1
ليتني أقدر
أن أعيد بكارة البراري
وأعيد هدوء الليل
من ضجيج مزقت قبة السماء
ليتني أعيد أصابعك
النابتة كبراعم على يدي
وأنتشل صوتك المذبوح داخلي
أستعيد مهدي الذي تبرعت به امي لجارتنا مع هدهداتي
وأغاني الصيف الذي
يبثها مذياع أبي
وأسافر على متن الحب
إلى مدن لم يطأه أقدام الغزاة
وأتوج الكبرياء ملكا على عرشي
وأعلن عن تنحي الشوق
وأستقالة الوله
ومصادرة كل المناصب الذي يعتليه قلبك الدكتاتورو
وأعلناستقلال ذاتي.
غربة قنبر
2
حلم
حلمت أمس
بأيام مرصعة بك
تخرج من نخر الزمن
الموبوءة بالحزن
كالمنخل الذي يصفي
أيامي
يداك تستوطن كتفاي كملاك خير
تشهد على لقاءنا الاول
عناقيد من القهقهات
تعلو عرش فمي
تسخر من حزني
ويدك الرابض على كتفي
جيش قادم من عهد ولى
يسترجع ايام مجده
حينما كان صبيا
ولم أستفق من الحلم
إلا حينما لمست يدك
وكان حنونا كيد أبي.
غربة قنبر
3
انت البداية
وموروثي القديم
منذ الخليقة
وشق أديم الارض
أرآك نابتا"على صوتي
وفي هديل كلماتي
ورقيق النسيم
جديلة ضفرتها مع أفراحي
أحتفظت بك مع ثوب العيد
ومع حكايات أبي
والترانيم
أصوغك قلادة لجيد أيامي
من أصداف كلماتك المنمقة
وحسنك الذي يأكل من أعناب عيني
أنت البداية
وكل ليل بك ينجلي
وحبل الوصل بك يبتدئ
كفتي ميزان العشق
بك تستقيم.
غربة قنبر
4
طيفك
لن أنسى طيفك الذي مر بي
منذ عام
حينما أقتفينا دربنا والسلام
حين عانقت عيناك نظرة مني
وحبستها في كتب الغرام
عطرك الذي مر من مساماتي
كأنها برعم غافي على شاطئ الاحلام
وقضمة اللوز في فيك
تكفيني ذخرا لأكثر من عام
ما أقساك حين تغادر عيني
فرمشي تعتل ولا تنام
والنعاس غادر مقلتي
مذ غادر طيفك عيني والهيام
سأغدو مثل ذلك المهاجر الذي
اتخذ بيتا في الخيام
وعيناه بالطريق مشدودة
ينتظر العودة إلى الوطن
وملاقاة طيفك منذ عام
غربة قنبر
5
(هواجس)
حينما غادر رأسي
متكأ كتفك
أعطيت لنفسي
جرعة زائدة من الامل
كانت كفيلة
بأن تفسد صبري
وأنتظر ولا أمل يمسي
انتظاري مر
كأيام هذا العام
وجرعة الصبر لااظنها
تكفيني أن أبقى على خير بدوام
فلا وباء هجرك يقضي علي
ولا عافية اللقاء
أنعم بها والسلام
كفانا هراء
فالغربة تنضح من مسامك
منذ أن خلقت
وفؤادي عليل بك لا شفاء
والسقم لم يغادر اوصالك
ولا الكلام.
غربة قنبر
6
حبذا
حبذا لو مر الكون
بمساماتي والمتون
كسفافيد تغرس
شوكها في اللحوم
خنجر الوقت مسموم
مابالك لاتابه بالنجوم
وفراشات الصحراء تائهة
تحترق جناحها لو لا الغيوم
حبذا لو زلزلت الأرض
ودمرت ما عليها
من أسلحة تفرم شبابنا
وفوق أجسادنا تحوم
والوطن المصلوب
على أذرع من فولاذ
فيك المصائب إلى متى تدوم؟
غربة قنبر
7
(عهد)
تعال نلتقي
وتعتبر قرار فراقك ناكلا
وترمي ملف الوداع
في سلة المهملات
وتنسى مامضى وفات
تعال نعلق مظاهر الزينة
والقبلات
في أروقة الحزن
ونبدا مراسيم الحفلات
نكاية بالألم
ودروب حزن النايات
دونك لا فرح يستمر
ولا زنبقة تحلو لها الرقص على الماء كالنوارس
ولايدي للقلم تلامس
كي اكتب قصيدتي
وأهمش على أحزاني
آخر الآهات.
غربة قنبر
8
(وداع )
ويستهويني فجأة
البكاء على ساعديك
لأذرف دمعا من دم
على يوم فراقك
عيناي حبلى كشجرة برتقال
بدموع كالسيل المنهار
على وجنتيك
ومازال السؤال
كيف تشرق الشمس دونك
محال محال
وشفاهك تربة خصبة
لاحلام الاطفال
في قطف زهور حمراء
وعبق بعطر الهال
ساذكر دروب العشق في كتب التاريخ
واسطر أسطورة في الخيال
معك خارطة أزماني مرسومة
بعنبر ومسك
بعدك كل الاماني
في حضرة غيابك وهم
وضرب نرد
وحيرة وفوضى سؤال.
غربة قنبر
9
(شجن)
تشابكت على العرافة
الاحرف
لم تعد تقرأ فنجاني
الممتلئة بك
وفيض أحزاني
فراشة حطت
على بعد رفتين من زندي
تداعب أمنياتي الخجلى
كي تعانق كفيك
فيتكور الأرض
وتبتسم القمر
وسيل الحرف
من أناملي أنهمر
شفاهي الصفراء
تنبت عليها قبل مبجلة
ردهات قلبي الشريدة
كطفل لقيط
يعاود الصراخ
مستسلملا لنوم
على أرصفة الانتظار.
غربة قنبر
10
(صلابة جفن )
لن يلتوي زندي
وكانت قضم شفاهي
ندما عليك
اهدابي الفزعة
أزينها بقلم كحل
لتسمو على قرنية الفرح
جيدي مازالت تزينها
قلادة من قوس قزح
شرر من عيناي يقدح
إن حاولت الاقتراب
من جحيم مملكتي
وتهافت الاعتذار
على ناصية الايام
لن يرجع طفولتي
التي أخدتها الرياح
كطائرة ورقية
سقطت في حارة
كل اطفالها حفاة.
غربة قنبر
11
(أمنية)
أرتجاج في الاحلام
وغثيان يلازم أمنياتي
ودوار
كيف لذلك الحلم
أن يكتمل
ودبابيس تملئ وسادتي
كلما ألقيت رأسي المثقل
بالتفكير
أشواك الحيرة تغرس أبرتها
والشك في الحيرة القادمة
والوعل الذي أضل الطريق
إلى القطيع
يخشى من افتراس ذئب الغدر
القادم إليه من المنفى.
غربة قنبر
12
في يوم عاصف
على تلال مجدك
وقفت مجردة من كبريائي
كنصل سيف
متهم وجاهز
كي أعلن برائتي من سيل النزف
وكذبك المترهل
ونبل غاياتي
في العدم
أعانق مسراتي وفرحي الضئيل
شمعة خافتة تتضائل شعائها
كنزيف الشمس ساعة الاصيل
قلبي الذي ذرف دمعه
على عتبات الليل الطويل
عادت يانعة وبراقة
كذهب صقله مطرقة وأزميل
وأشتدت عودا وقوة للكتابة
ماعاد سلاسل حقدك يكبلني
ولا خمول مشاعرك
والرتابة
كاحلي تحرر من سلاسل غيضك
والصدأ ينخر في الصلابة.
غربة قنبر
12
(حنين)
أغادر آخر معاقل الحنين
أكتبك بوردة أو سكين
أسدل الستار على مسرح الحزن
وأقتات من غابات الأنين
ألملم شتاتي المبعثرة
أطارد شبح الهجر
أغصان مالت من ثقل الحزن
وتشربت من سنين القهر
ولازال أصابعي العالقة بعروة قميصك
يذكرني بك رغم مرور السنين
وأنفاسي النابتة على ربى صدرك
دائمة الخضرة والأنين
وكل لمسة منك أزهرت برعما
حتى غدوت غابة نسرين.
غربة قنبر
13
يامن سجد لك
الشمس والقمر
والاحد عشر كوكب
مكيدة أخوتك
لم يمنعني عنك
قميصك أعاد لي الروح
قبل العين.
غربة قنبر
14
بشيء من الترف
أتذكر قساوة يديك
حين الوداع
حين كسرت إناء الخزف
وجعلت ذلك الطفل اللقيط
يصرخ بشغف
ويتودد اليك
تبا" لقلبي الذي
يأوي مشاعر غير شرعية
في ردهاته وينتظر منك
الاعتراف بأبوته وبنوته
وانا مازلت أهذي بأسمك
المكتوب على هوامش قصائدي
وانا اجري الاختبار الجيني
لأرجحية بنوة قلبي الذي ينبض
بأحرف أسمك.
غربة قنبر
15
(قلبي لوحة تصويب)
مثل لوح تصويب أبكم
أرمى بسفافيد
أصوب من الحادق
والاصم
في كل مرة لا أجيب
كم هلل مصوب
حين أصاب
وكم عاد مندحرا مخيب
ليتك كنت تعلم
أن خافقي مصيب
وأزدت طعنا حينما كان هدفك التصويب
سفافيد جارحة تغرس بنهم
لوح قلبي وما من مجيب
ليتك تعلم أيها الحبيب
بجروحي تصيب وتتعلم
غربة قنبر
16
(رأسك)
رأسك المتكىء على كتفي
أزهر وتبرعم
حملته وهنا" على وهن
لم يتعبني
لم أتألم
حملته أصرا"
ولم يتعبني قيد أنملة
كنت لي الشجن
وفرحتي المؤجلة
يا رجلا" أتعبه الضجر
أما حان الرحيل
عني
كي اسكب حديثي
على لوحة مفاتيح وريدي
وأغازل القمر
أما حان أن أفرق
الغيم المنفوش بغمامة
أو تجعل منه وسادة
ومتكىء لرأسك
وتعتذر للضجر.
غربة قنبر
17
الليلة أستجمع
زجاجي المكسور
قطعة قطعة
اني متأكدة بأني لن أعثر
على الجزء المفقود
لن أبالي ربما أستعيد
زجاجي
وأملؤها زهورا وخمور
ربما أعثر على ضالتي
في قلبك المثقوب كزجاجتي
لم أمني نفسي بالكمال
ففي داخل كل منا فراغ ومجال
سأعثر لامحال
عن بديل يغنيني عن السؤال
وأحمل زجاجتي الملتئمة
وأجوب مقاليد الحب
في كل البلدان
لعلي أعثر علي جزئي الفاقد
أو كلمتي المصلوبة.
غربة قنبر
18
لاتغضض النظر
حينما لا يبعدني عنك
رمشة عين
أو في الصيف زخة مطر
احذر كوامن نفسي
وتجنب الغور في أعماقي
فأنها كالدرر
قوافي شعري لاتصدأ
وإن مر عليها أيام ودهر
سأنزع فتيل الصبر
عن صرختي
واملئ الأجواء ببريق القمر
أطلق العنان لقوافل الشعر
ماخفي منها وماظهر
خيباتي أخفيها
بين أجنحة النجاح
وإن مال شراعي وأنكسر .
غربة قنبر
19
(ليلة امس)
من بقايا كنوز لقاءنا الاخير
خزنت أمس همسة
ألهبت في قلبي السعير
ليتها كانت الرمق الاخير
كي أنسى أسمك
وأحلامي على الزند الوثير
فألهو بقلبي الكبير
في باحة ذكرياتك
وانسى ذلك الصغير
الذ ي لايرضى الا برضاب ريقك
وبقايا العبير
فألعن هوسي وشغفي
كيف نال ذاك العبق الوفير
من زنديك
ونسي العبير.
غربة قنبر
20
كيف للقوافي
أن يتناغم مع أسمك
والحروف عالقة بشذى عطر
مر بالقرب منك.
هل لي أن أختار
نجوما وأقمار
أرصع به جبين أيامي
الواقفة على قارعة الطريق
بانتظار قدومك
والكلمات النابتة على أصابعي
كسنبلة يانعة تنتظر رسمك
وتخشى لغة الحوار
كيف للقصيدة
ٱن لاتخشى الحضور
في حرم جمال اسمك
بكل حبور.
اسالك الدعاء أن تدع
حروفي
كي اكتب ما أشاء
أدونك في قصائدي بكل بهاء
واتنفس همسك.
غربة قنبر
21
(لقاء لم يتم)
تمنيت لقاءك
على وثير عشب ندي
كلقاءي الأول بك
حينما أرتجفت يداي خجلا
كعصفورة منزوعة الريش
في يوم ماطر
فما كان مني إلا أن أختبأ
في حنايا سترتك الرمادية
كي تملئني بدفئك المعهود
وألقي برأسي المثقل
على أريكة كتفك الوثير
وأنال قيلولة صيفية
في حجر قلبك
وأنام نومة أبدية.
غربة قنبر
22
(حرية مؤجلة)
كلما فاح عطر ذكراك
أود أن أضيفك يوما
في أيام الأسبوع الثامن
وفرحتك المؤجلة
كمواسم الفرح في وطني
متى يعلن قدومه؟
متى يكسر قضبان سجني
وأنعم كالعصافير بجناحين
وريش مخضب بدم ساجن
فرحي
أنت أحد أسبابه
تعطر ناصية أيامي
وعتبة قلبي بوجودك آمن
وشرفات عيناي
مزهوة بك
وحزنك في أعماقي كامن
متى ياترى أحظى بوصلك
غدا"؟من منا للغد ضامن
تمر عجالى
في دروب أمنياتي
وإناء صبري مكسور
يبحث في ليل صدك
عن حجر آمن.
غربة قنبر
23
(الرحيل)
ماذا عساني أن أفعل
لو أدركتك وقت الرحيل
هل أحزم حقائبي معك
أم أودعك دون تقبيل
صورتك المنقوشة
في ثنايا جسدي
خطه القدر بدون أزميل
يلمع كالشهب في أعماقي
كلما تذكرتك
صباحا أو حين الاصيل
لما لم تخبرني
برحيلك
أولم يكن بمقدورك التأجيل؟
خيول فراقك تصهل غير آبهة
أني أخاف الصهيل
رحماك خافقي
من غربة الروح في وطن
نهاب فيه من الترحيل
إن كان لابد من رحيلك
خذ حفنة من روحي
أو قبضة من تراب جسدي
حين أموت بدونك
ولا تبجيل.
غربة قنبر
24
(عيناك)
منبر عينيك سجادة خضراء
عليها أقيم صلواتي
أتفقد بريدي
رسائل عينيك تفيض كالانهار
في ربيع تصوراتي
تتسارع رؤى شغفي
فأقرأ بعض تخيلاتي
استقبل البث القادم من حدقتك
وأمواج الفيروز الآتي
ألتهم بجنون رغيف الشوق لعيناي
وأواصل عزف الحرف في النايات
مالك تخفي الرسائل عني
وعيناك تبوح بالنبرات
وتكتب بمداد اللحظ
أسمى الآيات
فأتوه في تلك اللؤلؤتين
ولانجاة لي غير رزمة بريدية
من الكلمات.
غربة قنبر
25
(يوم زمردي)
على شفى الايام
أواري أحزاني
في ثرى الظلام
وأشرق من جديد
من تحت الركام
أنعي القمر في خسوفه
أمني النفس بالصبر والسلوان
أعزي الأشجار لو تعرت
من أوراقها
أبتهج لرعد السماء
محملا بالأمطار
وبسحابة ندية مثل شفتيك
أتمايل مع المد والجزر
وهيجان البحر
مثل مراجل قلبي
الغاضبة
وأساير تقلبات الطقس
وتقلبات مزاجك
بلفتة حانية
سئمت احصائيات الحروب
والتقارير الصباحية عن أعداد
موتى الجنود
أبحث عن موقع
تبث أخبار قادمة
من شارع الموكب
وبوابة عشتار
وشقائق نعمان
نابتة في باحة دارنا وجلنار
لا أريد فجرا رماديا"مشوبا"بالاهوال
أطمع في صبح نقي صافي
متفتح الازهار.
غربة قنبر
26
(حلم ليلة صيف)
مثل كفتي ميزان
كفاي عالقتان
على كتفيك
بتساوي وبدون ميلان
تلتقطان القمح كحمامتي سلام
من ثنايا فاك وتشكران الرحمن
بين حين وآخر
تبتهلان لله وتسجدان
لانك في كل قصائدي
كسنبلة يانعة
كغصن بان
ومساء فيروزي
بلون الارجوان
يخيم على برد يديك
والوجنتان
تتلو تغاريد الغربة
على قلب أتعبه الضجر
في محبرة الكلمات وأندثر
كليلة صيف
ذابت فيه ثلوج وأنصهر
وأبريق الشاي
عن صفيره ما تخلى
عندما تناغم لحن الكرى في مقلتي
وأختفى
فجفلت من نومتي
وعلمت أنه حلم ومضى.
غربة قنبر
27
(صباح رمادي)
أحاور كل صباح
أقداح الشاي
وخيوط الشمس
وآنية الزهور على مائدتي
أسأل زقزقة العصافير
وكلام النواعير
وستائر الحرير
كيف يمضي هذا اليوم
أسئلتي تحيرني
ورود بساتين تفوح بالحنين
واليمامة التي بنت عشها
على سور نافذتي
مازال شدوها الوجيب
ترتل لحنها السرمدي
فأقلد رجعه
فيسكن الروح النحيب
الآن أحاور شرفتي
وتجاعيد الستائر في غرفتي
تروي لي حكايات
كل صباح أفيق على صوت بائع
الخبز
وسينفونية الحنين
التي تهطل علي كزخات مطر صيفية
وأغازل عصفورة مرتعبة
من صوت المدافع
وكل صباح أتوق إلى تغير
في روتين الكرة الأرضية.
غربة قنبر
28
عيناك
لي عندك رجاء
أن لا تنظر ألي بدلال
تزرع بدر وأقمار
في ثنايا الروح
وتغتال اجمل الاعمار
مظلة خضراء عيناك
كساحة الاحرار
أستريح في التأمل إليهما
فيلاحقني الاشرار
تارة انا فيهما ضائعة
وتارة يجرفني التيار
أمواجه المتلاطمة تخبرني
أن أتجنب الإبحار
فالغور فيهما غير آمن
مثل بستان ورد ملغوم
يشتتني لو أدمنت الأنظار
لا تنظر إلي بدلال
كفى نظرة عند الاصيل
من تحت الخمار
او نظرة عن قرب
وقت الأسحار.
غربة قنبر
29
(عندما تحظر)
كلما ألتقيك
يكون العتاب حاضرا"
في سجل الحضور
أليس للعتاب دار او عتبة
يستقر فيه
ولن يحضر
أريدك صامتا حينما تحضر
كي ارسم لوحة سريالية على شفاهك من السكر
وأجرد لسانك من الكلام
كي لا تجلدني بسياط العتاب
كلما وضعت رجلك عتبة الباب
تخونني الذاكرة
هل كان لونك قميصك أصفر؟
أم زهرة ندية في عروة قميصك
الاخضر
سلب ذاكرتي
إلى يوم الحشر
فلم أعد أميز الاصفر من الاخضر
ولم يعد بمقدوري النوم
على أريكة الدفتر
فأنسى ما أكتب
وأصيب بعمى الالوان
حينما تحظر.
غربة قنبر
30
(أنين السنين)
حينما داهمني
رياح الحنين
كان قلبي مستلقيا
على أريكة النبض
لا ينطق ولايلفظ
حرفا
حين بادرت بالسؤال
عن حالي وكيف المآل
نفضت عن شوقي الغبار
وقلت انا في أحسن حال
أتدري كم صعب الكذب
حين يكون الصدق جمال
أصابعي تلتهم شوق الكلمة للمقال
وتزهو بالكتابة عنك
يا آخر من أتسم بالجلال
محال آراك
دون أن يرتجف خافقي
كشلال هادر
كضربة زلزال.
غربة قنبر
31
نجم أفل
بعز رحل
ملىء الأجواء بالقبل
محياك كان ولم يزل
يزهو به العراق والملل
تربعت على عرش النجوم
وفي كل محفل كنت تحوم
وسط المستطيل الأخضر
نجما تسطع وتفرح قلوب البشر
يانجما جمعت كل طائفة ولون
ملتقى ورد في آنية زهور
رحلت صامتا
وعشت هادئا
خدشت مشاعرنا
جرحت فؤادنا برحيلك المحتوم
هنيئا لك سيرتك الفذة
تركت عبقا طيبا أينما حللت كالوردة
يارجلا في هيئة ملاك
محال لنا أن ننساك
غربة قنبر
مهداة الى اللاعب النجم المحبوب احمد راضي في عدمه
32
(تأملات)
هذا الفجر الرصاصي
ينبعث من دروب عينيك
منيرا"ساحات أيامي
كبارق سيف
يصارع نور الشمس
هذه الشفاه
كأنها قطعة جمر
أو فتافيت سكر
تسكر كالخمر
تصيبنى بالحمى
والدوار دون أن أعثر
أسمر
كما الشاي
يذيب قطعة السكر
تصيبني بنوبة جنون وسهر
أتمايل مع السنابل
شموخا وكبرياء"
عند ضفاف عينيك أثمل
والقامة السامقة
كل يوم حينما علي يطل
أزهو به شوقا
وحينا" أتأمل
وحلو كلامك دون اتساق
أفتخر به وأتجمل.
غربة قنبر
33
(حنين)
أيها الرابض
على شفى الوتين
كفى تدمي فؤادا"
هزه الحنين
إليك أرنو رغم الأنين
التجأ إلى زنديك
ووطني السجين
ألعق جراحاتي
بمرهم السنين
أقيم لك صرحا
بالبنيان الرصين
كلما عاودت جرحي
جلدت نفسي بعتاب
أمهرت حزني
وختمت بعشقك كتاب
وأعدتك إلى صدري
مثل غصن وسكين
غربة قنبر
34
ليلة أمس
أقترفت يداي جنون اللمس
حدثتك يداي بكل همس
هادئا متسللا من وكر جيبي
لابعد حدود الحس
تحاورا بشغف
تناغما على سمفونية الرقص
كل أصبع أخبر الثاني
عن نبض عروقك
حين اللمس
وكنت صاغرا للهمس
أخبرني الإبهام
بعد التحية والسلام
عن كفك الحاضن له
وطيب المقام
يداك مجذافي
والبحر الذي يحملني
إلى شاطىء الهيام.
غربة قنبر
35
(إبتلاء)
حين أبتليت بك
لم أخبر أحدا
أتدري ماذا يعني البلاء
حين ساورني الشكوك
أن تكون من نسل الملوك
أو تكون ملاك
عزمت بكل كبرياء
في قلبي أحمل حزنا
مثل مآذن كربلاء
أن أرضى بما اختاره لي القدر
وارضخ للعبة
وأنسى كل ماأندثر
أكون مثل أيوب النبي
أحمل وجعي
ولا أحد درى ما حل بي
حينما داهمني فيض جنونك
ناشدت من حولي
أهكذا يكون العشق
مزيج رائع من السقم والعافية
وفرحة اللقاء والغربة الجافية
وبين وصل وصد
وجزر ومد.
غربة قنبر
36
أنين الذات
يجلدني ذاتي
بسياط الندم
كلما أيقنت
إنا ماضون نحو العدم
فتارة أنبش أفكاري
وتارة ألملم كلماتي
وأختار من أحرفي الأبكم
يؤلمني صراخي
وشماتة جيراني
لو فاح أنيني وسمعه الأصم
يصدأ أحزاني
وتنخر الأرضة كالسل
في العظم
تحدث هوة في القلب
يشمت في القاصي والداني
وأنيني يكبر
والهوة تكبر
فلا أجد غير
نزيف حبري
على الورقة تشعر
غربة قنبر
37
(رجل خرافي)
لاتمت للواقع بصلة
أنت رجل خرافي
تغزل من الشمس قصيدة
وحصيرا"
كي يغفو جفن الشعر
على عتبة ناظريك
تتوه في عالم الغيب
وتسطر سمفونية الوجع
(وبحيرة البجع)
مع كل نبرة صوت حينما تناديني
أنت رجل من الزمن البعيد
تستفيق على صوت حفيف الشجر
ورفيف أجنحة القمر
حين تغازل هالة أحاطت بها
فتخالط بين القمر وأختها
وبين جمال وجنتي
ووهج الشمس الخافت
وقت الاصيل
تداعب برتقالة أبت أن ترحل
دون أن تلوح لي بكفها الزهر.
غربة قنبر
38
حين المغيب
أقف متأملا كي عيناك تجيب
تهطل علي كالفرح
تداوي جرحا ونحيب
ترتب فوضى مشاعري
أجوائي بك يستطيب
حين المغيب
تعانق كفينا
وأصابعي
نطقت بأحرف كالزبيب
توسدت كتفك الأيمن
وأسترسلت في النواح
وشكوى الحبيب
عللي أنت مدوايها
ما أحوج القلب الى طبيب!!!
أكتحلت عيناي بالغربة
منذ أن عرفتك كغريب
عند المغيب
سأدفن همي
وأواري الثرى
اوهامي
وحزن المشيب.
غربة قنبر
39
بلاعودة
تنتهك حرمات قصائدي
وأجوائي الزاخرة بملامحك
تحضر في غير الموعد
مثل سنونو أضاع ربيعه
تنمق كلمات من شفة الورد
وتخترق أجواء الربيع
ومواسم العشق
تحضر كالخيال
في المآقي
وتخاف زلة السؤال
تحاول عبثا
تواجدك في بيت قصيدي
وتتدعي الاخلاص كالثوار
تنبثق كالاعياد من مهجة الاطفال
ترسم قوس قزح على جبهة الجدال
فتعدو وراء شمس الحقيقة
كي تقبض على قرص
يحاول الاختفاء والغرق في بحر المحال.
غربة قنبر
40
(مازلت)
مازلت في كتب الحنين
أقلب كالريح أسمك
أشرح كل حرف
أفسر واداوي جرح
مازلت أمارس طقوس البدو الرحل
أسكن كل حرف يوما وأرحل
أدندن أغنية غجرية
يشبه أسمك وروحك القبلية
اعزف على ناي الغربة
وأصنع من شعري وترا”
نابضا ومن حروف اسمك غنوة
مازلت أبيع على رصيف الحزن
أشجاني
لعلك في مفترق الطريق تلقاني
لنزهو معا بلحن الخلود والنشوة
مازلت أبتاع لك خرز الحظ
وأزور مقام الاولياء
كي التقي بك في فجر رمادي
نواري به ذكرياتنا وآمالنا المؤودة
غربة قنبر
41
احن الى براري
الورد في أزقة قلبك والوجد
دروب طفولتي زينها الورد
من عتبة بابنا إلى البنفسج
المعطر في الوجنة والخد
غربة قنبر
42
(عتاب)
متثاقل جسمي
بثمرات العتاب
كشجرة تفاح
او كروم أعناب
أود النطق وسيف الكلمة
يجرح شفتي بحلو الأسباب
تتجلى في عيني
كضياء كباقة نور
على الجفون والاعتاب
مالي آراك مزدهرا بالشوق
تتناسى هجري وتطوي الكتاب
أدنو من ضفاف اللهفة
أتنزه في شواطئ الاغراب
لعلني أتبارك بلمحة
بحرف من سهول نبضك
وأبجديتك التي يجلدني
كمقصلتي كسجني
كحرف هجاء.
غربة قنبر
43
(جلسة سمر)
على ضفاف الوجع
أجمع أصداف
أيامي الحلوة معك
أصنع منها سوارا"
وقلائد ندم
أبث همساتي لك
عبر أثير الشفاه
لعلها ترتطم بهمسة منك
في أحلى صباح
أنسج من كلمات الغزل
أحلى قصيدة
أتلوها عليك بنبرات وئيدة
أزرع نظراتي شتلة يانعة
في سما عينيك
الخضراء المانعة
أرتل تواشيح
وأناشيد
كي تغفو على فرح وعيد
أتمتم معك ابتهالات القمر
كي تعطر ليالينا بزخة مطر .
غربة قنبر
44
كل ليلة أنزع رأسي
من جسدي
وأرتدي رأسا جديدا بلا أفكار
وأرمي قمصان عتابي في الانهار
أنتزع ذاكرتي وذاكرة القلم
أصلب على جذع الكلم
وأجلد نفسي بقساوة على كل النعم.
أترنح بين نعم ولا
وبدون جدوى
تترآى أمامي فأرميك للعدم
أتثاوب لقاؤنا
أنسى نزلات البرد التي اجتاحت علاقتنا
وأرميك بالحمم
أقتص منك بالصمت
فالسكوت في مطلع القصيدة
يبرئ الذمم
غربة قنبر
45
(ذكريات)
في نبرات صوتي
شيء من أنين الذكريات
كلما ذكرت أسمك
تلاه الصلوات
في أنفاسي اللاهثة
رئة تتنفس الحزن والآهات
ويبارك غزل الكلمات
ينسج من أحرف أسمك أجمل الشرفات
يتساقط على وجهي كالمطر بزخات
أنادي عليك
يجتاحني موجة من الحنين
ونزلة شوق
إلى كتفك وصدرك المتين
أحمل خطاي من قارعة الطريق
مسرعة بلهفة العطشان لرمق السنين
في عيناي تلاوة لمرفأ امان
تحملني إلى دروب النسيان
وتلقي القبض على اللحظات الهاربة
وتعتقل متمردي الاجفان.
غربة قنبر
46
أريدك مختلفا"
ليس مثل كل الرجال
لا تقبل يدي كلما لك مآل
لاتهديني وردا"
ولاباقة سؤال
أريدك رجلا" دون حاجتي لك
رغم الاهمال
تزيح عن أيامي غمة السؤال
وتروي لي قصصا"
كالاطفال
وتلبسني ساعة عندما أنجح
ولايستهويك الخلخال
انا أمراة ذاقت مرارة الهجر
وترعرت في حقل الصمت
زاخرة أيامي بالسكوت
وحزني مكتوب على طرف شال
انا أمرأة ممزوجة بالكبرياء
يفرحني منك قضمة سرور
أو همسة طازجة كالبرتقال
أريدك مختلفا"
كي أباهي بك نساء حارتنا
وكل الجوار
فأتفرد بينهم وأتفاخر بأنك
سيد الرجال.
غربة قنبر
47
تحذير
كم حذرتني ياأمي
أن أحفظ قلبي
بعيدا عن متناول الاطفال
ولم أنتبه إلى تحذيرك
پان حبه ضار
بصحتي
ونصحتني بالاقلاع عنه
ولم أنتبه
كم صريعا في هواك قد قتل
ولم ينزف
كم جريحا في ساحة غدرك
قد تلوى
ولم يتداوى
كم عاشقا أخذ جرعات كذب
من زيف حبك
من سفوح الجبال قد هوى
وبنار هجرك أكتوى
وكم وكم وكم
ومازلت أقرأ التحذير
المكتوب بالاحمر الفاقع
كلون نزيف قلبي القابع
في جسدي الهزيل المكلوم
الناطق بأسمك المهزوم
والرابض كحصان ملجوم
في أسطبل كياني
ولم أعلم أني خسرت معك ياأمي
رهاني
بأن حبيبي غير كل الفرسان
خذلانه لي
غير بياني
وجعلني كومة حطام
بنزيف من شرياني
لا يداويه كل حكماء الزمان.
غربة قنبر
48
غربة قنبر
لا تعتذر
لاتعتذر مثل كل مرة
فتخطأ وتعيد الكرة
أنا الآن قوية رغم ماكان
أقف على رجلين من الاقحوان
زدت صلابة بأنكسار قلبي
ولا أخشى طبول الجبان
كل مرة تعيد الكرة
فأقبل أعتذارك
وأصنع منك غابة أرجوان
تعاود تجريحي
وتعاود تلقين خطبك الفارغة
والأسئلة الهاربة
من معاقل الخذلان
كل مرة لا يسلم الجرة
وتفشل في أحتواء قلبي المزجج
فتأتيني بسلاح مدجج
وتنتهك عذرية الاجفان
بالدمع الرخيص
تروق لك دمعي الذارف كالخلجان
وتحيطني بقلادة العتاب
وجيدي صاغر للعناق
فألعن الشيطان
الذي يوسوس لي كي أسامحك
وأعود إلى الاوطان.
غربة قنبر
49
كالدراويش على باب قلبك
أستجدي الحنين
وأرضى بكسرة من رغيف حبك
ورشفة من كوز ثغرك
كزاهد في الحياة
أشتهي حديثك ساعة السبات
أطل على منبر علياك
وبكل ثبات
أنقر على أبواب قلبك
أينما حللت
كدفوف الدراويش
كي أعيش
وأطلق لشعري العنان
وزوادتي مليئة بالارجوان
وزادي الأنين
أتدري؟؟ماذا يعني طعام الزاهدين
أن أخير بين ملذات موائد العشق
وأن أكتفي بتمر ولبن
من قلبك الحزين.
غربة قنبر
50
حديثك
حديثك ندي كعباءة المطر
منمق كتحفة يدوية
أعشق الغور في أعماق حديثك
والتصنت إلى حروف جيدك
والى منبع الكلمات
التي تشق طريقها
عبر أسوار مملكتي
وتزين أيامي
بحدائق طيب من رصيدك الذي لا ينضب
ولا ينفذ من حلو الكلام
مهما أحيط باللجام
فلولاها ما حلى مسك الختام
الا بتحية منك وسلام.
غربة قنبر
51
صمتا رجاء"
صمتا رجاء"صرح أدبي رائع خطه أنامل الشاب حسن اشرف حسن اليانعة بكل ثقة،رغم تجربته الأولى في الكتابة نلمس الثقة بالنفس في إسكات ما حوله طالبا الصمت وبكل رجاء،فتراه تارة يبعث الأمل وتارة مشاغبا" وتارة أخرى يتغلغل فى حيثيات المجتمع سلبياته وإيجابياته ويضع بحرص لبنات حل لتلك المشاكل وبكل جرأة.
حسن أشرف حاول أطباق يد الخير على أفواه من أرادوا أن يحدثو ضجيجا" فطلب الصمت كي يسمعه الجميع.
كاتبنا الشاب طموح ويملك ذخرا رائعا من المفردات وقوة في اللغة
الفصحى لا يغالطه العامية وجمال في السرد المشوق فيجعلك متعطشا" أن تقرأ قصصه القصيرة
وخبرته في الحياة كالربيع رغم قصره جميلة ومنعشة.
صمتا"رجاء" يضاهي في الجودة كتابات الرائع رجاء النقاش فيه عبرة ومعالجةوسرد جميل.
شكرا" استاذ حسن لما أمتعتنا من هدوء نحن في أمس الحاجة إليه.
شكرا لنسخة الكتاب الذي أهديتني فقد زينت مكتبتي المتواضعة.
غربة قنبر
52
صوتك
أغتالني صوتك
الموسوم بالانين
في ظلمة الصمت
وسكون الليل
وغفوة الحنين
بدى لي مثل سيل طنين
وحزمة من الضوء يبقر بطن
الظلمة والطمأنينة
وغابات الناي الحزين
صوتك هتك عذرية مسمعي
بين شوق وإمتناع لأحرفك والرنين
النابع من وشيج كلماتك بصلابة ولين
صوتك الهادر كشلال
أزاح عن عيني غشاوة الصمت المميت
أعاد لي ذكريات الخوالي من السنين
صوتك بث احلى نغمة نابعة من صميم قلبك الحزين.
غربة قنبر
53
آخر سمر
سامرني وأبقى معي
كي نتقاسم ضوء القمر
ونصوغ خاتما فضيا
من ضوءها المنسدل
على أكتاف الليل
سامرني وأعبث بالنجوم
المزروعة في قبة السماء
وأحسب على عددها اللقاء
سامرني وأهطل على ذاكرتي
كزخات لقاء
أجعل من عتمة الليل
خيمة يأوينا
من تلصص الاغبياء
تدثر بنسمة يلحفنا
من برد الشتاء
بأبتسامة من ثغرك الغناء
وأجعل من جدائلي أرجوحة
لطفل قلبك السمراء
غربة قنبر
54
لن أقلع عن التفكير فيك
ولا عن تزوير أوراقي
بحجة التجديد
وانت بعيد
سحب غيابك تهطل علي
كزخات رسائل الكترونية
لا أقدر الرد عليها بروية
يصطف الشوق والوله
في طوابير جنونية
لانهاية لها
كي يخلد الى اللقاء
ويلعن الفراق
ويرسم خارطة العناق
سيول من العتاب تجرف ذاكرتي
ويقف لك بالمرصاد
ما إن تمد يدك
وتزرع الاقاح
في يدي وخدي
لن أتجاهل إهمالك
والغبار المتراكم على مكتب قلبك
وشرفة شرايينك
وأنية الزهور العطشى لرشفة ماء
لن أترك صيد المرجان
في بحار ثغرك والاقحوان
والندى المتلألأ على صفائح وجنتيك
وقامتك الممتدة كغابة خيزران
غربة قنبر
55
ساقني وجدي هذا الصباح
الى دروب تمر بها
وعطرك فاح
تطفح على جلدي
كزهرة قداح
أزهو بك رغم الجراح
أجتر الهجر وأسمو فرحا
وأرتدي بغضك أحلى وشاح
أعتلي منائر علياءك
ولبلوغ رضاك لن أنحني
أسامر الليل وكفك مدينتي
أتوه في أزقتها ليت الليل لا ينجلي
سما حلمك متشعبة
وأحلامي في رباك مد لي
من ذاق على يدك حلو الكرى
لا يرنو البعاد والملل
رفقا بعيني وصورتك هو المحتوى
من رآك في عيني سجد وصلى
أنر دربي بلمحة
من طرفك يا كل المبتغى.
غربة قنبر
56
فراق
تهامس الهجر واللقاء
على أعتاب شفتيك
فكان الهجر ينحاز لك بكل إشتياق
واللقاء يقف مكتوف اليد
لا يهوى العناق
يجوب الصمت بمدني المأهولة
بقامتك ودمعي الرقراق
أرنو لوصلك
والابتعاد عنك ترياق
أسترجع وعي بعد كل إنزلاق
في وحل طامة هجرك والافتراق
قل لي بحق كل صباح وإشراق
من يتوسد أحزانك والشهاق
من يمسح دمك حين يراق
من يجمع شتاتك كالعراق
وتعتلي صهوة المجد ثانية
وتغتال السراق.
غربة قنبر
57
رعد وبرق
على أسوار مملكتي
يخيم على الغرب والشرق
يفتك بكل جوانحي
يحيلني إلى تراب
رغم ما ذاب
مني ومن ظاهري قبل باطني
وقع كلماتك كالفاجعة
تهطل علي مطرا أسود
كجائحة حل بمعبد
وجراد يفتك
بخضر ابتسامتي اليانعة
تدس السم في حلق حروفي
تقطر ملحا على جروحي
سأمت حروف العطف
والسترة القصيرة
المواكبة للعصر والمعطف
والكلمات الواقفات
علي ناصية الصفحة
كأنها لجنة تشريفات
لاتمت للشرف بصلة
أريد حرفا صادقا كسنبلة
تتمايل مع الريح بعنفوان وكبرياء
بما تحمل مفتخرة
ولا تخجل من دنو هامتها
فالعنفوان يتجلى في وجهها كالسماء.
غربة قنبر
58
لا تورطني بالسفر
في أفق عينيك
فأنا خائفة من الضياع
تفقد بوصلتي الاتجاه
عند الإبحار
وعند الأنصياع
لمآرب عينيك
لاتوهمني بالتفكير
في تفاصيل ملامحك الجميلة
فقد تفتح علي أبواب
ونوافذ إغلاقها مستحيلة
لاتجبرني على التغيير
فمنذ الولادة وانا أعشق العبير
وأنام مع العصافير
بدون دثار وعلى غصن وخميلة
لا تلمس الركن المنسي
من ذاكرتي ولا توهمني
بعناقيد التفكير
تجاهلي أحيانا نوع من التفكير
صنف نادر من التأقلم
كي أعيش بلا تخدير.
غربة قنبر
59
﴿الصرخة﴾
معذبي وسجاني
متى الانعتاق؟؟
من سجن هواك
أريد الوفاق
أريد صرخة حبيسة الاعماق
ترى طريقها إلى النور
وتحل الوثاق
كم همسة ذابت
في بوتقة الحزن
ولم تتنفس الصعداء
كم زهرة شنقت
في حجرة البراءة
وهتك حريتها ودموعها الرقراق
معذبي وسجاني
أمنحني ولو مرة
حرية الانطلاق
في الفضاء الرحب
مفتوح الجناح
أمنحني ترياق الصرخة
كي أفقد وعي الجرح
وأحلم كسائر الاحرار
بالفرح
وابتهج بقطرة المطر تحت
ضوء الشمس
وأحيلها إلى قوس قزح.
غربة قنبر
60
﴿زلزال﴾
يتنبأ قلبي بزلزال حبك
يترصده
يتوقع حدوثه
فتحدث شرخا في جدار القلب
وتسونامي في محيط الوله
وسواحل الوجدان
تجتاحني كالبركان
تنزل على أرض قلبي البور
تقلب تربته
وتدمر المدن الساحلية
بعد كارثة حبك
ألملم أنقاض نفسي
وروحي الفتية
وأخرج بقايا
أحساسي من تحت الركام
بعدما دمر الزلزال جوانحي
وأحالني إلى حطام
أنزوي في طرف أوراق قصائدي
وأستعد لزلزال قادم
رغم تصدعاتي
وويلاتي
في الوقوع في الزحام.
غربة قنبر
61
متى يعود؟؟
حلاوات الرسائل بيننا
وإمارات المحبة والود
متى تنشر رسائلك الالكترونية
على صفحات وجنتي
وشبكات التواصل العنكبوتية
متى ياترى تسامر خيال الاحرف
وتكتب بمداد الالم جرح قضية
مازلت أبعثر أحرفي على مائدة القمار
وأخسر كل يوم قصيدة
وأربح وجهك القابع في قواميس
العشق وجدول المفردات
أبحث في معاجم اللغة عن تفسير
لأسمك ورسائل العشاق
لم أعثر على كلمة يضاهي جمال أحرفك
حينما كتبت لي بعطر الحنين
بعيدا عن الخرافات.
غربة قنبر
62
﴿أمنيات﴾
إن ضاقت بي الفضاء
سألجأ لعين تلك الحسناء
ففي عينيها اللقاء
وحديقة غناء
تسع قلبينا
وتحوي راحتينا
إن جفت بحور شعري
منك ألتمس الوزن والقافية
أركب البحور العاتية
وأغزل الشعر من خيوط القمر الغانية
أسكن رياح الشوق
أتلو على صدرك عتابات المطر
إن خيم الظلام على
سطح مكتب حنيني
سأجمع أوراقي
وقرطاسي وأصنع نورا من فيض
شعوري وأكتب أجمل غزل
إن بتر ساق أمنياتي
لن أستند على عكازة الايام
ولن أرضى العيش بدون أقدام
ففي كل حلم أمنية
وفي كل أشراقة شمس للظلام ختام.
غربة قنبر
63
﴿ذكرى﴾
نشيج آهات
تملئ باحة فؤادي
وأنت القاطن في حارة النسيان
تجتر حروف العشق
تمضغ ألياف الغربة في مدن لاتعرف غير الدمع في الاجفان
أسرح في بقايا الأوطان
انا أغرودة أم ثكلى
مفجوعة بموت وحيدها
وغدر الزمان
أنا قارب عشق تلعب به
ريح الصمت
والاعاصير تدك مسامير خيمتي المهترئة
أسميتها مجازا قيثارة وألحان
جعلت من صفير الريح
سمفونية عشق
أوهمت نفسي بسعادة زائفة
شبهت النار الذي يكوي أضلع حيرتي
ببرتقالة الغروب
غازلت وجهك الطروب
فلم يمنحني غير الخذلان
برد الغربة يلسعني
يبعثر شتاتي المنكوب
أستجمع شضايا لمساتك
المتناثرة على نحري
ومنكبي المكلوم
كم وددت
في بحر حبك أن أعوم
ولم أكن سوى فراشة حطت مجبرة على كتفك المصلوب.
غربة قنبر
64
هذا المساء
قرأت صفحة وجهك الغراء
أخذت قيلولة تحت شجرة
التين
وغابات الزيتون في عينك الخضراء
شربت من منهل ثغرك الماء
وأطلت النظر أبتهل بالدعاء
وأرجو من السماء
أن يمنحني ما أعطاك من نقاء
في صحن وجهك أرغب الفناء
وأسرح بكل خيلاء
في وجهك القمر محاقا كان أو بدرا
ابتغي الوصال واللقاء
هذا المساء
يؤرقني إطلالة الدخلاء
على معبد وجهك السمراء
حروف وجهك وكشكول قصائدي
يحملني إلى عالم الرتابة
يجبرني على الكتابة
فأحضر حساء الشعر
وأطبخه على نار هادئة
ريثما يستوي القصيدة
وأعلن العفو العام على جميع الحروف الحبيسة
في زنزانة حنجرتي
وأطلق ساقها للريح
كي تكتب عنك احلى تعويذة.
غربة قنبر
65
﴿أنين وحنين﴾
أترغب أن أنسج لك قميصا
من الرياحين
أني أتوق إلى السكن
بين غابات الحنين
أترغب أن أكتبك
نجمة في قصائدي
اني اخاف غربة السنين
أتدري أني زرعتك في شرفة مكتبتي كتابا
يقلب أوراقه ريح الأنين
اتعرف أنك السهد
لعين ماذاق الكرى
ولا جرب حلاوة السكر
من ثغرك التين
أتعلم !!!أني بعض من وقعوا
صرعى في ساحات هيامك
وانت كنت من الظالمين.
اني أحاور طيفك المرسوم
لا يدري بي جريح
ولامكلوم
أهتدي سرا إلى مخادع قلبي
فتكون النزيل الوحيد بها
رغم الهموم.
غربة قنبر
66
كل ليلة
يرتاد قلبي خمارة عينيك
وينتشي العطر
من خميلة وجنتيك
يتسكع على طرقات المدى
يحاور المشردين
وبائعات الهوى
ويناجي الأطفال الذين
بلا مأوى
يدنو من قطار الليل
يحاور مدن عشقك
يناصفك حساء غربتك
ويتمتم معك صلواتك
يرنو إلى غفوة
في تلك الخمارة
تسدل عليه ستار أهدابك
يلبث يوما أو بعض يوم
ويكمل سنينه الثلاث مائة
غربة قنبر
67
وعشقتني
وعشقتني حسب المقياس
الذي فصلته في قلبي لك
عشقتني بحجم طيبتي
والورد المنثور في داخلك
عشقتني لانك تعلم
أن حمضي النووي تحمل بصمتك
وأن ملايين النجمات
ترحب بمقدمك
لا مفر لي من القالب الذي صنعته
لتصب عشقي فيه
لا صرخة يجدي كي أتحرر منك
مثل نوتات الموسيقى
أساير أطوار الارتقاء
في عشقك
وأخلع نعلي حين الحضور
في محراب معبدك
لاني آنست نار وجدك
على مر العصور.
غربة قنبر
68
أوآه ياقلبي
وظننت إن قلبي
مغلق لأغراض الصيانة!!!!
من ذا الذي يصلح قلبي
ويصونه غيرك؟
من يعتلي صهوة جياد منبره
من يقدر أن يفك
رمز طلاسمه ويهتدي
إلى كلمة مروره
من بعدك ينتشي العطر
من ثغر فؤادي
ويداوي غربة الروح
وعطر هواك كل صباح
مع النسائم يفوح
ويخشى أن يبوح
لعلك لم تهتدي
إلى أشواقي
والدر المكنون في مسامه
من تخيلاتي
لترتق ثقب قلبي المذبوح
ترمم قلبي بلقاءك والحضور
وتجبوب في سهول قلبي
والبحور
تحل ضيفا على آخر معاقله
وتنشر نبضا
وحرفا وتفتح شرايين قلبي
وتجري الصيانة
على قلب لم يغلق يوما
بوجهك
ولم يعرف الخيانة.
غربة قنبر
69
وفاء
بالنظر لانتهاء صلاحية وفاؤك
قررت سجنك في متاهة الاخلاص
لتكون عبرة للناس
وتلوك خبز الاحساس
النابت في قلبك الوسواس
حينما غادر الوفاء عهدك
أرتجلت حافلة الحب
ولم أسير
من كان معي من الركب
وتركتهم في غيابة الجب
عندما فقد حبك عبير النقاء
طاب لي السكن في قفار الصحراء
واستعذبت الانين
بدل الحنين
سكنت بيوت البدو الرحل
دون السكن في المقل
وفاؤك والنقض
جرح جسد الحب البض
نثر الشوك في الدم والنبض
أدمى سيرة الكفل.
غربة قنبر
70
السيرة الذاتية
سأكتب الليلة سيرتي الذاتية
أذكر في أول الصفحة
أسمك وأبدأ الكلام
أنت ذاتي الذي أعرفك
منذ أن ولدت
وحتى أدفن تحت الثرى كالركام
منذ أن عرفتك أحببت ذاتي
كحلم قطيفة تنام على الرخام
كان البنفسج حلم عيناك في المنام
وسيرتي الاولى كانت على يديك
تخط بدل الأقلام
أكتب ماتشاء بوردتك أو بيمينك
فعطر سيرتي يمتزج بك ياخير الانام
تحدث عن شعري الذي أكتبه لاجلك كالانسام
وخواطري الذي أصوغها قلادة للأيام
وخاتمتي في يديك كما بدايتي
وخير الأمور في الوسط والسلام
غربة قنبر
71
خارج نطاق التغطية
كنت وماتزال
تدور في دوامة السؤال
ولا تعثر على شبكة
تربطني بك
ولا بالجوال
تعبت من البحث
عنك في كل أزقة مدينة عتمتي
رغم حظر التجوال
سئلت عنك العنادل والموال
تغيب في مدن كفي
إن حضرت
أو ارتكبت بحق نفسك الترحال
تجوب إيوان المدى
وتتيه في غيابة الفضى
وفي كل ركن منزوي تطوي السؤال
وتكبل معصم اللقاء
وزندي الفآل
سلاسل من الحديد
تحيط بجيد مملكتك
يغادر مدينتك
وينجلي الليل ولا أعثر لك
عن خبر ولا عن عاشق ضال.
غربة قنبر
72
(لن )
على نهج أسيادك
لن أسير
فقد خلعت عن ذاكرتي
عباءة التقليد السوداء
لن أرضى بتكميم حروفي
وسجن العبير
دروبي مستقيمة تأبى نهايات
كنهاية المتاهات
انا أحسنت الاختيار
مذ أن نسجت مناديل حرير
من أفكاري
ووقفت بوجه التيار
صغت من أصداف الحقيقة
قلادة وسوار
وأطلقت للريح صرختي
بوجه كل جبار
وكملت المسير
أنا حشرجة أمراة ذبحت
من الجاهلية
وأدت من عصر التتار
صوتي ماكان عورة
ولاكلماتي بدون دثار
قصيدة حب شدت
في ثغر جميل ومهيار
روضة غناء أحرفي
ومرآة دون إنكسار
صلبة كالصخر
أعشق الأرض
وملايين الاقمار
أترنح كالعش المتهادي
ولن أصحو إلا مع الأغيار.
غربة قنبر
73
(الشكوى)
أنتمي لصنف نادر
من الزهور
تدور مع محياك
كزهرة دوار شمس
وأهب النذور
لو حضرت
أو امتنعت عن الحضور
رسمك حاضر في ثنايا فؤادي
والقلب بوجودك مسرور
أنتمي لخلجان مادنسها اقدام حفاة
كل يوم عينك يمنحني البركات
أحمل همي
في دفتي صدري بلا مبالاة وأمشط شعر القمر
أزين فستان عرس النجمات
أشكيك لرب السماوات
أن لا تسكن خريطة رأسي
وتترك قلمي وتترك الدواة
فأنا بكل مبالاة
أوراقي تستنزف الكلمة من حلق القلم وتريد المحاكاة
لا تتهم ثغر قلمي
كلنا بحق عشقك جناة
ولن يسلم من أثم الكتابة عنك حتى الطغاة
مالي اشكي لك ذنبي
وانت الحاكم
وكل القضاة.
غربة قنبر
74
طحالب عينيك الخضراوين
يقلق مضجعي ويجبرني على الكتابة
يزيح عن أوراقي ملل يومي
ويمسح عن قصائدي غبار الرتابة
أهيم حزنا لو أطلت النظر اليهما
ومرة أشدو بالليل والعتابة
طحالب عينيك والبحر غربتي
رماني بدون قوس ونشابة
طحالب عينيك والموت دونهما
مقدس ومبارك كالشهادة.
غربة قنبر
75
(وهج الشوق)
خيوط حبي الاولى
في سماء قلبك أشرق
أنبلجت ضحكة وقمر وضاء
دون ثرثرة آنست الظلام
كما الشمس والفجر والضياء
أيامك يزهو بي
أمطار شوقي تروي مساحة حبك الخضراء
أعتليت ربى هامتك
وهل غيري في دنياك علياء
أروم لوصلك والتجافي شيمتك
وكسرت طوق الحضر لأجل لقاء
يستلذ أنفاسي إختناقي وحسرتي
ما دمت بطباق ثغرك أصل السماء
كم تصنعت الأجلال في حضرتك
وعيناي كما الألسن
في محرابك خرساء
جور يداك كما الاصغرين
مالبثت تنضم الى قافلة
الحزن في الصحراء
قد كنت بحبك متيما
وبوصلك أرتقيت مصاف الانبياء.
غربة قنبر
76
(تريث )
تريث قليلا
ولاتتخذ القرار
فقد حان الوقت
كي أدق آخر مسمار
في نعش غربتي
ولك أختار
تريث
فمازال النهار في أوله
وقرص الشمس يتبعه
ظل وحوار
والبحر لو يطرح بزبده
ولم يسدل الستار
والمد في أوجه
وإن مشيت عكس التيار
تريث ،فما زال في الروح نسمة رغم الاعصار
وإن كلام الليل يمحوه النهار
تريث ريثما اجد البديل
وأجوب البحار
وأمحو القبح من ذاكرتي
وأطفئ النار.
غربة قنبر
77
في حدود بلدية عشقك
أزرع شوقا
أنبت بسمة
أكتب قصيدة
لعلك تأتي
لعلك تبتاع خميلة
في حدود بلدية عينيك
أكون كحلا
قلما اسود كي أحدد
خارطة عينيك
في حدود بلدية شفاهك
أكون حمرة وأكون صدقا
أكون نورا لناظريك
في حدود بلدية عشقك
أرسم نهرا أرسم جدول
أخربش خارطة
حبي الاول
وأبني المستقبل
وتكون لي المنهل
في حدود بلدية عشقك
أتجاوز كل الحدود
وأهدم السدود
كي أوصل لوجهك المعبود.
غربة قنبر
78
التأجيل
لاتؤجل حنين اليوم لغد
سيل حبك يجرفني والمد
أقرأ رسائل الشوق
في عينيك وأقرأ الصد
ماعاد يجدي أن تخفي
كل هذا الوجد
لاتؤجل لقاء اليوم لغد
مازالت أسوار الرياحين
تناجي حبنا والحنين
وتقطف لك الياسمين
وانت انت تحاور السد
كي تمنع لطفك عني
رغم تعبي رغم الكد
لاتؤجل عتب اليوم لغد
فكل زنبقة ناصعة البياض
بالحب قد فاض
ونطق بالنبض
لاتؤجل ابتسامة اليوم لغد
قد لا تجد شفاهي غدا
على عتبة وجهي
أو في نطاق فمي
فتندم لانك لم تبتسم
لم تقبل بنصيحة أحد.
غربة قنبر
79
بلا حصانة
حينما أحببتك
لم أمنح أية حصانة
على فراقك
أو هجرك
كنت أنت العهد
كنت الوعد الذي أسند عليه
في كل العصور
حينما أمهرت معك صك
توبتي
والتنازل عن حصتي
في حدودي التاريخية معك
ومياهي الإقليمية
لم أحتاج إلى حصانة
وفاؤك كانت لي إستكانة
وحدود عدم
عندما أحببتك
كان قلبك حصني
وبقية عمري
وتاريخي المزدهر في يدك.
غربة قنبر
80
نسخة منه إليك
هذا الصباح
ذرفت دمعا على وجنتيك
حملت أصابعي المبتورة
ووضعتها في مغلف
وأرسلت نسخة اليك
نزفت دما من نهايات الاحرف
وكتبت قصيدة
حروفها عتب
وعطر من راحتيك
هل وصلتك نسختك؟
هذا الصباح
ارسلت طردا بريديا
يحوي قبلاتنا المسروقة
وآهاتنا المخنوقة
وحشرجات طفولتني
وبعثت نسخة إليك
بعثت أحلامي المسلفنة
وامنياتي المغلفة
بأوراق الهدايا
لصندوق الشكاوي
عله ينظر في طلبي
هذا الصباح ومثل كل صباح
أبعثر رزمة أحزاني
وأطلق بوابل من النيران
عل كل جرح
واحتفظ بكل النسخ.
غربة قنبر
81
بلا حذر
تسكن أعماقي
دون خوف ولا وجل
تدخل غياهب الآهات
تنام على ربى الكلمات
وتستقر في المقل
متى تغادر؟؟؟
متى تهاجر؟؟!!
أتعبني السهر
لو كان جناحي
من شمع
وصوتي من وتر
كنت لك النبض
الذي ماأندثر
بلا حذر
غادر أنفاسي
وأستوطن الضجر
أتعبني إنتظارك في العلى
وسراديب القمر
بلاحذر
أرحل ولملم وسادتك
ماعاد يجدي السمر.
غربة قنبر
82
زوادة فارغة
وبضع بتلات ورد
حملتها اليك مع قبضة
من تراب في يد
أبحث مع انفاسك
عن وطن
يحتوينا كلينا
ويحتوي جسد المطر والبدن
لنزرع نورا في بؤرة عين
ونمزق الكفن
نعاود رسم خارطة ملامح وجه
طفلة مبتورة الاماني
تفطر كل صباح بالاغاني
وتعزف على رغيف الشجن
وتحمل غربتي
إلى الصحراء الى البيد
غربة قنبر
83
(لن )
على نهج أسيادك
لن أسير
فقد خلعت عن ذاكرتي
عباءة التقليد السوداء
لن أرضى بتكميم حروفي
وسجن العبير
دروبي مستقيمة تأبى نهايات
كنهاية المتاهات
انا أحسنت الاختيار
مذ أن نسجت مناديل حرير
من أفكاري
ووقفت بوجه التيار
صغت من أصداف الحقيقة
قلادة وسوار
وأطلقت للريح صرختي
بوجه كل جبار
وكملت المسير
أنا حشرجة أمراة ذبحت
من الجاهلية
وأدت من عصر التتار
صوتي ماكان عورة
ولاكلماتي بدون دثار
قصيدة حب شدت
في ثغر جميل ومهيار
روضة غناء أحرفي
ومرآة دون إنكسار
صلبة كالصخر
أعشق الأرض
وملايين الاقمار
أترنح كالعش المتهادي
ولن أصحو إلا مع الأغيار.
84
أغنيات للغد
خلف أسوار المنال
عشقت روحك والخيال
من يستطيع أن يختار المحال
ويهيم بك عشقا رغم الجدار
تغلغلت إلى روحي والجسد
سكبت على جرحي الشهد
نسيت كربة نفسي
بين أمس وغد
مالي آراك ماثلا أمامي
في كل دروب الصد
رغم أنهيار خلجاني
وأنهيار السد
منذ أن خلقت
وأنا أبحث بجد
عن توأمي الملاصق لروحي
فعثرت عليك
في كتب
منزوية في توهان المد
عزمت على أجتياز غربتي
والاستيطان في بطين قلبك
إلى الأبد.
غربة قنبر
85
رد على قصيدة لي للرائع ابو فارس النبهان شكرا لكلماتك الجميلة..
أجنحة الشوق
تسافر بي الحروف
نحوك. نحو إبداع ممتزج
بالرومانسية الحالمة
وأرخي سمعي لعزفك المنفرد
على أوتار العذوبة
مروري على أحرفك
يجعلني أصل الى قمة الإستمتاع
قراءة ناصعة الأناقة منك
و ثناء يحملني للسحاب
الحالمون يصعب عليهم الرضوخ
تحت أشد الأضواء سطوعاً
تأبى أرواحهم إلا التعلق بأعطاف خيال وردي
روحانيتهم الجميلة تظل تغرد وحدها في سماء الواقع
سهل على القلوب هضمها
و على الأرواح تشربها
تألفها المشاعر بسهولة
و يستسيغها وجداننا كالشهد
كذاك كان موضوعك
دام تألق حرفك الراااائع
غربة قنبر
86
هذه الليلة
سأجمع تمايل أقراطي الذهبية
وأصنع لك منها أرجوحة
كي تمنعك من السهر
هذه الليلة
أفصل فستان سهرتي
وقفازتي الشفافة من الدانتيل
من ضوء القمر
اغزل أشعة الشمس
لأنسج منها سجادة حريرية
واتقاسمها مع راهب
للصلاة تحت المطر
وأحضر برتقالة الشمس قبل الغروب
على مائدة عشقي
فأطرب من غير وتر
هذه الليلة!!!
سأفك قيود حزني
وأصنع من السنابل
رغيف حرية لكل الشجر.
غربة قنبر
87
غربة أعماق
أرتمي في حظن الغربة
أبحث عن نجمة تناثرت
عن فراشة احترقت
عندما كانت مرفرفة بجناحبها
في اعتاب معبدك
عن سنبلة تمايلت
من ثقل حباتها
ولم تنال منجل حصادك
أتذوق مر الهزيمة
من لامبالاتك
وأجمع عبرآتي وأنيني
وأودعها
في ركن منسي
من قلبي
ليوم قد تهجرني فيه.
غربة قنبر
88
أستمحيك عذرا
لو طاب لي السكن في مقلتيك والخلود
فأنا أعشق الوجود
مثل الكرى على ضفاف عينيك
أستمحيك عذرا
لومكثت طويلا
وأستقر رأسي على كتفك
لساعات دون التخلي عن مرتع
حزني وفرحي على ساعديك
أبتغيك عفوا
إن تماديت في هجرك
وأعلنت إفلاس قلبي
من صكوك الغفران والصدود
أتحاشى إنجرافي لتيار
الوجد بين دفتي شفتيك
وأنصهاري في بوتقة الوعود.
غربة قنبر
89
آه لو كنت تعلم
منذ رحيلك وأنا أتألم
تركت زرعك الاخضر
في مفترق الطريق
بدون رفيق
وأنياب الذئب تفترس
لحمي الرخو
آه لو كنت تعلم
أمهرت ثغري بآخر قبلة
من بعدك
ونزفت من عيني الدم
حينما تخلت العصافير
أن تأكل من قمح غربتي
وأختارت أن ترفرف
على كتفك
والقمم
منذأن خارت قواي وأنا
أناجي طيفك الأبكم
آه لو كنت تعلم
سكاكر أصابعي فقدت حلاوتها
بعد آخر لمسة من يدك والفم
مالك غير مكترث بحلاوة
الوعد المقبل ولقاءنا
تحت مطر العدم
مالك تعير وجهك للقمر
واهل بيتك على باب الحوائج
يستجدي نضرة من وجهك الاشم
آه لو تعلم
عيناي بعدك لاتفارقهما الدمع
رغم كل ذلك إبتسم.
غربة قنبر
90
(الاسماء الخمسة)
ولك فعل الاسماء الخمسة
عند حضورك
ترفع شأن القلب
ويزداد حنينا
ويجاوز حد الرقة
تنصب كل شباك حضورك
إن مرت نسمة حرفك
أبقى شامخة القامة
منصوبة هذا القد
أن كنت بوسط الجملة
تطرب سمعك
وتجرجرني للهاوية
غير مبالية بالغد
تمنحني بعض حنين للياء
وكسر في الصد.
91
عن طيب خاطر
مازلت سأحمل
شوقي لك ؟
أم دمي في الدفاتر ؟؟
وأرسم القمر كوجهك
حين يطل على ضفاف المشاعر
مازلت أحتفظ بسمت أبي
كريشة أخشى عليه الوقوع
في براثن الليل الغادر
واكتب قصيدتي الاولى
لأتلوه على صدر ريح
حين تريد أن تغادر
مازلت أحتفظ بقطعة من
قميصك الاخضر
اتفحصه كل ليلة مثل كنز لساحر
مازلت أبحث عن قاتل أبتسامتي طفولتي البريئة
وامنياتي المولودة فوق الساحل
هل ياترى ألقاك ضالتي
بين جنبي الريح
أم ألمم آهتي وأسافر؟؟؟!!!
غربة قنبر
92
(قدوم)
تقبل علي كوهج السنا
تزيح غمة الظلام
عن أيامي وعن ذرى الأحلام
رفيف أجنحتك
يلامس أحرفي
تحيلها شعرا ووجدا وهيام
تعطر زندي حين الاحتضان
ببنفسج ومرافئ وحمام
سنا قدومك
أنار فنارات حزني
رمم مابي من أسى وحطام
تستولي على عرش نبضي
ودقات القلب وحروف الكلام
كم مكثت في قلبي؟؟
يوما وحيدا بينما في القلب عام
قدومك ثوب عيد لطفل يتيم
أبهجتي ، غير أني دون أنت
أبيت ليلي مسهدا
وعيناي في بعد الاحبة لاتنام.
غربة قنبر
93
(خطى هواك )
على خطى هواك أسير
في الليل الحالك
ووضح النهار
كن ثابتا حينما تختار
أنزوي في ركن قلبك
أتحمل فراقك والاعصار
هواك والسير ضد التيار
خطاك وإن أتعبني
تغلغل في ثنايا عشقي كالمسمار
كما الندى حاضر عشقك
على وريقات قلبي المنهار
كل صباح اتنفس عشقك
وأتقوت برغيف قلبك الحار
زاهدة انا في الهوى
رغم أسرافك في موائد العشق
المزيفة
فأنا اكتفي بخبز نبضك
وصحراء قلبي القفار
خطى عشقك ثابتة
كثبات عزمي على الاختيار.
غربة قنبر
94
(لقاء وهمي )
ذبذبة الروح
التقطت نفسا منك
بين مدار وأثير
ماعاد سيجدي التأخير
فكل خطوط حواسي
مشغول بك
وانت هنا منشغل بالتفكير
في بعض تفاهات تستجلى
مالا يحتمل التعبير
ماعدت أغامر اكثر حتى ألقاك
أو أمعن في التغيير
ليس بمقدوري أنتظرك حتى
كي أدفع عنك حواسي
مبهمة التقرير
نبضك داهمني كوباء
أو موجة حر عاصفة
في الصحراء
أو رادار حنين
أمعن في التشفير.
غربة قنبر
95
(ظلك )
سأستظل بظلك
من الشمس من المطر
في ليلي من السهر
تحيطني بظلك الوارفة
تمنحني احاديث السمر
اغفو إلى الندى المحبوس في أوراقك
إلى إبتسامة مدخرة
في عمق شفاهك
يادفء الفيء وظلي في المطر
اني لااخشى الشمس
وحر الصيف
إن كنت معك زال الخطر
يا ظلا رافقت ساعدي
وزندا كان من بعضي
وفيء الشجر
غربة قنبر
96
(عتاب )
حروفك المرصعة بالعتب
تصلني تثير في الشغب
أتقبلها مثل سلال كروم وعنب
كلماتك المزركشة كقوس قزح
تزرع ربيعاعن ناصية عمري
وتملئ ارجائي فرح
ازدان شوقا كلما سمعتك
ياعطر عمري الندي
همسك عبر الاثير
يعيد لي الزهور والعبير
أسير اليك وإن طال المسير
مع الريح مع الهدير
حروفك المصاغة بالذهب
تزدان بالعتب
يفرحني رغم التعب.
غربة قنبر
97
(مرآة وجهك )
وعثرت على وجهك
في المرايا
خاليا من النبض
مالكا للرؤى والذكريات
غارقا في أحلام المدى
لأيام قد مضى
تاريخ صلاحيته أنجلى
يناجي أنفاسي اللاهثة
وراء سراب عمرك
لعلني أعثر على شهب آفلة
من وجنتاك والسحر
طويت حلمي ضد مجهول
بعد أن علمت
أن قلبي المقتول
يعيش بين ثنايا نبضك
ورضيت بكل الحلول.
غربة قنبر
98
(الرهان الخاسر)
على ما تراهن؟
على ليلي الذي قضي
بين جنبات الشجن
على عمري الذي قضيته
أبحث عن وطن
على صلصال في يدي غدت
أناء من العفن
على عيناك الخضراوين الصامدتين
أمام المحن
على هيبتك التي لم يبقى منها سوى الكفن
على خيبتك في حضور مراسيم الدفن
على ما تراهن
ووجهك قمري الذي أفل
وصبحي الذي قتل
ووجنتاي الضمأى إلى القبل
وليلك الطويل في المنفى
وملايين المقل
في انتظار دمعة
من سماء عينيك هطل
على ما تراهن؟؟!!!
غربة قنبر
99
(عطار الحزن )
عطار أبيع الحزن
من يشتري؟
بضاعتي كسدت
وأنت لم تدري
يفوح منها رائحة أيامي
معطر بهم لم ينجلي
أحمله في قلبي
أينما حللت
والناس تبتعد عني
كحامل النتن
عطار جمعت حزني
من عشب همك
أداوي علتي ومن كان مثلي
عيناك دائي والدواء عندك
وأن اوهمت نفسي بزيف العطر
عطار أنا أحمل شوقي ولهفتي
في زوادة للقياك والصد.
غربة قنبر
100
يا أيامي المرمية
في غياهب السجن
يافرحتي المعتقلة
في زنزانة الصبر
امنياتي اخضرت كالاغصان
على شجرة الشجن
والكلمات جفت
على شفاه الصمت
أريد وطننا بمساحة الحزن
أفترش على ضفافه
ثوبي الاخضر
وأجمع أصداف تعبي
وأبني قصور احلامي
ومزرعة أمنياتي.
غربة قنبر
...................
Saman Kakayi
Germany
تعليقات