ملوح
ما أحوجنا
في زمن القحط
عن غمامة تنثر حبات
غيث في دروب الفقراء
غربة قنبر
30
نويت المشي في دروبك
من غير علامات المرور
بان لي إشارات
ورسوم كثيرة تدلني اليه
الا طريق قلبك
عرفتها بدون
ارشادات وعلامات مرور
وسلكتها وانا راضية مرضية وبارادتي
فخيبت ظني
أتمتم مع نفسي ليتني
لم اعبر
ليتني سلكت علامات العبور!!!!
غربة قنبر
31
بحق لقاء أمس
سأطلق لشعري
أن تصل عنان السماء
وأن تغازل نجوم السحر
بحق لقاء أمس
لأشكو للقمر سوارك الفضي
وكبرياء النرجس والطل
وكبرياء دمعتي حين الوداع
ورفضها السفر
بحق لقاء أمس
سأوشوش للعصافير
تغريد خديك
وقبلة المطر
بحق لقاء أمس
سأقلع عن التفكير
في تعليب أحاسيسي
وتزييف أبجدية العشق
ورشوة الفارين
لملاقاة وجهك السرمدي
على اطلال مدن الشغف
غربة قنبر
32
(بضع خطوات)
يفصلني عنك بضع خطوات
كالليل كالاشتياق
أرنو إلى احتوائه
كالفرض في الصلوات
مسار عيناي تهتدي بدربك
وتناجي الآهات
أحلق بعيدا
في سماء الشعر
ألتف حول خاصرة الايام
وأنبثاق فجر الاحلام
تترك في دروب عمري ندبا
وجروح ذو سيرة
على بعد بضع خطوات
حائرة أنا من الولادة العسيرة
لأبتساماتي
وتعنت القبيلة
وشموخ لا تجاري رياح الهجر
وضحكات أسيرة
على بعد بضع خطوات
اكمم ثغر القصيدة
مباهية بك ألسنة النار
وصوت الاحرار
منذ أن خذلتني ذلك الصباح
أكرر اعتذاري لخطواتي البعيدة.
غربة قنبر
33
(يداك )
وتاهت يداي
في ربوع أوطانك
عندما تعانقت كفينا
سرى دمك في أوصالي
وأعرج على خطوط الطول
في مساحة الاكف
حلق بي عاليا
إلى طبقة النحاس في السماء
شلني النعاس
والنوم
بين الثنايا
شغلت نفسي عنك
ينازعني قلبي
يصارع لهفتي
والبقاء دون مغادرة الأوطان
منفاي وإقامتي الجبرية
يحن الى سجني
تلك الأكف التي تكبلني
وتعانق روحي
فيه خلاصي
وعودة كل الطيور المهاجرة
بخطوط كخطوط يديك
إلى راحة المنفى
والإقامة الجبرية.
غربة قنبر
34
حينما تمر
يخضر مواسم القحط
أنجب قصيدة
في غير موعدها
تفوح من غصون كفي
عطر اللهفة
حينما تمر
تركن كل فروضي المدرسية
على جنب
وتزيح عن أيامي غمة الانتظار
فغيث حضورك
يروي ارض الجدب
وصحراء الغياب المقفرة
حينما تمر
ألبس حلة من الزهور
أطرزها بالاشعار
وافترش سجادة حمراء
من قرص الشمس
عند الاصيل
أقف جانبا
على ناصية طريق الانتظار
حينما تمر.
غربة قنبر
35
كخيوط الفجر الأولى
يتسلل حبك إلى فؤادي
مثل خاطرة
مثل نقطة حبر
ترتدي رداء الخجل
ومئزر الوقار
حينما تجوب في مدن بوحي
وتلثم الثغر
سأرسم تقاسيم وجهك
بالكلمات وأسور لازورد عينيك
بإهداب من رياحين وعطر
ليلة طلوعك البهي
يكبلني بكأس خمر
أنا أمراة تعثر حروفها وتبعثر
على دروب الوجد
أحاول أن أجعل من كلماتي
عقد أو جيدا لصبايا الشعر
ادوزن بالحرف
أبجدية طفولتي
وأدندن على وتر عود قامتك
اغنيتي وأغرودة عمر
أمحو من وجه القمر
خسوف الجهل
وأضيفك إلى روزنامة عمري
وأيقونة إلى كتب الشعر.
غربة قنبر
36
ويتلاشى صوتك فجأة
من أعماقي
فأتظاهر باللامبالاة
صوتك الهادر
كشلال ضوء
ينقر فوق طبول مسامعي
يصفر في ثقوب ناياتي
وقت السحر
فتبدأ
عرس السنابل
والبساتين
واتظاهر باللامبالاة
يغزو عرش مسامعي
وقلاع وجدي
واختار اغنية غجرية
ألهو بها
كي انسى صوتك
واتظاهر باللامبالاة
فيظفر بي
ويحملني
إلى أرجوحة الشعر
ليتدلى القصيد
من ثغر قلمي
أكتب معزوفة
وجديلة من النغمات
فأبالي بك
وانسى اللامبالاة
غربة قنبر
37
كلماتي فيك تكتب
بمداد من ذهب
لا أدري إن بلغتك؟
أم على الاثير العتب
رسمتك في الصبح فراشا
وعريش عنب
تنتشي خمر ذاكرتي
وتضرم في مسكنه اللهب
من قال انك محيت
من ذاكرتي
من قال انك السبب؟
سبل الأرض اليك موصدة
سبل السماء لوصلك
يهون إليها التعب.
غربة قنبر
38
لو أستشعرت يوما
بعبق الخزامى
يملأ أجواء صومعتك
فتأكد بأنه عبقي
لو أستعذبت يوما
حلو الحديث
فتأكد بأني بقربك
لو أستلطفت
نسيم الصباح
التي تأتيك من نافذة غرفتك فتأكد بأني
سرت بالقرب من نافذة قلبك
لوشعرت بدفء المكان
كن واثقا أن يداي أحتضنتك
لو
غربة قنبر
39
حينما اكون وحيدة
أحاول أن أستحضر
أحدا يشبهك
له نفس قامتك البهية
والصوت والوجه
لكن سرعان ما أصاب
بالخذلان
لانه ما خلق منك أثنتان.
غربة قنبر
40
في حديث
بيني وبين اللقاء
عاتبته بكل رقة
لماذا لا أحضى بك
مثل كل العشاق؟
لماذا لا تنزل علي ضيفا
في غير موعده
وأهنئ بك
أقدم لك كل مالذ وطاب
على مائدة قلبي
ونلعن الفراق
تخط على ميثاق
بيني وبينك
ونتآمر على الفراق
ابتاع لك قلائد الموعد
وخاتم وساعة
ودقيقة
تجمعني
به على أرصفة الاشواق
فقال برقته المعهودة
كيف لي ان أخط معك
ميثاقا
إذا هو اتفق مع الهجر
مع الصد
مع الفراق
انهم عصبة تآمروا على قتلي
ارتشوا وصدو الموعد
ومكان اللقاء
انتظري الصدفة
فأجمل لقاء يكون من غير ميعاد.
غربة قنبر
41
بهمسة حارقة
وتلال من الحزن
تأتيني مدججا بالشوق
تخترق مسامات اللهفة
وتفرز رحيق الالم
على تربة العدم
أتنفسك
ملء رئة الشعر
أكتبك بحبر الغزل
ومداد اللوم
كم هو مؤلم
غيابك
كم مؤلم الصبر
أتجرع كأس سم فراقك
كلما دنى قطاف لقياك
سلال وجدي تتوق للهجر
لأنك غائب لامحالة
ولا حضور لك عندي
غير في كتب الشعر
غربة قنبر
42
في نهاية الرواق
ليتني عثرت عليك
ليتني أعثر على شجون الناي
كقلبي المثقوب
احتضن بسمتك المسافرة
في دروب الشغف
وأواسي نفسي
عن بعدك
عن سنوات الغربة
في نهاية الرواق
ليت اللقاء
ليتني اتنفس الصعداء
كخروجي من نفق الوهم
المظلم
لانتشي خمر عينيك
وأستريح كالطفل بين ساعديك
غربة قنبر
43
ماذا لو احتفظت
ببعض أنفاسك في قارورة
وأدخرتها لسنين القحط
ماذا لو
أنجبت رحم الارض
توأما مشابها لك
أو أحتوت عريش عنب
عنقودا حلو كثغرك
ماذا لو سرت إليك
بدون وجل
احمل سلال زهر أشواقي
ورطب شفاهي
وبضع قطرات
من ندى أنفاسي
وأحل ضيفا على
واحة عينيك
وأستولي على مناجم الذهب
ماذا لو؟؟؟؟؟
غربة قنبر
44
جبال الرغبة تنهار تباعا
لو قابلت بفأس الصد
حنينا لغرامك
وغويت بعتمة أحلامك
وتعنتك الاجوف
سأنزع ثوب قبيلتنا الصخري
أتكئ على عصيان عصاي
وأزرع إسمك في جوفي
سيد حلمي .. ومملكة أبية
ولاأصغي لكلام جاوز
قد منحتك الأقدار إلي
روحا سرمدية
وهوى أبديا
غربة قنبر
45
قبضة من الشمس
حفنة من رمال الشاطئ
خاتم فضي من القمر
باقة من السنابل
كل مبتغاي كي تكون لي
الوطن
لانك الوطن
تنازلت عن عرش حضن أمي
لانك الوطن تركت احلامي
على قارعة الطريق
لانك الوطن
خالفت أمنياتي
ومشيت عكس اتجاه السير
لانك الوطن
خبأت مهد طفولتي
في سراديب الليل
ومشيت لك حافيا
على جناح الطير
القصيدة مهداة الى شهداء مصر
غربة قنبر
46
أوصفني كما تريد
يصلك حرفي بدون بريد
انا منذ سنة أو يزيد
في انتظار المزيد
من الشعر
من المنهل
من بيت القصيد
تصلني نبرات صوتك
وحمامات السلام
تحمل شوقك
خارطة الدنيا لاتعنيني
إن نزف الحرف من ثغرك
ترسل عبقا
نسمة مكممة
وطرد بريد
محملة من أقاصي
الشرق
إلى بلد العبيد
فكل ايامنا كربلاء
وكل العرب
في وجه الحسين يزيد
غربة قنبر
47
على شفى الايام
دوامة تجاري احلامي
تلازمني كظلي
تشاطرني رغيفي
تتبع فصول عمري
ومواسم أفراحي
تسكن كل بوصة
من مساحات ذكرياتي
تقذف بي الى ساحة الحياة تارة
وتنتشلني تارة أخرى
من دورب الممات
هي دوامة تشبه وجهك
في استدارتها
وغضبها
وسرعتها
وسرها
وملامحها المبهمة
فكيف لي أن أرسوا على بر
إن لم أتخلص من وجهك.
غربة قنبر
48
ملء رئتي شعري أتنفسك
أكتبك غزلا
أكتبك معلقة
على ابواب كعبة قلبي أعلقك
أجمل الحروف بك
أبني بيت القصيد
بسواعدك
أؤلف لغة خاصة بك
تضع قواعده عندك
تجعلني فيها مبتدأ
تبتر حروف العلة
من جسد اللغة
وأدوات النصب
وكان
وسين وسوف
تمنحني همزة الوصل
وتوصلني بك كضمير متصل
لأكتب لك أجمل شعر.
غربة قنبر
49
أمس عانقت عيني
كلماتك،وهي تمرح
بخيلاء على صفحات
بيضاء كالدرر
في جيد حسناء
أمس طاف صوتك الملائكي
حول كعبة مسمعي
حملني على جناح الشوق
إلى سبع سماوات
أمس زارني عبق أنفاسك
أنتشيت نبيذ ريقك
وسكرت بلا خمر
ما أن لمست وجنتيك
أمس
وياليت كل ايامي مثل أمس
إن كنت ألقاك
بدون شقاء.
غربة قنبر
50
عيناك المشاكستان
تعترضان درب عيني
كل صباح
حينما أنظر إلى المرآة
عطرك الفائح يعترض
أنفاسي ويملئ
رئتي قلمي فأجدني أكتب عنك
رغما عني
قامتك البهية كرمح يماني
يلوح كسارية علم
على أوراقي فأنسى الكتابة
شغب لمساتك يحولني
إلى جنية
اسكنك وانسى نفسي
كروحين في جسد واحد
وبالانابة.
غربة قنبر
51
تشرق كالشمس
على أعتاب قصائدي
تعطر سنين غربتي
خيالاتي وعرة
وكنوز أحرفك كاللؤلؤ
في الاعماق
تداهم معاقل أحرفي
وتمنحني احلى القصائد
في نحري أزينها كالقلائد
حضورك يطفو كالزبد
على وجه الايام
تسرق النوم من جفوني والمنام
أبتاع لك من قصور شرياني التاجي وخافقي المعذب
أحلى الخلاخل
واجمل كلام.
غربة قنبر
52
مر بسلام
حطم محرقة الكلام
اكسر قيود الظلام
أعبث بشعري كالريح
داهم أوكار المكر
فما زالت باكرة قلبي
لم يمسها قصص الغرام
مر بسلام
خطى قلبك أعرفها
وئيدة وتعشق الوئام
وتربة محياك خصبة
لكل محبي الكلام
اشتاق لوقع صدي نبضك على مسمعي والهيام
مر بسلام
مازال قلبي نازحا ومهاجرا
في الخيام
شواهد الطرقات في مدن قلبك
يدلني الى دروب الاحلام
وانا مازلت أعاني من سكر الصبى
وجذوة الأنغام
مر بسلام
كل الدروب آمنة لك
بعدما جعلت لك من جسدي
كاسحة الألغام.
غربة قنبر
53
تائهة في صحراء قلبك
واحة عينيك
ملجأي
رياح الشوق تعصف بي
تحاصرك بالزوابع
فيختنق أنفاسي
وتولد شهقة بعسر
دوامة تدور بي
في منتصف بحر عينيك
يقودني إلى المجهول
أخشى الضياع
في موجة إعصار
تشمل كل اجزائي المتهالكة
وقبطان قلبي لايهوى السفر.
غربة قنبر
54
منذ أن هجرتني
وأنا اتعاطى حبوب منع النسيان
وأرصدة السعادة تتضآل
في بنوك عمري
منذ أن هجرتني
مالامس شعري مشط كفك
ولا قبلت وجهي مرايا الصباح
منذ أن هجرتني
كل الطيور
تسافر جنوبا
والأسماك تبحر عكس التيار
منذ أن هجرتني
ولون عيناي كل يوم في ترحال
منذ أن هجرتني
وكتفي وسادة فارقت نجمات
رتبك وسكت لساني عن السؤال
غربة قنبر
56
رغم الوجع
مازلت أحتفظ بوجهك
في طيات كتب الشعر
كزهرة مجففة
رغم الوجع
مازلت أتقاسم معك فطور الصباح
وجلوسي على شرفة ذكرياتك
وقت الضجر
رغم الوجع
احنط ذكرياتي
ارتدي ثوب الفرح
أقبل زهور وجنتيك
وأدور كالقمر
رغم الوجع
آراك مثل سارية علم
تطل بقامتك المزدهرة
على أرصفة كلماتي
وأزقة بيت القصيد
رغم الوجع
تتسلق سلالم مشاعري
وتحتل أعلى نقطة
في مواكب وجدي
وقافلة عمري تسير
الى حيث المصير.
غربة قنبر
57
يا نصل السيف
المغروس في جسدي .
ياغابة خيزران..
كيف لي
ان ارتوي منك
وانت قابع في الجنان
لامفر لي من عشقك ..
يابراري الخزامى ..
ياإقحوان
غربة قنبر
58
زهوت حبا
حينما عانقتك
وترفعت وكانني منك خلقت
خمر عينيك
سكري وصحوتي
كلما اتاني مخاض فراقك
سألجئ الى نخل كلماتك
وآكل رطاب
عينيك
وأقر عينا.
غربة قنبر
59
على الطرقات
وفي مدن الشجن
لي ذكريات
تعادي الزمن
خافقي المعذب
يدق بسرعة
كلما عرجت على زقاقكم
يود الوصل والطرق على بابكم
فجآة أنتفض
من الحلم
أعلم أنكم غادرتم رئة اللهفة
وسكنتم سماء الحزن
ألفتم العيش كالغجر
على شرفات القدر
يوما تستوطنون ساحل الضجر
ويوما تغتالون قامة الشجر
تداهمون محيطات السكون
وتبتلعون قحط السنون
وتنزوون في ركن القلب
منتظرين مني الرد.
غربة قنبر
60
ساجلد السين
وسوف
وتاء التانيث الساكنة
الى متى تبقين ساكنة خرساء
وكل الضمائر المستترة والمتصلة تقف لك بالمرصاد
كوني حرف الوصل
كوني مستثنى بالا.
او كوني لفظ الجلالة
غربة قنبر
61
صدفة
كم تمنيت من الصدفة
بك أن يجمعني
من غير موعد
وبغير ترتيب
فجأة
تطل علي كالصبح
كالفرح
كالفاجعة
من غير إنتظار
كالاقمار تزين سماء لقاءنا
صدفة
آراك ماثلا أمامي
بكل جلال هيبتك
والأماني
تدفئني بموقد وجودك
تزين خارطة المكان
تبتر ألسنة الواشين
وتزين موائد العاشقين
بحقيقة وجودك
وتمطر ياسمينا في غير موعده
تبا للصدف
لا أدري كيف فاوضه المرتشين
كي لايجمعني بك
وخانني
وخانني الحنين.
غربة قنبر
62
سلبتني وقار السنوات
التي ادخرتها
وجعلتني كالاطفال أهوى الانطلاق
اتسلق الشجر
كم كان حبك رائعا حينما احتوتني
وكم كان هولي
عندما دق ناقوس الخطر
ساكون زاهدا في كل شيء
الا حبك
فلا يجدي معه الا التخمة
بك ارتقيت سلالم الكلمات
علمتني المشي
على ناصية التاءآت
وكنت احبو في طريق الكتابة اتعثر بالرآت...
شتان مابين من يعلمك الحرف
ومابين من يسرق الحآت
شربت كأسا وحطمت اخرى
وسرت وحيدا لا اهاب الورى...
مرة اعاين الطرقات..
ومرة اتعافر بالثرى
وعندما التقيتك .
نبيذ شفتاك ذاقتني الورى
غربة قنبر
63
هل هو اختلاس؟؟
إن سرقت لحظة من وقتك
أو طلبت إلتماس
لقاءك
هل هو اختلاس
إن سرقت رغيف القمر
وأطعمته للعشاق
أو آنست وميض البرق
في ليالي الشتاء
هل هو اختلاس
إن سرقت نظرة من فتحة الباب
وسمحت لشعاع الشمس
دخول غرفتك
كي يبات كحمامة على أعتاب
ناظريك
أهو إختلاس؟
لو أمطرت كلماتك بزخة واحدة
طوال صيفي الجاف
لو كان بيني وبينك سدا
كنت لا أهاب الحراس
وأعلن سطوتي
على مناجم الفرح في عينيك
وعلى مرآى من ذي القرنين.
غربة قنبر
64
اخبرني العراف بأنك لي
ويداك ستكون معانقا يدي. وجاءت الاقدار
ومرت الايام .
فصدق المنجم
وكذبت خطوط يدي...
فهواك لغيري
وجفاك لي
سيصدا قلبي ان لم احبك .
واطرافي تصاب بشلل رباعي
ان لم اكتب عنك
وعيناي تغدوان مجرد كرتين زجاجيتين إن لم انعم برؤياك
رمح يماني قامتك الجميلة
وعود خيزران
سألتف حوله كلبلابة وأجني منه الزهور والورود البرية.
حينما تبتعد عني
أشعر وكان خمسون سنة ضوئية بيننا
ومحيط من الصقيع
تحيط بحنجرتي
كأذرع إخطبوط وهمي
وكفيك الساخنين لا أحتويهما كطفل فرح بعصفورتين
كل جرعات حبوب منع حبك
لم يجدي نفعا
فكل يوم أزداد حبا
وأحبل في حبك بأطفال غير شرعيين .
غربة قنبر
65
كطفل صغير
عدت تهدهد في ارجاء قلبي
تمسك طرف ثوبي
تصرخ
تتبعني
تجهل المصير
تعلن أنهزامك
في ساحات المواجهة
وترفع الراية البيضاء كقلبك
بعدما كنت ترهبني بالزئير
ما عاد صوتك
يلهمني
ولا يشكل الحيز الاكبر في قصائدي
ولن تكون يوما موضوعا
دسما على موائدي في نشرة إلاخبار اليومية أو في ميادين
التحرير
لم يعد حالة طقس قلبك يعنيني
ولامناخ الحنين
ولا الرياح الهابة ولاالعواصف
ولا المنخفض الجوي في أجواءك
ولا عواطفك الثلجية ولا العواصف الرملية
هل تريد ان تقرا
ملفي الشخصي بعد التعديل؟
غربة قنبر
66
عشتار تبحث عنك
والقيثارة السومرية .
منذ ان هجرتني
بابل غدت سبية .
وزقورات اور وإيوان كسرى.
وكل الرعية
إن عدت يوما
أشعل كل شموع الجنائن المعلقة
وازين شارع الموكب
وعربات تجرها خيول طاعتك
وأرسل دعوة حضور لعينيك
ولملك بابل
واقيم مهرجانا
وانقل ورودا ونرجسا
تعطر مقدم خطاك .
غربة قنبر
67
ربما ينجلي عن عيني
ضياؤك
سنى وهج اسمك لن ينمحي
من ذاكرة كتبي واوراقي
ربما انسى خطوط يديك
وكل الدروب الشائكة
والافلاك
فقلبي يقودني دائما باتجاه منزلكم
في سابع سماوات
ربما أشتهي فاكهة وجنتيك
في غير موسمه
واكثر الصلوات
كي اغتال بالنسيان صورتك
ومحياك
ربما كنت على وهم
حين زرعتك في ارض غير ارضك
وسقيتك شراب الغربة
وحديث النايات
ربما كنت ظلي في الشمس
الحارقة،لكني فضلت
إن احترق
واخترق عضامك. كأشعة اتغلغل
في الآهات
لأنشد ترنيمة
واتلو تعويذة
في حضرة وجودك الوهمي
في قرارة نفسي وفي كل المدارات
غربة قنبر
68
ساقتحم اسوار عزلتك
واحطم كل الاوثان بداخلك
واعطر مخدعك بالرياحين
واوزع الفرح على الملايين
واطلق سراح العبيد
من داخل نفسك
واكسر قضبان السجون
واعلنها ثورة بيضاء
واعتلي عرش الياسمين
حنجرتي حبيسة للدمع
وكفاي كطاحونتي هواء
انقش حروف اسمك على راحتي
يامن كنت سبب تعبي وراحتي
فلا يهمني ان جاءت فلانة او راحت
اعلم ان وثير المخمل لي ولي وحدي
سقيمة انا منذ ان هجرتني
جعلتك دائي وانت الدواء
غربة قنبر
69
إعطوني مدادا وورقا
كي أملىء أجوائكم فرح
فكل حرف عندي له قدسية
وألوان القزح
رحلة مخاض في الكتابة أعاني
وولادة القصيدة عندي في ثواني
تزخر ذاكرة قلمي
بذكريات وأماني
طفولتي كان في أرجوحة الكتابة
اكتب حرفا بكل رتابة
اغزل من الحروف دثاري
أتعطر برحيق الشعر
بيت القصيدة سكني
ما أجملها لوقضيت فيها العمر
اعطوني حبرا وقرطاسا
كي ازخرف وجه الورق
كعروس مخضب بالحناء
عند الشفق
انحت بالقلم كلمات تذوب في الفم
كقطعة حلوى
ماعاد جيوبي يتسع للسيل الجارف
الهادر من احاديث الجوى
لليل لنجوى.
غربة قنبر
70
لأنكم الساهرون على دروب المجد
لأنكم سائرون قرأنا في وجوهكم الحمد
رغم التعب رغم الكد
قرأنا آيات الشكر والأمتنان
يامن خذلتم الصعاب بعنفوان
مال لجمال جبينكم الشمس
حين الاصيل ومنذ الأمس
أنتم السائرين إلى ربى الوغى
حين لاح وجوهكم
كل جائحة أختفى
يا من آنستم التعب والسهر
علمتمونا التأني والحذر
ضحيتم بأعلى ماتملكون
روحكم ولم تأبهوا بالخطر
سواعدكم مجذافنا إلى بر الأمان
يا من ضحيتم بالأرواح والأبدان
تجرعتم الرمق الأخير
ولم يبقى للظفر إلا القليل
تيجان كورونا تهاوت
تحت مداسكم المعقم دون نذير
مرحى لكم جيشنا الأبيض
على يديكم قلوبنا تنبض
زرعتم السكينة في الحارات
اعدتم ترتيب خارطة القارات
أطفأتم بزمزم ابتسامتكم
عطش وخوف الناس
من الوباء.
هذه القصيدة مهداة الى كل الأطباء والعاملين في الكادر الصحي والى جيشنا قواتنا الأمنية البطلة
غربة قنبر
71
بلا مبالاة
يرمي سهمه في الأعالي
لايعلم إن صاب قلبي ولايداري
بعينين صافيتين
كأنهما نجم في ليل الدجى
والشفاه من نبيذ ارجوان
ماهمه عليل او مصاب
طريح
فراش الغربة
وفؤادي مابي داري
أروم القرب منه
وهو دائما الترحال
يهوى الرماية في ساحة الغواني
علو هامه ما تدنى لي
حين رآني مخضب بحناء سهم
اصابني وتغلغل في أحشائي
يا قاتلي والموت قربك حياة
لمن هام بحبك
وغزاك في عقر الدار.
غربة قنبر
72
لن يهدأ لي بال
مادمت بعيد عني كالاقمار..
لن يهدأ لي بال
مالم تتعانق ايدينا
ونتعلم لغة المكفوفين
لتقرأ حروف اسمك
النابت على كفي
لن يهنئ لي خاطر
ما لم اتأكد رضاك عني
ورضاك عن الخالق
بان جعلني لك
أجمل مآل
لن اصالح نفسي
ان اغمضت عيني
لحظة في حضورك
لن اسامح نفسي
لو التفتت الى شئ دونك
لن اتوانى عن تعذيب قلمي
إن ما كتبتك
لن ابارك في راحة يدي
إن ما ضمك
هل احتوت سماءنا
قمرا اجمل منك.
غربة قنبر
73
معك أفترش سهول البراري
وثير فراش يغرق جسدينا
نفترش سحاب الفضاء.
بدروب لا تالفها
سوى إمتزاج نشوتينا
بسخين العناق
معك أستبق الريح
لغد يملئها الوفاق
أغازل ندى ورود
ما مسها نسمة
اسافر لدروب آمنة
من فوضى ضجيجك والخناق
غربة قنبر
74
عند الاصيل
تلاحمت يدينا
وكان المستحيل
يلفظ أنفاسه
الأخيرة على شفى النهر
حين حطت زهرة لوتس
على زندي
واستقرت
عند الاصيل
لا أريد الساعة أن تمضي
دون تعليل
نسائم البحر تلحفنا
وورود النيل
عند الاصيل
وددت أن تتوقف الشمس
عن غروبها
كي تتوهج وجنتاك كقنديل
عند الاصيل
لامست ثغر قصيدتي
ونثرت ورود كلماتي
وابتدأت التقبيل.
غربة قنبر
75
أمنحك الحرية
لو كنت طائرا سجينا
في أقفاص قلبي
أو نغمة عالقة في ذاكرتي
أمنحك الحرية
أو باقة ورد في آنية
أحل وثاقك
إن كنت قصيدة
مكمومة اللسان
أطلق العنان للغة وأكتبك
إن كنت خيلا وليلا وصهيلا
أفك لجامك وأجعلك تصهل بحرية
أمنحك الحرية
لو كنت كروانة تغرد بشجن
تغتال زيف اللغة
والكلمات المنمقة
وتلغي سلم الموسيقى السبع
أمنحك الحرية
إن ألغيت قيود التقاليد والأعراف
من موروث سراديب العفن
وحكم الحضائر
أمنحك الحرية
إن حلقت بسمائي عاليا
وأنشدت معي سمفونية تغريد
الكروان خارج القفص
والزنزانة السرمدية.
غربة قنبر
76
في كل عيد انت فرحتي
وكل يوم اراك فيه هو عيدي
فيا حبذا لو حضرت
قبل ان يحل علي العيد .
كي اكون اول من ابشر الناس برؤية الهلال.
غربة قنبر
77
ساخبر الحقول
عن لون عينيك.
كي تتلون بلونهما
ساكلم البحر عن صدرك الرحب
قد تضيق يوما
وتتعلم منك
ساخبر السماء عن صفاء قلبك
ساحكي للطرقات
كيف احتوت لقاءنا
وضمت أحلى شجن
للاسماك الملونة
كاصابع يديك
وهي تسبح في كفي
للغيوم المسافرة
كيف حطت على يدي
عندما احتوتنا العناق
لنوارس البحر
حين كانت تحلق في سماء ما
وقت السحر
لاصداف الشواطئ
أو دقائق قضيناها تحت الشجر
ساحكي للتلال و الهضاب
والجبال كي تتعلم منك الهيبة
و الجمال.
غربة قنبر
78
ماذا لو تبتاع لي
منزلا في اقاصي القمر
أسوارها فضية
تحمل أمنياتنا
ومصابيحها فانوس عينيك الخضراوين
ومرآب
من سهول وطني الغنية
لاتصلها رياح الغدر
ولا عواصف الصحراء الهمجية
ماذا لو
سافرنا معا الى كبد السماء
بدون حقائب محزمة
كرحلة الانسان الأبدية
ماذا لو حملت وجه ابي السموح
في دفتر
وفي جواز سفري
إلى القمر واسوارها الفضية
ماذا لو حملت معي
فاكهة جبينك وكرز شفاهك الوردية
هل انت مستعد للسفر؟
أم أن السفر برفقتك محال
إلى القمر
غربة قنبر
79
هل بالامكان؟!
إن تسامرني
هذه الليلة
لأرتل على وجنتيك
احلى غزل
بأمان
أن أقف على أعتاب قلبك
وقلبك يرد على السؤال
أحضر لك وليمة
من العتاب
وزهرة أقحوان
هل بالامكان
حضور كل حمامات السلام
معي لهدنة مدونة على أوراق الشجر بعنفوان
هل بالامكان
أن تتخلى عن غرورك ولو للحظة
وتسكن عريشة عنب ورمان
هل بالامكان
زج قلبي في أزقة الوله
وأمنحي من عينيك نجمتان
كفاك كتفاك متكأي
هل بالامكان أن يكون لي
متكأن.
غربة قنبر
80
على ما البعد
قربك لي وجد وسهر
موطأ قدم بيننا
والسير دهر
على ما الحزن
والفرح على أعتاب قلبي
واللحظة في بعدك
تمر كالشهر
على ماالبكاء
وكل بحار الدنيا
أرتوت من عينيك
وانهمرت كالمطر
على ما الحنين
ونبض قلبك
يرويني الامان
منذ سنين
على ما الشجن
اوتار قلبك يعزف لي
أحلى لحن.
غربة قنبر
81
حدثني عنك
مازلت أشتاق لحرف ينبع
من ثغرك العذب
من منهل
لم يطب لي غيره
ولم يستطب
حدثني عن صباك
و مهد طفولتك
كقصص العظماء
فضولي يجبرني
وحكايات الغد
اضداد الكلمات في شفتيك بلسم
وجواهر
وانا مازلت اسافر مع المد
حدثني عنك
شطآن قلبي فرحة
ومآذن عيناي ترى الوجد
أتوق لزهرة تنبت على فيك
أو برعما وورد
حدثني عنك
كي أصبح أغنى
بما امتلك من حلو كلامك
وحديثك الشهد.
غربة قنبر
82
تعانق يدان
في ارتباك وسؤال
وحرج وذهول
تعانق يدان
حينما أشتد البرد
حينما اعتصرهما الالم
تعانق يدان
يد أم تداعب طفلها
ويد اشتد به الالم
يد عاشق التزم بالوعد
وزين بخاتم وعبير أصبع
يد ابتهل
ويد تعانق يد مرحب
تعانق يدان
بعد غياب الانجم والشهب
خوف وتأهب
الم
فرح
برد
حب
شوق
واليدان متعانقان
غربة قنبر
83
كل ما احتاجه الليلة
قافلة من الشجن
تسير إلى مدن أحزاني
تسقيني ملئ مساماتي
تنبش جراح الغد
تداوي وفاء وعهد
ومطرا تعطر درب الجفاف
وزوادة تشبع جياع الفرح
كل ما احتاجه الليلة
قبضة حناء أنقش به
كف العناء وأخضب به شعر
عروسة أيامي
كل ما احتاجه الليلة
قهقهة وهمس ودلال
على أعتاب المحال
وأمنيات في متناول اليد
طويلة الجيد والقد
تزين ساحات أحزاني.
غربة قنبر
84
مثل سنديانة تركتني في الصحراء
وحيدة اقاوم الرياح والرمل
ملئ حلقي
.وانا المتوهمة بسرابك وواحتك .
منتظرة قدوم قافلة
تنجيني من عبثك
وتطلق علي رصاصة الرحمة
سنون عمرك الخمسين اعشقها..
واعشق الباقيات منها .
ان كان لي نصيب
في ان تمتزج انفاسنا .
في صومعتك
لتدلني الى دروب ازور بها القمر.
غربة قنبر
85
كم وكم وكم كفكفت بكفك دموعي
ويا وليت ليلك حالك كليلي
وسين وسوف
سابقى سيدة قلبك..
قيثارة سومرية
صوتك القادم الي .
كلماتك في مسمعي بنود قوانين مسلة بابلية
تلوتها علية
فحفرتها في الواح قلبي
وقدمتها قرابين للالهة
مادمت ملكي ومادمت ملكتك
غربة قنبر
86
اسراب السنونو .
فرحة بقدومك
كفرحتها بقدوم الربيع
براري الخزامى
تفترش الارض لك عطرا
سهوب الشوق
عادت خاضعة لهيبة قدومك .
قل لي
اي قوة سحرية تملك
كي تجعل كل من رآك
خاضعا لصولجانك
وانا الملكة
تخليت عن عرشي وتاجي
ما ان دغدغ اسمك مخيلتي
غربة قنبر
87
عشتار فتحت بوابتها على مصراعيها حين اخبرته بقدومك
كل ملكات سومر واشور وبابل رعايا في محرابك
وانت المهيمن على قلبي
والخافق لقلبي
والجبار في سطوتك
والسلام لروحي
ساخلق ابجدية جديدة
تليق بك وحدك .
ما ان قرا الناس حروفي
قرؤك انت
غربة قنبر
88
ما اقساك!!!
حينما تقابلني ببرودك المعهود..
وكانك صدفة
خلقت لتقاوم قساوة الطبيعة
ولا احد يعلم
برخاوة وهشاشة داخلك
غيري حينما تحب
كل نغمة وكل ترنيمة
لا تتبارى امام عذوبة صوتك
ولاتضاهي جمال لحن موسيقى كلماتك
وانت تنطق اسمي
ولاتنافسها اية سمفونية
غربة قنبر
89
تتزاحم الكلمات
على لساني...
حينما اريد الكتابة عنك.
فكل كلمة
تريد ان تنال
شرف اقترانها بك
كي تكون جملة
انت فيها لفظ الجلالة.
غربة قنبر
90
الرعد والبرق
يولدان مطرا
ورفرفة الطيور
تولد نغما
وهدير البحر
يولد موجا وصخبا
وإن التقيت بك
يولد احلى قصيدة.
91
ليتك تعلم
إن البنفسج يحط رحاله
على وسادتي عندما تتكلم
واسراب فراشات
تحط على زندي
كأساور
حين يعانق كفك كفي الأبكم
ليتك تعلم
كم أزهرت شتلاتي
وكم انتشت عطرا شرفة قلبي
بأنفاسك
ليتك تعلم
كم كان حلمي
إن احادثك فكلمت ذاتي والعدم
ليتك تعلم
بنيت لك صرحا
من الماس في خيالي
وألبستك ديباج
من الكلمات
والأشواق
ليتك تعلم.
غربة قنبر
92
تمتم همسك
عبر أثير أيامي
فأنا أعشق السكوت
إن كان عتابا
فالعتاب في حضرة جمالك
سجود
تمتم كلماتك
ففي أذني لها وقع سمفونية
وعزف وعود
تمتم بوحك
كالرعد والبرق
كي تمطر ذهبا في سماء الوجود
تمتم بصخب
وزمجر
إياك أن تقطع خلوتي وتبعثر
أوراقي
ودواتي ومكحلة الشعر
كل يوم كفي تلد
حروفا جديدة في أبجدية بعيدة
لا يفك معناه
إلا تمتماتك مابين الأسطر.
غربة قنبر
93
كم يلهمني حروفك
انا الطفلة العنيدة
التي لاتريد ان تعترف
بانها هي التي كسرت انية الزهور الثمينة التي احتوت يوما ما اجمل زهور جمعناها سوية من حديقة كتاباتك
حروفك وطني
كلماتك تنسيني غربتي
تجعلني مواطن من الدرجة الاولى في عرش كتبك.
ياعطر الخزامى المزروع في جسدي.
كم تمنيت البكاء على اعتاب صومعتك
يوم تركتني في الفلاة
بدون ماوى وبدون دثار .
وانا اعلم بمدى ضعفك وشرودك من دوني
لكنك فضلت الصمت على الثرثرة كي تشبع غرورك.
غربة قنبر
94
سلطاني وامبراطور قلبي
أفتح لك ذراعاي
فتخذلني دائما ..
تارة بحجة ان ذراعاي لاتسع لحضنك
وتارة بحجة خوفك من حضني كي لاتنكسر اضلعي
سيدي وسلطان قلبي
كسر اضلعي اهون من جبر خاطري .
وذراعاي ممتدان الى اقصى الافق ويسع هيبتك وهواي
غربة قنبر
95
كفى ثرثرة
كلماتك ما عادت له وقع الزلزلة
تحيط بي من كل الجهات
لا ضوضاء يمنعي من الكتابة
ولا صدى اكاذيبك
مازلت في صومعتي
ألوك أحرف العلة
وأجتر ذكرياتي والأحلام
أتقيئ أدوات الاستفهام
وأشتاق إلى همزة الوصل
في كل الايام
كفى ثرثرة
عشقك فخ نصب لي كي لا أنام
كفى ثرثرة
ميلي لك لم يزيدني الا اتزان
كرقاص الساعة
كفى ثرثرة
أحرفي تختنق في المحبرة
ما عاد لخيول كلماتي صولة
ولا لشعري الطويل رونق
كفى مهزلة.
غربة قنبر
96
ألا أخبرتني
ماذا فعلت برسائلي
بعد ما فارقتني
ألا أخبرتني
عن يداك بعد ما ودعتني
ألا أخبرتني
عن ما علق بأنفاسك من عطري
ألا أخبرتني
ماذا صنعت بارجوحة قلبي
حين كنت تنام على مناغاة طفولتي
ألا أخبرتني
ماذا فعلت بقميصك الابيض الذي كنت أعشقه بعدما مزقتني
ألا أخبرتني عن مسودات رسائلك
التي كنت تكتبها لي ولم تصلني
أنا لازلت أحتفظ بكل ما يتعلق بك
من أقلام
ومحبرة
ومنديل بها مسحت دمعتي
أنا لازلت أحتفظ بحشرجاتي
وآهاتي من آخر لقاء
ولم ينتهي.
غربة قنبر
97
فليقذفني أمواج الشوق اليك
أو يحملني ساحر
على بساط ريح
فيكون لقاءي بك أجمل أسطورة يتحدث عنه التاريخ
أو أن يخبرني العراف
بان لقاء في الحلم ربما
يكون دروبها خطوط راحة يديك
أو ان يكون التخلي
عن عرشي
أجمل هبة
أقدمها قربانا
كي أنال كرم نظرة من
عينيك
غربة قنبر
98
وألقي القبض على القصيدة
كانت نائمة في بيت شعر
تحلم بالحبيبة
تبحث عنها في ثنايا الورد
تكتب لها أغنية جديدة
تخيط لها ثوبا
تطرزها بشذر ماس
تنمق الكلمات
تحيك لها كنزة شتوية
حين داهمو مخدعها
فزعت من هول الضوضاء
وصوت المخبرين
فقالت مابالكم
ماذا فعلت كي تكمموا فم القصيدة
انا هنا اغزل ثوبا من الكلمات والياسمين
لحبيبتي وعشاق الحياة
على مر السنين.
غربة قنبر
99
لاتسلم أوراقي للقضاة
لا تحاكمني على مرأى من الناس
فالحق معي ويا ويل قلبك
من الطغاة
أسعى بعشقك إلى النجاة
لا تسلم جسدي إلى جلاد الوطن
قد يتركني من غير كفن
ويواريني الثرى مع العراة
لا تبح عن أسراري لنوارس عينيك
ولا لاقمار الليل
ولا للغزاة
لاتحكي قصصي لليل
فالليل عليم كمهجتي ومبتلاة
لا تستند على جدار قلبي
فقلبي هش كالقش مصلوب على يد الجناة
لاترنو إلى غابات الود في احداقي
فالدخلاء على أعتاب وطني
كلهم زناة.
غربة قنبر
100
من أصدر حكم الاعدام
بحق الشمس
من منع عن القمر
رسائله الفضية
حين كنت شجرة
كنت أمنحك الضلال
وفاكهة ملئ السلال
وحين قطعت غصن مني
وقطعت أوصالي
وصنعت مني كرسي عرشك
ومداد وسرير للأيام الخوالي
كنت صامتة لا أبالي
وانتظرت أمام مقصلتي. ومقصلة الشمس
تاتيني بقلم من فرع شجرتي
او بعض أشعاري
فخذلتني
وصنعت تابوتا لقصائدي
ومنضدة خشبية
عليه تغسل جثث قصائدي
وبقايا أنفاسي.
غربة قنبر
.....................................
Saman Kakayi
Germany
تعليقات